أكدوا كثرة الواجبات وضعف التركيز على «التعليم عن بُعْد»

ذوو طلبة يؤدون مهامّ تدريسية توازي دور المعلم

ذوو طلبة يقضون ساعات طويلة مع أبنائهم لمساعدتهم على حل واجباتهم المدرسية.أرشيفية

شكا ذوو طلبة، في مدارس خاصة بالشارقة، يتلقون التعليم عن بُعْد، عدم قدرة المدرسين على الموازنة في إعطاء الدروس بين أبنائهم والطلبة الموجودين داخل الفصول، لافتين إلى أن الجزء الأكبر من تركيز المعلم ينصبّ على طلاب الفصل.

كما شكوا حجم الواجبات المدرسية الملقاة على عواتق أبنائهم، مؤكدين أنهم يجلسون معهم لفترة تتجاوز الخمس ساعات يومياً لمتابعة حصصهم، ومساعدتهم على حلّ واجباتهم. وأضافوا أنهم يؤدون مهامّ تدريسية، داخل البيت، توازي دور المعلم في الفصل.

وأكدت إدارات مدرسية أن نظام التعليم الهجين يعتبر جديداً، إذ مازالت المدارس تقيس مدى فاعليته، وتقبل الطلبة وأولياء الأمور له، مشيرة إلى تحديات كثيرة تواجه المدرسة والمعلمين في تطبيقه، أبرزها توفير التوازن بين طلبة التعليم المباشر والتعليم عن بُعْد، خلال إعطاء الدروس.

وتفصيلاً، أكد ذوو طلبة: فاطمة فتحي وميرفت محمد وإبراهيم الناصر، زيادة الأعباء الدراسية والمتابعات اليومية لأبنائهم، مشيرين إلى أنهم اختاروا التعليم الهجين، حتى يستطيعوا تلقي التعليم بالشكل المطلوب، لكنهم يقضون معهم ساعات طويلة يومياً لمساعدتهم على حل واجباتهم المدرسية، مبينين أن المعلمين أو المعلمات لا يقبلون الإجابة عن أسئلة أبنائهم أثناء الحصص الدراسية، بسبب إعطاء الحصة لمجموعتين في الوقت نفسه، ويطلبون مخاطبتهم عبر صندوق الرسائل، مطالبين بوضع آلية جديدة تخفف الأعباء الدراسية عن الطلبة وذويهم.

وأشاروا إلى أنهم يؤدون مهام تدريسية لأبنائهم توازي دور المعلمين، عازين ذلك إلى تقسيم وقت الحصة بين طلبة التعليم عن بُعْد، والتعليم المباشر، وعدم الموازنة بين الجانبين، إذ ينصب الجزء الأكبر من تركيز المعلم أو المعلمة على الطالب الموجود داخل الفصل.

واعتبروا أن عدم الاستجابة للطلبة أثناء الحصص يربكهم، مطالبين بتخصيص منصة لكل مدرسة، لمعرفة آراء أولياء الأمور في التعليم الهجين والمشكلات التي تواجههم بسببه.

وأكد مدير مدرسة «صناع الغد»، محمد الجبوري، أن التعليم الهجين يعتبر من الأنظمة الحديثة، ويحتاج إلى وقت لتقييم فاعليته، والتحديات التي تحيط به، لافتاً إلى أن نسبة الحضور الحالية لا تتجاوز 25%، وستتزايد حسب خطة هيئة الشارقة للتعليم الخاص.

وذكر أن التعليم الهجين يخدم الطالب الذي يتلقى التعليم عن بُعْد، والطالب الموجود داخل الفصل، بدرجة واحدة من الاهتمام، مؤكداً أن المدارس تحاول الموازنة في تقديم المعلومة للطالبين، انطلاقاً من حرصها على نجاح التجربة، وتحقيق الهدف منها.

وبين أن المعلم يكون متفاعلاً بين الطرفين، وأن التحدي الحقيقي الذي يواجه المدارس، حالياً، هو طريقة توصيل المعلومة للطالب، وتقبل الطالب للعملية التعليمية، رغم طول الفترة التي يقضيها جالساً إلى الجهاز الإلكتروني، أو داخل الفصل الدراسي، مشيراً إلى أهمية وعي الأهالي بهذه المرحلة، لتخطيها وتحقيق الفائدة للطالب.

وأكدت نائب مدير مدرسة «تريم» الأميركية، إيمان سعيد، أن مدرستها، التي تضم 750 طالباً وطالبة، اعتمدت نظام التعليم الهجين للطلبة، بناء على آراء أولياء الأمور، بداية من 25% حتى الوصول إلى 100%، بالتدرج في عدد الطلبة بكل فصل، مبينة أن التحدي الأكبر هو الموازنة بين الطالب الذي يتلقى التعليم عن بُعْد، والطالب الموجود داخل الفصل.

وقالت إن تحقيق هذا الهدف يستدعي بذل مجهود أكبر من المعلم أو المعلمة، من خلال مضاعفة التركيز على طلاب النظامين التعليميين.


في ظل «الجائحة»

أكدت هيئة الشارقة للتعليم الخاص ضرورة تضافر الجهود بين أطراف العملية التعليمية، حتى تنتهي الجائحة، لافتة إلى أنها حريصة على متابعة عودة الطلبة إلى مقاعدهم المدرسية، والتأكد من سير العملية التعليمية بشكل منظم، وتجاوز كل أشكال التحديات، لتوفير مناخ تعليمي وصحي للطلبة.

وأضافت أن المدارس، التي استقبلت طلبة التعليم الهجين، أبدت وعياً وتنظيماً كبيرين، مؤكدة استمرار العمل لتهيئة بيئة تعليمية ملائمة للطلبة، مع متابعة التطورات التي تشهدها الساحات التعليمية، والتعامل مع المستجدات في ظل استمرار «الجائحة».

محمد الجبوري:

«التعليم الهجين يعتبر من الأنظمة الحديثة، ويحتاج إلى وقت لتقييم فاعليته، والتحديات التي تحيط به».

إيمان سعيد:

«الموازنة بين طالب (التعليم عن بُعْد)، وطالب (الهجين)، تستدعي بذل مجهود أكبر من المعلم».

تويتر