قرار الوالدين.. «عاطفي» و«لا يراعي احتياجات سوق العمل»

«الأسرة» المؤثر الأبرز في اختيار التخصص الجامعي

أكثر من 65% من الطلبة يغيرون تخصصهم الجامعي مرة واحدة على الأقل وفق دراسات مختصة. أرشيفية

حدد عدد من خريجي «الثانوية» عدداً من الأسباب المؤثرة في اختيارهم للتخصصات الأكاديمية في المرحلة الجامعية، يأتي في مقدمتها قرار الأسرة. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن المرحلة الجامعية بالنسبة لهم مرحلة مختلفة، وليست واضحة المعالم بشكل كامل، مشيرين إلى صعوبة تحديد التخصص الأنسب.

وذكر الطلبة أن الاختيارات الأكاديمية الجامعية بالنسبة لطلبة «الثانوية»، يحددها في المقام الأول قرار الوالدين، على الرغم من كونه «عاطفياً»، أو مبنياً على أحلام وتصورات محددة، وليس على قراءة عقلانية لاحتياجات سوق العمل.وأكد الطلبة التأثر برأي الرفاق، ونصيحة بعض الطلبة الجامعيين أو الخريجين السابقين، ثم يأتي بعد ذلك ما استفاده الطالب من الإرشاد الأكاديمي في المدارس.

وقال الطالب إيهاب محمود، «إن الأسرة هي صاحبة القرار الأول في اختيار التخصص الجامعي، لرغبتهم في رؤية أبنائهم مثل نماذج ناجحة في المجتمع، أو لأن معظم الآباء يرغبون في لعب دور والد الدكتور أو المهندس».

وأضاف أن الآباء والأمهات يحاولون رسم المسار الجامعي لأبنائهم، بصرف النظر أحياناً عن مدى قدرة الأبناء على النجاح في هذا التخصص، وفي المُقابل يرغب الأبناء في تحقيق أحلامهم وفق ما يناسب ميولهم وقدراتهم، لكن الأسرة ترى أنها أكثر خبرة وقدرة على تحديد مُستقبل أبنائها.

وقالت الطالبة حبيبة عثمان: «الحياة الجامعية بالنسبة لي مختلفة، ولست على دراية تامة بها، وطرق الدراسة فيها، لذلك كانت الاستشارة الأولى من والديّ اللذين نصحاني بالالتحاق بتخصص نظم المعلومات».

وذكر الطالب عمر سيف أنه اختار تخصصه الجامعي بنفسه، وهو دراسة الطب، عازياً ذلك إلى «أن سوق العمل يتطلب العديد من الأطباء، خصوصاً بعد ظهور الفيروسات التي انتشرت بشكل كبير في العالم، وأبرزها كورونا وأخيراً جدري القردة».

واختار الطالب عبدالرحمن عايش دراسة الإعلام بناء على نصيحة بعض أصدقائه، فيما ذكر عبدالله نورالدين أنه قرر اختيار تخصصه الجامعي بعد تلقيه وزملائه في المدرسة إرشادات من «المرشد الأكاديمي».

من جانبه، أفاد الخبير التربوي، الدكتور سالم زايد، بوجود تحديات كثيرة تواجه طالب الثانوية بعد التخرج، ومنها اختيار التخصص الجامعي والجامعة المناسبة، بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل ويواكب التغيرات والتطورات السريعة في المجتمع.

ودعا إلى إيجاد فرصة لمعايشة طلبة الثانوية العامة الحياة الجامعية بشكل عملي، بحيث توضع آلية محددة من المسؤولين، لانخراط طالب الثانوية في الحياة الجامعية بشكل عملي، لمدة أسبوع أو أسبوعين، حتى يتعرف من خلالها الطالب إلى الدراسة الجامعية.

وذكر زايد أن أكثر من 20% من الطلبة يغيرون تخصصهم الجامعي لمرة واحدة على الأقل، مؤكداً أن مشكلة ضغوط الأهل على أبنائهم في اختيار التخصص الجامعي من أشد العوامل المتسببة في الوصول إلى تلك النسب الكبيرة، التي تدل على التشتت وعدم امتلاك منهجية لاختيار التخصص بصورة صحيحة.

من جانبها، أطلقت وزارة التربية والتعليم برنامج الإعداد الجامعي «انطلاقة» الذي يهدف إلى تهيئة جيل من الطلبة المواطنين بالمهارات والكفاءات اللازمة القادرين على الالتحاق بأرقى الجامعات محلياً وعالمياً، وفتح آفاق تعليمية مرنة ومتنوعة تتناسب مع احتياجات سوق العمل المستقبلية وتغذي القطاعات ذات الأولوية وتعزز الانتماء الوطني.

وأكدت الوزارة أنها تستهدف من البرنامج مواصلة رحلة التعليم مع الطالب، من خلال الدعم والتوجيه، فهي لا تكتفي بتزويد الطلبة بالعلوم والمعارف والمهارات فحسب، وإنما غايتها تكوين طالب قيادي مسؤول وريادي ومفكر وبناء، ومساندته في تحديد رغباته وميوله بناءً على قدراته ومعارفه، وبالتالي تكوين صورة دقيقة لديه عما يناسبه، ليسهم في تحقيق طموحاته وتطلعات الوطن والقيادة، عبر ضمان حصوله على تعليم بجودة عالية داخل الدولة وخارجها.

الاختيارات الأكاديمية الجامعية لطلبة «الثانوية» غير واضحة.

خبير تربوي يدعو إلى تحديد فترة معايشة لطلبة المدارس في مؤسسات التعليم العالي.

تويتر