شيخة الوالي مع طلاب المدارس خلال تنفيذ إحدى الورش التعليمية. من المصدر

«شيخة الوالي» انقطعت عن الدراسة وهي حامل.. وزاملت «الجنين» في الثانوية

تمكنت شيخة الوالي من مواصلة تعليمها في سن متأخرة نسبياً، بعدما منعها الزواج وما ترتب عليه من مسؤوليات تجاه الزوج والمنزل والأبناء؛ من مرافقة بنات جيلها إلى مدرستها.

وتقول الوالي التي تحتل اليوم منصب رئيس اللجنة الثقافية في نادي مسافي الرياضي والثقافي، لـ«الإمارات اليوم»، إن إطلاق دولة الاتحاد مؤسسات اعتنت بالمرأة ساعد الكثير من الإماراتيات على تحقيق آمالهن.

تزوجت الوالي في سن صغيرة دون أن تنال حظها من التعليم، وانشغلت بتربية أطفالها والعناية ببيتها إلى أن أدركت أن التعليم لا يتعارض مع الأمومة ورعاية الأسرة، فقررت أن تذهب للمدرسة لتبدأ تعليمها الابتدائي، إلا أنها اصطدمت بعدم وجود مدرسة لتعليم الكبار في المنطقة التي تعيش فيها، فطالبت بإنشاء مدرسة، وتحقق مطلبها بفتح الدولة مركزاً تعليمياً التحقت به لمواصلة تعليمها.

وتحكي الوالي أنها انقطعت عن دراستها حين كانت حاملاً في ابنها الثاني، وعادت للتعليم بعد أن بلغ مولودها السنة النهائية في تعليمه بالمدرسة، فصاحبته في استذكار دروسها لتتمكن من نيل الشهادة الثانوية عام 2005.

وتتذكر الوالي الأيام التي جمعتها بابنها في المذاكرة، وتضحك وهي تروي لـ«الإمارات اليوم» كيف أيقظته ذات يوم في منتصف الليل بالخطأ، ظناً منها أن الوقت حان لمراجعة الدروس قبيل موعد الامتحان النهائي. وأضافت أنها كانت تودع أطفالها ببيت جدهم في أبوظبي للاعتناء بهم حتى تتمكن هي وابنها من المذاكرة.

الوالي، التلميذة المجتهدة، تحتفي بالوطن كل يوم، فهي لا تجد نفسها وراحتها وسعادتها إلا حين تقوم بدورها في تعليم الصغار والكبار فنون وآداب الثقافة الإماراتية الأصيلة، بما فيها تصميم بيوت الأجداد وتشييد أركانها، وذلك ليس فقط عبر الأنشطة والفعاليات التي تقام في النادي، بل أيضاً من خلال الدورات والورش التدريبية التي تنظمها في المؤسسة الثقافية التي أنشأتها عام 2007 باسم «بصمات الأجداد».

وتعد الوالي باحثة وأستاذة في تعليم التراث الإماراتي بفنونه المتعددة التي من أجملها إنشاء البيوت التراثية، وهو ما دفعها لإنشاء مؤسسة «بصمات الأجداد» التي تتوجه بأنشطتها لكل الفئات العمرية في المجتمع الإماراتي.

وأشارت الوالي إلى عمل المؤسسة على نشر وتعزيز الثقافة الإماراتية عبر عدد من الآليات والبرامج التي تتضمن عقد ورش وندوات تراثية وتنظيم معارض تراثية وإحياء وتعليم الألعاب الشعبية، والتدريب على العروض الشعبية، بالإضافة الى تعليم الحرف اليدوية وتشييد البيوت التراثية المعروفة بعريشها وتفاصيلها الجميلة المصبوغة بأيام وأصالة الماضي.

وأفادت بأن المؤسسة تطمح من خلال تعليم المشاركين في أنشطتها من التلاميذ والمراهقين الى المساهمة في إعداد جيل متنور ومتحضر يحمل في ممارساته وطباعه وأفكاره قيم الماضي، متسلحاً باعتزازه بهويته وتراثه، وهو يعيش في عالم مادي وصعب دائم التغيير.

وأكدت أنها تتمنى أن تنجح في مواصلة العمل على المحافظة على تراث الإمارات وموروثه الشعبي بهدف تعميق القيم الإماراتية الأصيلة والمساهمة في مسيرة بناء المجتمع، بما يضمن استمرار تميزه بأحلى وأنبل الأخلاق والعادات والأفكار.

يذكر أن الوالي شاركت بالأنشطة التراثية في العديد من المناسبات التي أحيت عيد الاتحاد الـ51، وذلك من خلال مساهمات كل من مؤسسة «بصمات الأجداد»، ونادي مسافي الرياضي والثقافي.

الأكثر مشاركة