نقطة حبر

عام دراسي سعيد

أمل العفيفي

المدرسة ليست مقاعد وصفوفاً ومختبرات وصالات أنشطة فحسب، بل هي حياة متكاملة، بيئة يمتزج فيها التفاعل بالتحدي، والنشاط، والتميز، وتتكامل في أروقتها مختلف عناصر العملية التعليمية، فبيئة التعلم هي صورة من صور الحياة اليومية التي نحياها في عالمنا المعاصر، حيث تتنافس العقول على المعرفة والتميز في الأداء، وتترسخ فيها منظومة القيم من احترام الطالب لمعلمه، وتقدير المعلم لطلبته، وتعلم الطلبة الانخراط في منظومة العمل الجماعي، والعمل بروح الفريق، وغيرها من المفاهيم التي جعلت من المدرسة على مر العصور منارة للإشعاع الفكري والإبداع الحضاري.
وهذه المنارة يُشد إليها الرحال من مختلف بقاع الأرض، فطالب العلم يقطع البراري والقفار، ويجوب الجبال والبحار بحثاً عن المعرفة، فهكذا عهدت البشرية منذ بدء الخليقة ودورها وأهدافها نهراً متدفقاً من العطاء العلمي والفكري على تنوع مشارب العلم، وتعدد اختصاصاته يوماً بعد يوم.
إن فرحة الأسر والطلبة والمعلمين والإداريين وغيرهم من الشركاء الاستراتيجيين بانطلاقة العام الدراسي الجديد لا تخفى على أحد، وهذه الحفاوة التي احتضن بها المجتمع بكل فئاته وشرائحه انطلاقة العام الدراسي الجديد يوم الأحد الماضي، إنما تترجم بما لا يدع مجالاً للشك قيمة التعليم ومكانته لدى قيادتنا الرشيدة التي أولت هذا القطاع جل الاهتمام والرعاية، ووفرت كل الإمكانات والموارد التي تهيئ انطلاقة متميزة ومبدعة لعام دراسي وسط هذه الأجواء الاستثنائية.
لقد انتظرنا كثيراً هذه العودة، والحمد لله جاءت مفعمة بالإيجابية والعزم على مواصلة التميز الذي عهدناه دائماً في أبنائنا وبناتنا من الطلاب والطالبات في مختلف المراحل الدراسية، والذين يبذلون الجهد في التحصيل الدراسي، والسير في درب التفوق تلبية لطموحات القيادة الرشيدة وما تعلقه من آمال على الجيل الصاعد من قادة الغد وبُناة المستقبل.
إن واجبنا كتربويين وأولياء أمور أن نعزز من هذه الإيجابية في نفوس جميع الطلاب والطالبات، وأن نقدم لهم كل دعم نفسي واجتماعي لمواصلة ركب التفوق، وهي مهمة ليست صعبة على الأسر المتميزة التي تدرك أهمية دورها باعتباره ركيزة أساسية لتميز الأبناء والبنات من الطلاب والطالبات، والدفع بهم إلى منصات التتويج في مختلف مراحل الدراسة.
إن انطلاقة العام الدراسي الجديد وعلى الرغم من تلك الظروف الاستثنائية نشرت السعادة، وأدخلت السرور إلى قلوب الجميع، وهذا المشهد الجميل أمام رياض الأطفال والمدارس لأولياء الأمور من الآباء والأمهات وهم يأخذون بأيدي الأبناء والبنات إلى مدارسهم في اليوم الأول، يبعث على الفخر والاعتزاز بهذا الوعي التراكمي لدى الأسرة التي تعلم جيداً أنها أحد جناحي التفوق والتميز، وبتعاونها مع المدرسة تكتمل منظومة الطاقة الإيجابية للتحليق بالطالب في فضاءات التميز والريادة.

أمين عام جائزة خليفة التربوية
 

تويتر