نقطة حبر

الإمارات نموذج للعمل التطوعي

في اليوم العالمي للتطوع، تفخر الإمارات بتجربتها الرائدة، ونموذجها الفريد في العمل التطوعي، الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو نهج تواصل السير عليه قيادتنا، التي جعلت من العمل التطوعي إحدى الركائز التنموية البارزة، حيث شكل العمل التطوعي أيقونة للإبداع والابتكار والريادة لدى مختلف فئات المجتمع، وحرصت القيادة على وضع الأطر التشريعية والتنفيذية التي تكفل مأسسة العمل التطوعي، وتحقيق الشفافية المطلقة في خططه وبرامجه، ما جعل من النموذج الإماراتي أحد النماذج الوطنية البارزة، على المستويين الإقليمي والدولي.

وبالأمس شاهدنا هذه اللفتة الإنسانية الفريدة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يقدم نموذجاً للأجيال الجديدة في تعريفهم بأهمية العمل التطوعي، ودوره في المجتمع، ورسالته المنشودة في تحقيق التلاحم المجتمعي، وهي رسالة جديرة بأن نترجمها عملاً ومبادرات خلاقة في النهوض بالعمل التطوعي خلال الـ50 المقبلة.

كما حظيت تجربة الإمارات بثناء وتقدير متواصل من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات العلاقة، التي رأت في النموذج الإماراتي للتطوع مرجعاً يمكن الاهتداء به في دول العالم المختلفة.

لقد جسّدت الإمارات خلال جائحة «كوفيد ـ 19» صورة مشرقة لعمل تطوعي ناضج، يرتكز على أسس راسخة، سواء في التخطيط أو التنفيذ أو المتابعة، وكانت صورة التلاحم المجتمعي من مختلف فئات المجتمع خلال هذه الجائحة ومبادراتهم التطوعية نموذجاً يحتذى، فخلال هذه الأزمة التي شهدها العالم، كان العمل التطوعي في دولة الإمارات أحد جسور الأمل القوية، التي مدتها القيادة الرشيدة نحو مستقبل مشرق لتجاوز آثار هذه الأزمة، والانطلاق بالمجتمع نحو التعافي المنشود.

فقد خرجت فئات المجتمع إلى ساحة العمل التطوعي في خطوط الدفاع الأولى، وفي الدعم اللوجيستي المقدم للمتأثرين من الجائحة، ما هيأ بيئة اجتماعية تظللها الإيجابية والتفاؤل والأمل.

كما نشطت في مجال العمل التطوعي مؤسسات وطنية بارزة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، ومؤسسة الإمارات للشباب، والإمارات للمتطوعين، ومؤسسة المباركة، ومركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي، وغيرها من المؤسسات والجهات وجمعيات النفع العام، إضافة إلى مبادرات الأفراد، وكلها شكّلت منظومة بارزة لعمل تطوعي.

إن ما نشهده اليوم من مكانة مرموقة لدولة الإمارات العربية المتحدة في العمل التطوعي على المستوى الدولي، يدفعنا لمواصلة الجهد والعطاء في هذا الميدان الإنساني، الذي تركت فيه دولة الإمارات بصمات ناصعة في مختلف أرجاء العالم، يسجلها التاريخ بفخر واعتزاز، وهذا كله سيتواصل برعاية القيادة الرشيدة خلال الـ50 المقبلة، عطاءً وريادةً وتميزاً في خدمة الإنسان، محلياً وإقليمياً ودولياً.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر