نقطة حبر

الإمارات «على جبين المريخ»

ما أجمل الأحلام عندما تصبح واقعاً يصدح في ربوع الوطن، وما أجمل التأمل والتفكير والدراسة للماضي ليكون نبراساً نهتدي به في الحاضر، ويرسم لنا المستقبل، فالتاريخ هو تأمل الماضي لنهضة الحاضر ورسم ملامح المستقبل، وعندما نتأمل اللقاء التاريخي للمغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع فريق علماء الفضاء في عام 1976، نتوقف ملياً أمام هذا اللقاء، ففي الوقت الذي كان فيه القائد المؤسس يبني دولة جديدة، ينصب فيها التركيز على التنمية الوطنية من تعليم وصحة وإسكان وبنية تحتية، وغيرها من المشروعات التي تخدم الدولة الحديثة، في هذا الوقت وجدنا القائد المؤسس يرسم حلماً عنوانه الفضاء.

وبعد عقود لم يمر هذا الحلم، فقد تبنته قيادتنا الرشيدة، التي استشرفت المستقبل، وجعلت من صناعة الفضاء وسبر أغوار الكوكب الأحمر إحدى أولويات الأجندة الوطنية، بل وركيزة أساسية في مئوية الإمارات 2071، وبالأمس عاش الوطن والأمة العربية والعالم أجمع مرحلة أولى من مراحل استئناف الحضارة العربية التي وعدت بها دولة الإمارات، حضارة تُعلي من قيم الإنسان وكرامته، وتفتح الباب أمام آفاق العلم والإبداع للنشء والأجيال الجديدة.

إن نجاح «مسبار الأمل» في الوصول إلى مبتغاه ومداره المنشود في الكوكب الأحمر، وما شكلته هذه اللحظة التاريخية الفارقة من سعادة وسرور، وبعث للأمل والإيجابية في القلوب، سيظل محوراً أصيلاً للانطلاق بنهضة إماراتية غير مسبوقة في تاريخ المنطقة والعالم، فقد نجحت دولة الإمارات، بفضل الله تعالى، ثم رؤية القيادة الرشيدة، وعظمة شعب الإمارات، في أن تسطر الكلمة الأولى على جبين المريخ، وتكتب فيها الفصل الأول لملحمة جديدة من النهضة الحضارية والإبداع الوطني والرقي الإنساني والتسامح والتعايش، الذي أبدعت دولة الإمارات في رسم نماذج خلاقة له. سيظل التاسع من فبراير لعام 2021 يوماً خالداً في تاريخنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، بل وفي تاريخ العرب والبشرية كافة، يوم نجحت فيه رؤية خلّاقة، خطت نحو مستقبل مشرق خارج حدود المكان والزمان؛ مستقبل يجمع البشرية على الرخاء والنماء والازدهار، ويفتح العيون والعقول والأفئدة للسواعد المبدعة من أبناء وبنات الوطن على العطاء العلمي، والتميز البحثي، وعلى مشروعات ودراسات لا حدود لها، تتعلق بالكوكب الأحمر وطبيعته وتضاريسه وغلافه الجوي، والحياة على جبين المريخ. إن وصول «مسبار الأمل» إلى الكوكب الأحمر ليس نهاية الرحلة، بل هو البداية الحقيقية نحو عالم من العلم والخيال والمعرفة، فمرحباً بالكوكب الأحمر.

- عاش الوطن والأمة العربية والعالم أجمع مرحلة أولى من مراحل استئناف الحضارة العربية.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر