الفصل بين السياسة والعلم شرط للاستفادة من البيانات في إحداث تغيير ايجابي

بحث المتحدثون في جلسة ضمن منتدى البيانات العالمي، في التغيير الدراماتيكي في طريقة جمع وتحليل البيانات مشيرين الى أهمية التمييز بين البيانات المهمة وبين البيانات غير المفيدة التي تشتت الجهود وتشكل نوع من العبء على عقول وقرارات واضعي السياسات والخطط، مؤكدين على ضرورة الفصل بين توجهات ومصالح النظام السياسي وادواته وبين مخرجات العلوم والبحوث وذلك بهدف ضمان الشفافية وتحقيق الأهداف المرجوة، كما عرضت الجلسة فيديو شرح الفرق بينه البيانات الفعالة وبين البيانات السطحية غير المفيدة ،مشبها البيانات بالسمفونية الموسيقية التي ممكن أن تنتج نغما نشاز في حال لم تكن متناغمة ومتسقة في مفرداتها اللحنية.

وادارت الجلسة نائب مدير المشروع للشؤون العلمية في مركز محمد بن راشد للفضاء حصة المطروشي التي اكدت في تقديمها للجلسة أن علم البيانات بات ركيزة أساسية في عملية بناء  المعارف في كل المجالات البيولوجية والاجتماعية والاقتصادية ، وفي التمكن من  فهم كل الظواهر الموجودة في العالم الكوني بما يضمن االاستعداد للمستقبل بما يكفل حياة أفضل للإنسان.

وقالت مديرة Group on Earth Observations  يانا جيفورجيان المشاركة في الجلسة أن البيانات مادة خام ليس لها اهمية الا عند تحليلها وفهمها واستخدامها في الموقع المناسب ضمن النظام الكلي للحياة. وتابعت أن البيانات مثل السمفونية الموسيقية التي لا يمكن أن تشكل معنى ولحن متناغم الا حين توضع في اطارها الكلي المرتبط والمتجانس مع كل المفردات المكونة للسمفونية. وأشارت جيفورجيان الى استخدام الشركات الكبرى لكثير من التقنيات والأدوات المتطورة لضمان الاستفادة من البيانات التي تجمعها والاستثمار فيها لصالح إنجاح مشروعاتها وسياستها التسويقية، مؤكدة على أهمية التعاون مع هذه المؤسسات لضمان عدم تأثير طريقة استخدامها للمعلومات والبيانات على صحة النظام البيئي العالمي.

أما الخبير الفيزيائي الرئيس السادس عشر لمؤسسة سيرن رولف هوير فأكد على أهمية تسخير البيانات لدعم السياسات والعلوم بشرط ضرورة المحافظة على وجود مسافة فاصلة بين ما يريده صانعو القرار من السياسيين واصحاب النفوذ وبين العلم ومخرجاته. وقال ان الشفافية في التعامل مع البيانات لا سيما المعلومات التي تكشف عنها الأبحاث والعلوم شرط أساسي لضمان تسخير البيانات لما فيه مصلحة كل أعضاء ومقومات النظام العالمي البيئي والتكنولوجي.

من ناحيته أكد مدير النظم والمنتجات، في معهد بحوث النظم البيئية ESRI كلينت براون على اهمية التركيز على ادوات التعليم في ظل تطور علوم البيانات نظرا للاختلاف الكبير في طريقة فهم وإدراك الاطفال في الوقت الحالي نتيجة اختلاف ادوات التكنولوجيا والتقنيات التي يستخدمونها والتي بدورها اعادت تشكيل نظم تحليل المعلومات في عقولهم. وأشار الى أهمية السعي الى إيجاد الحلول المستقبلة استنادا لما تتوصل له الخبرات والعقول خلال بحثها وتطويرها لعلوم البيانات  واكتشافها لنوع الاحتياجات الإنسانية وخدمتها بما يصب في مصلحة حياة البشر من الناحية الصحية والاجتماعية والبيئية.

تويتر