نقطة حبر

الهندسة والأمن المائي

توجد أولويات كثيرة للبحث العلمي في دولة الإمارات، والتي تشمل قطاعات مختلفة، مثل قطاع الطاقة المتجددة والفضاء والذكاء الاصطناعي، وغيرها من القطاعات الحيوية التي تسهم بشكل فاعل في بناء اقتصاد مرن في المنطقة.

لكن يبقى موضوع الأمن المائي الأهم، وله الأولوية في البحث العلمي في دولة الإمارات وكل دول الخليج العربي، بهدف إيجاد حلول فورية ومستدامة من أجل التغلب على التحديات المستقبلية.

يعرف الأمن المائي بأنه الكمية المتوافرة من المياه الجيدة والكافية للصحة والإنتاج لمتطلبات الحياة، مقروناً بالمستوى الملائم لتفادي التحديات المتعلقة بندرة المياه.

إحصائياً، المعدل الفردي لاستهلاك المياه في دولة الإمارات يصل إلى أكثر من الضعف من معدل استهلاك الفرد عالمياً، ما تسبب في اضطراب بعملية التوازن بين العرض والطلب في المخزون المائي للدولة، ما يجعلها تحت حالة تسمى بالضغط المائي التي قد تتطور إلى درجة ندرة وقلة المياه إذا لم يتم حماية موارد المياه والعمل في الاستثمار المائي خلال السنوات المقبلة.

وهنا يأتي دور الهندسة، التي كانت دائماً تعرف بأنها فن استخدام الموارد الطبيعية لإيجاد الحلول لتحديات الحاضر والمستقبل. توفر الهندسة الكثير من الحلول العلمية والتطبيقات الفعالة التي تسهم بشكل فاعل في تعزيز مفهوم الأمن المائي، سواء بالطرق المباشرة أو غير المباشرة.

دولة الإمارات وأشقاؤها في دول الخليج العربي يواجهون تحدي قلة وفرة مصادر المياه العذبة، وبالتالي يكون هناك صرف طاقي كبير خلال عمليات تحلية المياه خلال محطات التحلية والطاقة، الذي يكلف الكثير من الجهد والأموال.

ومن هنا تلعب هندسة تحلية المياه دوراً فعالاً وحيوياً لتوفير الطرق البديلة لتحلية المياه التي لا تتطلب المجهود الطاقي الكبير، من خلال تطبيقات هندسة النانو المائية وتكنولوجيا الأغشية ومعالجة المياه.

وتضامناً مع استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، افتتحت جامعة نيويورك أبوظبي مركز أبحاث المياه بقيادة البروفيسور نضال هلال الذي يُعد من أهم العلماء في هذا التخصص عالمياً.

• المعدل الفردي لاستهلاك المياه في دولة الإمارات يصل إلى أكثر من الضعف من معدل استهلاك الفرد عالمياً.

 

تويتر