مدرسون أكدوا قدرتهم على التمييز بين مجهود الطلاب و«الإلكتروني»

طلبة يتجهون لـ «شات جي بي تي» لحل الواجبات.. ومعلمون «يـجهلونها»

صورة

يستغل طلبة مدارس في مراحل تعليمية مختلفة قدراتهم في استخدام تقنية «شات جي بي تي» (المحادثة بالذكاء الاصطناعي)، لتسهيل دراستهم من خلال ابتكار طرق جديدة في حل الواجبات المدرسية، كما أكده طلبة وأولياء أمور. وقد يستخدمها البعض في ابتكار طرق للغش في الامتحانات، بحيث لا يستطيع معلمون مجاراتها. وتعتمد تقنية «شات جي بي تي»، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، على تمييز الإجابات الصحيحة في حال واجه الطالب صعوبة في الإجابة عن أسئلة الاختيار المتعدد في الامتحانات، أو الإجابة عن أسئلة مهارية تحتاج إلى ذكاء ومعلومات عدة، كما يتم استخدامها في إعداد تقارير متكاملة، تتماشى مع مستوى تفكير الطالب ومرحلته الدراسية، بحيث يصعب تمييز مصدر الإجابة، نظراً لتوافقها مع المرحلة الدراسية للطالب.

فيما أكد معلمون في مدارس حكومية وخاصة لـ«الإمارات اليوم»، فضّلوا عدم نشر أسمائهم، أنهم غير ملمين بتقنية «شات جي بي تي» وبطبيعة عملها، وكيفية الحصول على المعلومات من خلالها، ومجاراتها، فيما أكد آخرون أنهم يعرفون التعامل معها، خصوصاً معلمو الحاسب الآلي، فيما اتفق جميعهم على تمكنهم من تمييز الطالب إذا كان قام بكتابة التقارير أو حل الواجبات المكلف بها بنفسه وبجهده الخاص، أو استعان بغيره، سواء ولي أمره أو مواقع البحث الشهيرة من خلال مهارات يمتلكها. وأكدت معلمة لغة عربية بمدرسة حكومية بمدينة كلباء، فاطمة الزعابي، أن رصد الطلبة الذين يقومون باستخدام تقنية «شات جي بي تي» أمر يصعب على المعلم تمييزه، خصوصاً أن الطالب حين يكلف بحل الواجب المنزلي أو إعداد تقرير عادةً ما يقوم بحله في المنزل، لافتةً إلى أنها تؤيد استخدام الطلبة لمثل هذه التقنيات لتوسعة مداركهم العلمية ومجاراة التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي بما يفيدهم.

من جانبها، أكدت المستشارة الأسرية والتربوية ومعلمة اللغة العربية، عائشة علي البيرق، أن المدارس الحكومية والخاصة تعتمد تقنيات وبرامج آمنة، ترشد الطلبة في استخدامها أثناء حل الواجبات أو خلال الامتحانات التي تتطلب مهارات، مثل تصميم غرافيك وغيرها، إلا أنه في حال تجاوز الطالب الحد المطلوب منه في الاعتماد على مواقع أخرى في حل أسئلته، يتم استخدام تقنيات أمان، مهمتها ضبط الطلبة الذين يحاولون التجاوز، بحيث توقف قدرة الطالب على أن يقوم بأي إجراء من جهازه، وتحرمه من استكمال حل الواجب أو الامتحان باعتبار أنه ضُبط في محاولة غش.

ولفتت إلى أن هذه البرامج هدفها استفادة الطالب، وسهولة الحصول على المعلومات التي يرغب في البحث عنها، إلا أنه يجب أن يستخدمها بشكل قانوني دون تجاوز، موضحة أن جميع المدارس الحكومية والخاصة اعتمدت مبادرة «السلامة الرقمية» أثناء جائحة «كورونا»، ولكن اليوم لابد من التوضيح للطالب حدوده الرقمية، والضوابط التي يجب اتباعها لحفظ الملكية الفكرية للمعلومات، من خلال ذكر مصادرها في حال تم تدعيم التقرير أو الواجب بها.

