خلال جلسة «10سنوات من التحولات» في افتتاح أعمال القمة العالمية للحكومات 2023

القرقاوي: على الحكومات انتهاز الفرص لمواكبة التطورات المتسارعة

صورة

أكد وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات محمد بن عبدالله القرقاوي، أن القمة العالمية للحكومات تنطلق من الرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كمنصة لمناقشة الفرص والتحديات، ولاستشراف حكومات المستقبل.

وحدد خلال جلسة حملت عنوان «10 سنوات من التحولات» افتتحت فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2023، أمس في دبي، خمسة تحولات كبرى يشهدها العقد المقبل ستغير مستقبل العالم نتيجة التطور التكنولوجي.

وقال: «يشكل التغير المناخي التحول الأول، إذ من المتوقع أن يسبب أزمة لاجئين تصل لأكثر من مليار لاجئ مناخي بحلول عام 2050، ستكبد العالم نحو 23 تريليون دولار. ولأهمية ملف المناخ، أعلنت دولة الإمارات العام 2023 (عام الاستدامة)، كما ستقوم الدولة باستضافة مؤتمر COP28 لتلعب دوراً أكبر في التصدّي لهذه القضية العالمية».

وأضاف: «التحول الثاني سيكون على مستوى الخريطة الاقتصادية الجديدة، حيث سيشهد العالم تحول مركز الثقل الاقتصادي  العالمي، إذ نحن نتجه نحو خريطة اقتصادية جديدة، ستكون لدينا تكتلات بثقل اقتصادي ونفوذ عالمي.. تقسم العالم إلى أنظمة مالية واقتصادية مختلفة، ستجبر الحكومات على خيارات اقتصادية وتكنولوجية وجيوسياسية حاسمة، فيما سيشكل النمو السكاني التحول الثالث، إذ ستتركّز المدن الكبرى الجديدة في الدول النامية في آسيا وإفريقيا وبنسبة 86%، وهو تحدٍ صعب لهذه الدول.. ومصدر قوة للحكومات إن أحسنت استغلال مواردها البشرية».

وقال القرقاوي: «التحول الرابع سيكون جذرياً في مفهوم الأمية والمهارات، فالأمي سيكون الشخص الذي لا يستطيع التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي».

وتابع: «في العقد القادم.. عشرات الملايين من الوظائف ستكون شاغرة لغياب المهارات المناسبة لدى الأفراد، حيث لن تكون مسألة البطالة بالنسبة للحكومات متمثلة في تحدي خلق الوظائف فقط، بل في توفير الكفاءات المناسبة والمهارات التقنية التي تؤهل الأفراد لوظائف المستقبل».

وحدد التحول الخامس في الذكاء الاصطناعي والذي سيحدد موقع الحكومات ومستقبلها، إما حكومات استباقية تتبنّى تقنيات الذكاء الاصطناعي أو حكومات تعيش في العصر الحجري، مشيراً إلى أن المعدّل العالمي لجاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي يقل عن 50%، مشدداً على أن تبنّي الحكومات لهذه التقنيات أصبح حتمياً لا اختيارياً، حيث خسرت الكثير من الحكومات معركة الثقة لصالح الشركات بسبب تأخرها في تبني التقنيات المناسبة.

وأكد القرقاوي أن العالم يشهد إنتاجاً من البيانات الذي ارتفع بنسبة 5000% مقارنة بالعقد السابق، والتي تلعب دوراً حيوياً في تشكيل السياسة والاقتصاد، وكذلك في الخدمات التي تقدمها الحكومات، مشيراً إلى أنه دوماً ما يؤكد أن مَنْ يملك البيانات يملك المستقبل.

وأضاف: «منذ بداية رحلة القمة في عام 2013 وحتى اليوم، تغير واقعنا وتغيرت توقعاتنا وتغير فهمنا للمستقبل، شهدنا أحداثاً ربما لم يكن ليتوقعها العالم، غيرت المشهد العالمي في مختلف المجالات، وشهدنا تطورات متسارعة، بل أسرع مما كنا نتخيل، شهدنا معدلات تاريخية في ارتفاع درجات الحرارة وكوارث طبيعية كلّفت البشرية خسائر بقيمة ثلاثة تريليونات دولار».

وتابع: «شهدنا تفشي جائحة كورونا التي كبّدت العالم ملايين الأرواح وخسائر اقتصادية تفوق الـ12 تريليون دولار، ومع الأسف نشهد اليوم حرباً روسية أوكرانية قد تكلف العالم خسائر تقدر بنحو 2.8 تريليون دولار.. ومازال التخوف من حربٍ نووية في تزايد، كذلك نشهد اليوم أيضاً أعلى معدلات للتضخم منذ عقود وأعلى أسعار للغذاء لم نشهدها منذ من 60 عاماً».

وتابع محمد القرقاوي: «في السنوات العشر الماضية تزايدت التطورات التكنولوجية، حيث شهدنا أكبر هجرة للشعوب من العالم الواقعي إلى الرقمي والافتراضي، حيث هاجر أربعة مليارات شخص من العالم الواقعي إلى عالم رقمي وافتراضي، إذ يتواجد أكثر من نصف سكان الأرض على منصات التواصل الاجتماعي، كما أن ثورة الذكاء الاصطناعي وظهور تطبيقات جديدة ستعطي كل شخص مهارات لم يكن يتوقع يوماً أن يمتلكها وستؤثر على قطاعات كثيرة».

وأضاف: «على الحكومات تبني الاستباقية والمهارات الاستشرافية وانتهاز الفرص لمواكبة التطورات المتسارعة. وختم كلمته: «كنت أقول سابقاً.. نحن في الثانية الأولى من الدقيقة الأولى من الساعة الأولى من اليوم الأول من السنة الأولى من التطور التكنولوجي.. الآن أستطيع أن أقول اليوم إننا انتقلنا إلى الثانية الثانية من الدقيقة الأولى من الساعة الأولى من اليوم الأول من التطور التكنولوجي».

محمد القرقاوي:

«في السنوات العشر الماضية تزايدت التطورات التكنولوجية، حيث هاجر أربعة مليارات شخص من العالم الواقعي إلى عالم رقمي وافتراضي».

تويتر