جامعة أبوظبي تدشن مختبراً بحثياً حديثاً للطباعة الخرسانية ثلاثية الأبعاد

افتتحت كلية الهندسة في جامعة أبوظبي مختبراً بحثياً حديثاً للطباعة الخرسانية ثلاثية الأبعاد في حرم الجامعة بأبوظبي، وذلك في إطار جهودها الدؤوبة لرفد طلبتها بفرص تعليمية مميزة، وتماشياً مع أجندة الاستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيسهم المختبر المجهز بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد المتقدمة في إنشاء نماذج أولية للهياكل الخرسانية، وإنتاج أشكال وتصميمات معقدة يصعب إنجازها باستخدام طرق البناء التقليدية.

وسيوفر المختبر لأعضاء هيئة التدريس والطلبة أحدث معدات الطباعة ثلاثية الأبعاد، بما فيها طابعة «غانتري الخرسانية ثلاثية الأبعاد» التي تعد الأولى من نوعها في مختبر جامعي في دولة الإمارات، والتي تتميز بقدرتها على بناء نماذج وهياكل خرسانية متنوعة على مستوى مخبري، مثل الأعمدة والعوارض والجدران، وذلك بأشكال وأحجام مختلفة.

وتتطلع جامعة أبوظبي، عبر منح طلبتها فرص تعلم مبتكرة مماثلة، إلى تعزيز الابتكار والإبداع في مجالات الطباعة الخرسانية ثلاثية الأبعاد وتحفيز الاستدامة لديهم، حيث سيسهم المختبر في دعم جهود الاستدامة البيئية التي تبذلها جامعة أبوظبي من خلال تقليل النفايات واستخدام المواد، وتعزيز كفاءة الطاقة، وتشجيع التصاميم المبتكرة بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة، والمساعدة في توفير بيئة أكثر شمولاً للطالبات الإناث للمشاركة الفاعلة في قطاع يهيمن عليه الذكور عادةً، لأن الطباعة الخرسانية ثلاثية الأبعاد هي تقنية بناء لا تحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل، وتعتمد بشكل أكبر على التكنولوجيا العالية.

وقال مدير جامعة أبوظبي، البروفيسور غسان عواد: "نسعى من خلال هذا المرفق المتطور إلى تزويد طلبتنا وأعضاء هيئة التدريس بالأدوات والموارد اللازمة لإطلاق أفكار جديدة وتعزيز الابتكار في هذا المجال، انطلاقا من حرص جامعة أبوظبي الدائم على الارتقاء بجهود الابتكار لدى الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع الإماراتي بشكل عام، ورفدهم بحلول مستدامة وشاملة للتغلب على التحديات الكامنة في هذا القطاع، فضلاً عن توفير تجربة تعليمية شاملة وتقنيات حديثة لتطوير المهارات المستقبلية لطلبتنا، وإعداد جيل واعد من الباحثين والمبدعين".

ويأتي المختبر ثمرة فوز جامعة أبوظبي مؤخراً بمنحة «أسباير» المرموقة، التي يقدمها «مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة» في دولة الإمارات العربية المتحدة. وسيعكف فريق البحث، الحائز على الجائزة، بقيادة الدكتور سامر المارتيني والدكتورة ريم صابوني على دراسة تكنولوجيا الطباعة الخرسانية ثلاثية الأبعاد، وتحديد أهميتها في تعزيز الاستدامة وتطوير قطاع البناء الحيوي في دولة الإمارات.

وتتيح الطباعة ثلاثية الأبعاد إجراء قياسات دقيقة، مع حد أدنى من الهدر في المواد الخام أثناء عملية البناء، وتتميز بتوفير استهلاك الطاقة مقارنة بأساليب البناء التقليدية، وتنفيذ البناء في زمن قياسي، دون الحاجة للكثير من عمليات نقل المواد الخام. وتنتج هذه التقنية تصميمات على درجة عالية من الابداع وفريدة من نوعها في مجال البناء، وتعزز ممارسات البناء المستدامة عبر تقليل الهدر في مواد البناء إضافة إلى تطوير قطاع التصنيع والبناء المحليين، مما يقلل بشكل عام من البصمة الكربونية المرتبطة بنقل مواد البناء لمسافات طويلة.

 

تويتر