وطالبت البيرق أولياء الأمور بضرورة رفع وعي أبنائهم التقني، وتحديد المواقع الإلكترونية والتقنيات التي يبحثون فيها للإجابة عن الأسئلة التي يواجهون صعوبة في حلها أو كتابة التقارير، لحمياتهم من مواقع غير آمنة ومعرّضة للاختراق.

وذكرت أن الهدف من السماح للطالب باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي هو عدم التقيد بالمنهج، ليكون قادراً على البحث الآمن، وليثري ثقافته، سواء كان مدرسياً أو جامعياً، موضحة أن الهدف من أساليب التعليم المعتمدة الحالية هو تطوير مهارات الطالب، بحيث يظهر بصمته الخاصة ومحتواه الخاص، ويعبّر عن آرائه وأفكاره دون التقيد بالمنهج الدراسي.

وأشارت إلى أن الطلبة الذين يدرسون حالياً في مراحل التعليم المختلفة يعتبرون من الجيل الإلكتروني الذكي، وعلى المعلم اعتماد آليات معينة في البحث، وأن يقوم بمناقشة إجابات الطالب أو التقرير فور الانتهاء من تصحيحه.

من جهته، أوضح مستشار الأمن السيبراني، وخبير تقني، عبدالنور سامي، أن تقنية الـ«شات جي بي تي» التي تستخدم حالياً بين الطلبة لكتابة التقارير وحل الواجبات هي عبارة عن أداة ذكاء اصطناعي، لديها القدرة على التعلم العميق، وجمع المعلومات الموجودة على جميع شبكات الإنترنت، موضحاً أن تلك التقنية تتميز بأنها قادرة على الإجابة بصورة اعتبارية ومحدودة وواضحة، وتحاكي أسلوب السائل، وتراعي المقدرة الاستيعابية لديه، ويتم ذلك من خلال تعلم الآلة أثناء التواصل مع الشخص لوقت أطول، وكثرة استخدامه لها، بحيث إنها تستطيع أن تحاكي أسلوبه.

وأضاف أنه تجذبه مثل هذه التقنية لاختصار الوقت والجهد، واستخلاص النتيجة المرجوة وليس الكيفية، مشيراً إلى أن الأصل في التعلم أن يدرك الطالب مهارات التعلم لما تقتضيه أسس البحث العلمي، الذي يشترط التعلم الذاتي لكي يستطيع الطالب أن يحدد أوجه الاختلافات، ويختار المسار المناسب له في التعلم، ويكون ذلك مدعماً بالتلقين تارة والتوجيه تارة أخرى. وتابع أن استخدام الطالب لتقنية الـ«شات جي بي تي» التي تعطيه الإجابة النهائية، وتستخلصها له دون أي جهد وفهم منه، يعلمه الاتكالية، بحيث يكون غير مدرك أو ملم بنتائج بحثه أو الإجابات التي استخلصها من هذه التقنية، إذ يقوم باستنساخ الإجابة ولصقها دون فهم الإجابة أو حفظها، ما يفقده شغف التعلم، ومتعة التجربة، واستقاء المعلومات من مراجع علمية مختلفة. إيجابيات «جي بي تي»

أوضح مستشار الأمن السيبراني، وخبير تقني، عبدالنور سامي، إيجابيات تقنية الـ«شات جي بي تي»، بقوله: «يستطيع الطالب الاستفادة من هذه التقنية إذا كان استخدامه مقتصراً على استكمال معلومات ناقصة أو توضيحها، وكذلك تعزيز مهارات الحياة، مثل التواصل والنقاش والتفكير الناقد، إضافة إلى أن مثل هذه التقنيات تستطيع أن تفيد الطالب في تصحيح أخطائه اللغوية، أو اكتشاف الخطأ البرمجي في حال لديه واجب لمادة الحاسوب الآلي، وتفسير الظواهر الطبيعية، لتكون معلوماتها العلمية دقيقة وشاملة ومبسطة». عائشة البيرق: «على أولياء الأمور ضرورة رفع وعي أبنائهم التقني، وتحديد تقنيات الإجابة عن الأسئلة التي يواجهون صعوبة في حلها».

تويتر