أكدوا اعتماد مدارس خاصة أنظمة إلكترونية معقدة

«الأمية الرقمية» تُعرقل مشاركة ذوي طلبة في الاستبيانات المدرسية

صورة

أعرب ذوو طلبة عن صعوبة مشاركتهم في الاستبيانات المدرسية، بسبب محدودية إلمامهم بالأدوات الرقمية.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن بعض المدارس الخاصة تستخدم أنظمة إلكترونية معقدة تتطلب مهارات لا يمتلكها كثيرون منهم، مطالبين بتبسيط المنصات وتوفير بدائل واضحة أو دعم مباشر، لضمان وصول آرائهم وعدم استبعادهم من عملية التقييم المدرسي.

في المقابل أكد مديرو مدارس ومعلمون ومشرفون وجود فجوة رقمية لدى شريحة من أولياء الأمور، تتمثّل في عدم قدرتهم على استخدام المنصات والأنظمة الإلكترونية، ما يعرقل مشاركتهم في الاستبيانات المدرسية التي باتت أداة محورية في صناعة القرار التعليمي، من تقييم المناهج إلى متابعة جودة الخدمات المدرسية المقدمة لأبنائهم.

وقالوا إن محدودية إلمامهم بالمنصات الإلكترونية تُسهم في تغييب أصوات فاعلة كان يمكن أن تشارك في تحسين القرارات التربوية وتطوير البيئة التعليمية.

وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» غياب مشاركة شريحة من ذوي الطلبة في الاستبيانات المدرسية المتعلقة بشؤون تربوية وتعليمية مهمة، مثل ميثاق الشراكة، وعقد ولي الأمر، وجودة الخدمات التعليمية المقدمة للطلبة، رغم جهود إدارات المدارس في إرسال رسائل التذكير وتوضيح تعليمات ملء الاستبيانات.

وتبيّن أن السبب الرئيس يكمن في عدم قدرة هؤلاء على التعامل مع الاستبيانات الرقمية والمنصات الإلكترونية للمدارس.

وذكر ذوو طلبة: (حمد.ع) و(سهام.م) و(علي.ع) أن عدم قدرتهم على استخدام المنصات والأنظمة الإلكترونية، وقلة خبرتهم التقنية، يمثلان عائقاً كبيراً أمام مشاركتهم، مؤكدين أنه «حتى لو كانت الاستبيانات سهلة، لا نمتلك المهارات اللازمة للتعامل مع المنصات الإلكترونية، ما يجعل أصواتنا غير مسموعة ويؤثر سلباً في القرارات المتعلقة بأطفالنا».

وطالبوا بتوفير بدائل وتبسيط المنصات الرقمية، أو عقد جلسات تأهيلية في المدارس لتمكينهم، وضمان مشاركة أوسع وأشمل.

وعزا فريق آخر من ذوي الطلبة: (حمزة.ل) و(حمدان.ت) و(سومية.س) عدم مشاركتهم إلى ضغوط العمل والانشغال اليومي، رغم حرصهم على مستقبل أبنائهم، موضحين أنهم يعملون لساعات طويلة ولا يجدون الوقت لملء أي استبيانات، مؤكدين أن المشاركة الرقمية لا تعكس احتياجات كل الأسر.

وأضافوا أن «الكثير من الآباء يرغب في المساهمة، لكن الالتزامات اليومية وضغوط العمل تحول دون ذلك، ما يجعل آراءنا غير ممثلة في النتائج».

من جانبهم أكد المشرفون: أحمد حجاج، ومحمد راضي، ويوسف علي، أن قلة مشاركة أولياء الأمور في الاستبيانات الرقمية تمثل تحدياً في تقييم الواقع التعليمي بدقة، موضحين أن «بعض الأسر تعاني ما يشبه الأمية الرقمية»، مشيرين إلى عدم قدرتهم على التعامل مع المنصات الإلكترونية، ما يؤدي إلى تمثيل جزئي لآرائهم في النتائج، وهو ما يؤثر سلباً في القرارات المتعلقة بتحسين المناهج وجودة الخدمات المدرسية.

وأشاروا إلى أهمية تبنّي المدارس أساليب بديلة وبسيطة، وتقديم دعم مباشر للأسر، لضمان شمولية المشاركة وتحقيق نتائج تعكس الواقع الفعلي لجميع الطلاب وأولياء أمورهم.

وأكدت مديرة مدرسة، فاتن سعيد، أن انخفاض مشاركة ذوي الطلبة في الاستبيانات الرقمية يحد من قدرة الإدارات على تقييم احتياجات الطلاب بدقة، موضحين أن بعض الأسر تواجه صعوبات تقنية أو لا تمتلك الخبرة الكافية للتعامل مع المنصات الإلكترونية، لافتين إلى أن «هذا الأمر يخلق فجوة في جمع البيانات، ويؤثر في القرارات المتعلقة بالمناهج وجودة الخدمات المدرسية».

وقال مديرو مدارس ومعلمون: الدكتور كمال فرحات، وإبراهيم القباني، وسارة طارق، ورأفت الحلبي: «نوفر بدائل تسهّل مشاركة جميع ذوي الطلبة، عبر تبسيط الاستبيانات الرقمية أو تقديم نسخ ورقية ودعم مباشر داخل المدارس، عبر تنظيم لقاءات استثنائية لأولياء الأمور، لضمان شمولية المشاركة وتمثيل أوسع لآراء الأسر في عملية اتخاذ القرار التعليمي».

وذكرت المستشارة الاجتماعية والأسرية، أميمة حسين، أن الاستبيانات الرقمية وحدها لا تعكس رأي المجتمع المدرسي بكامله، موضحة أن الأسر الأقل قدرة على التعامل مع التكنولوجيا تبقى أصواتها غير مسموعة، بينما تظهر مشاركة الأقليات النشطة رقمياً على أنها الأغلبية، ما يخلق تحيزاً في البيانات ويؤثر على عملية اتخاذ القرار.

وأوضحت: «الأمر لا يقتصر على المهارات التقنية فقط، بل يشمل أيضاً الفجوة الثقافية والاجتماعية، فبعض الأسر لا تعتبر ملء الاستبيانات أولوية، أو قد لا تفهم أهدافها بشكل كامل، وبدون توفير آليات بديلة، سيظل جزء مهم من المجتمع صامتاً».

وأضافت أن الخلل في التمثيل الرقمي قد يسفر عن سياسات تعليمية غير متوافقة مع الواقع الاجتماعي، مؤكدة أن ضمان تمثيل عادل للأسر يضمن مراعاة التنوع المجتمعي في القرارات التعليمية وتلبية احتياجات جميع الطلاب.

وتابعت أن تعزيز التواصل مع ذوي الطلبة وتدريبهم على استخدام الأنظمة الإلكترونية يسهم في تطوير البيئة التعليمية وتحقيق أهداف المدارس بشكل أكثر فاعلية، داعية إلى توفير بدائل تشمل الاستبيانات الورقية، وجلسات حوارية مباشرة، إضافة إلى دعم رقمي للأسر الأقل قدرة على التعامل مع التكنولوجيا.

ذوو طلبة:

• نطالب بجلسات تأهيلية في المدارس لضمان مشاركة شاملة.

مشرفون:

• الأسر غير المتمكنة من التكنولوجيا تفقد صوتها في قرارات التعليم.

تويتر