نقطة حبر

صورة يخلدها التاريخ

في العشر الأوائل من الشهر الفضيل، صياماً وقياماً وبراً وعطاءً، نستذكر بفخر واعتزاز اللفتات الإنسانية الجميلة ونحن في كنف رمز العطاء وعنوان الإرادة وأيقونة التميز، الأم التي تعطي دائماً بلا مقابل، فهي شجرة النخيل التي تنمو إلى الأعلى دائماً لتجود بأطيب الثمار، وهي بستان المحبة وأريجه الفواح، ولمسة الحنان عندما تشتد عواصف الحياة.

هي كل هذه الصفات وأكثر منها بكثير، هي الأم التي حثنا المولى عز وجل على برها، وهي أيقونة الحياة في كل ثقافات العالم على مر العصور.

وفي شهر رمضان المبارك نستذكر عطاء الأب والأم، وما قدماه لنا طوال عقود من تربية وتعليم ودعم في مسيرة الحياة، ومهما قدمنا فلن نوفي الوالدين حقوقهما، وعلينا أن نرسّخ لدى أبنائنا هذه القيم. واستذكر بكل الفخر تلك الصورة التاريخية لقائد بحجم ومكانة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يجلس مجسداً كل قيم المحبة والوفاء والامتنان للأم في شخص سيدة العطاء الأولى، ورمز التفاني، وناشرة السعادة والإيجابية، ورائدة تمكين المرأة، الوالدة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، هي صورة بملايين الكلمات في تعبيرها وتجسيدها لمشاعر الابن البار بالأم الحنون، هي صورة ترجمت مواقف صاحب السمو، وعكست القيم التي نهَلها من مدرسة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقدمت دروساً للجميع في كيفية بر الأم وتقديرها، وإعلاء شأنها ومكانتها.

ودخلت هذه الصورة القلوب، وحملت معها سعادة غامرة، فقد جمعت الصورة كل معايير القيم الأصيلة لقيادتنا الرشيدة، ولمجتمع دولة الإمارات، الذي آمن دائماً بمكانة المرأة ودورها في المجتمع، وجاءت كلمات صاحب السمو مفعمة بالامتنان والتقدير لكل الأمهات، وجسدت كلماته درساً جديداً يضاف إلى ذلك السجل الناصع لمنظومة القيم التي تحرص قيادتنا على غرسها كل يوم في نفوسنا جميعاً، فما أجمل أن ترى قامة لزعيم بمكانة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وهو يجلس براً وامتناناً وعرفاناً في رحاب بستان العطاء الوالدة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي يسكن حبها قلوبنا كافة، هي صورة للتاريخ، وهي رسالة للنشء بأن الأم في مكانة سامية، وهي دعوة لتكريس برها والامتنان لها، وهي صورة ناصعة لمن مضى بعيداً عن بر أمه وحبها ورعايتها والاهتمام بها.

صورة ترسم ملايين الكلمات التي تعجز اللغة عن حصرها في بيان جماليات الموقف ولحظته، ودلالاته، وآثاره الإيجابية التي فاح عبيرُها في النفوس والقلوب، ونشرت السعادة في وطن آمن دائماً بأن السعادة هي عنوانه الأبرز.

إن واجبنا كتربويين وأولياء أمور أن نعلّم الأبناء هذه القيم، وآلية نموها والحفاظ عليها يانعة دائماً في قلوبهم، هذه الصورة القيمية ستكون دائماً ركيزة أساسية في منهاجنا الدراسية عندما يتعلق الأمر بالتنشئة الاجتماعية. وما أجمل أن يكون هذا الدرس حاضراً في شهر رمضان، الذي جعله الله شهراً للبر والعطاء والإحسان للوالدين والسهر على راحتهما.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر