تطوير محتوى المناهج الدراسية ضرورة لمواكبة وظائف المستقبل

أكدت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية، على أهمية إعداد جيل الألفية الثالثة للوظائف والمهارات التي يتطلبها سوق العمل خلال الخمسين المقبلة، مشيرة إلى ضرورة مواصلة تطور المناهج الدراسية والبرامج الأكاديمية المتخصصة التي تستشرف خارطة سوق العمل في المستقبل وإعداد الطالب للتفاعل مع هذه المهارات بإتقان وكفاءة تمكنه من تحقيق التميز في سوق العمل مستقبلاً . 
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها الأمانة العامة للجائزة بعنوان "مهارات سوق العمل لجيل الألفية الثالثة" بحضور أمل العفيفي الأمين العام للجائزة،.
وقال نائب مدير كليات التقنية العليا للاستراتيجية والتميز . الدكتور عادل العامري " لقد فرضت الثورة الصناعية الرابعة واقعا جديدا دائم التغيير ومليء بالفرص والتحديات مدعومة بالتقدم التكنولوجي الهائل والسريع والمستمر بحيث ظهرت من خلاله أسواق وشركات جديدة ناشئة واختفت أيضا أسواق وشركات ووظائف، هذا التحول السريع أدى إلى تغير الهيكلية في سوق العمل وأشكال القوى العاملة ونوع المهن والمهارات التي يطلبها سوق العمل الحالي والمستقبلي، وهنا يجب التنويه أيضا أن العالم متجه نحو الاستدامة والاقتصاد الأخضر مما يفتح الباب لعدد من وظائف المستقبل في عدة مجالات ذات الصلة ".
وأضاف العامري أنه "يمكن تلخيص المهارات المستقبلية بشكل عام بحل المشكلات والتفكير النقدي والتفاعل الشخصي مثل التعاطف والتآزر والقدرة على التعلم والتطوير المستمر، ومن ناحية أخرى فإن قطاعات العمل التي تتمحور حولها هذه المهارات تشمل الأتمتة والتصنيع المتقدم وإدارة النفايات والطاقة البديلة والروبوتات والذكاء الصناعي والواقعين الافتراضي والمعزز وإدارة المعرفة والبيانات الضخمة وتحليل البيانات ".
وشدد العامري على أنه يجب التركيز على هذه المهارات لإعداد المواطنين لاقتصاد المستقبل، مضيفا أن دولة الإمارات أطلقت نهجاً استباقياً لاستشراف المستقبل والاستثمار في مواردها البشرية مثل رؤية الامارات 2021 ومئوية الامارات 2071 ، كما وضعت عدة استراتيجيات مثل " استراتيجية المهارات المتقدمة" التي تهدف إلى تنمية وتطوير رأس المال البشري وتوجيه الكادر الوطني نحو المهارات المستقبلية ، و "الاستراتيجية الوطنية للابتكار" تم التركيز فيها على بناء القدرات وتعزيز الابتكار مستهدفة سبع قطاعات هي الطاقة المتجددة، النقل، الصحة، التعليم، التكنولوجيا، المياه، والفضاء ، كما تم التركيز فيها أيضا على الاستكشاف و مهارات المستقبل و جودة الصحة و المعيشة والحياة و القوة الخضراء و التنقل و التكنولوجيا لخدمة الإنسان ، وهنا يجب أيضا ذكر " الاستراتيجية الوطنية للتشغيل 2031 " والتي تركز بشكل عام على تعزيز برامج التعلم مدى الحياة وتصميم برامج تطوير المهارات والتدريب على مهارات المستقبل ، كما أطلقت الدولة عدة برامج ومبادرات لتطوير وتعزير مهارات المستقبل منها: البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي ، برنامج الإمارات للتدريب على الذكاء الاصطناعي ، مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي ، برنامج بكالوريوس في الذكاء الاصطناعي ، صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ، منصة ابتكر ، مبادرة المليون مبرمج عربي وغيرها الكثير ، وهنا يجب التركيز على دولة الامارات عززت كل ما ذكر من خلال حزم تمكين لمشارع الخمسين الاستراتيجية منها برنامج نافس الذي يهدف  إلى تطوير منظومة الاقتصاد الوطني من خلال بناء شراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وتمكين القطاع الخاص بأن يكون محركاً رئيسياً في المسيرة التنموية لدولة الإمارات ، وهنا يظهر التميز والجاهزية لدولة الامارات في أعداد وتنفيذ خطط استباقية تستهدف تشجيع الشباب على انتهاز فرص العمل المتاحة في القطاع الخاص واقتحام مجالات عمل رائدة  أو إطلاق مشاريعهم الخاصة التي تشكل إضافة نوعية للاقتصاد الوطني. 
ولفت العامري إلى أن كليات التقنية العليا كانت سباقة بإطلاق وتنفيذ برامج ومبادرات ريادية متوائمة مع توجه دولة الامارات، وذلك من خلال تطوير وتنفيذ خطتها الاستراتيجية التي ارتكزت على استشراف المستقبل والاستثمار بالتكنولوجيا والبنية التحتية والمباني وتطوير مهارات الكادر التعليمي والتحول الرقمي، وكانت اثار هذا الاستثمار إيجابية خلال جائحة كوفيد-19 حيث استمر العمل عن بعد بنجاح من خلال الحرم الجامعي الرقمي الذي لبى الاحتياجات التعليمية لحوالي 23 ألف طالب وطالبة على مستوى 16 فرعاً للكليات  . 
وفي ختام الجلسة دار حوار حول دور الأسرة والمدرسة في تقديم الإرشاد الأكاديمي والوظيفي الذي يمكن الطالب من رسم خطة مستقبلية للوظائف التي تناسب تخصصه الدراسي واحتياج سوق العمل لهذا التخصص . 

 
 

تويتر