نقطة حبر

نلتزم لننتصر

خرجت دولة الإمارات، بفضل الله تعالى، ثم برؤية قيادتها الحكيمة، وبوعي مجتمعها، وتكاتف المواطنين والمقيمين على مختلف شرائحهم، منتصرة من معركة جائحة فيروس كورونا الذي هز العالم، وقلب حياة البشرية رأساً على عقب، هذا الفيروس الذي جعل دول العالم كافة أمام مفترق طرق، وجعل الحياة قبل «كورونا» مغايرة تماماً لما ستكون عليه بعده.

منذ تفشي الوباء في العالم، وما استتبعه من تغيرات اقتصادية واجتماعية ونفسية، وغيرها، منذ ذلك الحين كان لدولة الإمارات رؤية سبّاقة في التعامل مع هذه الأزمة العالمية، واستندت في هذا التعامل إلى محورين أساسيين، هما التخطيط المسبق والوعي المجتمعي، والالتفاف حول القيادة والالتزام بما يصدر عنها وعن الجهات التنفيذية المعنية من توجيهات وتعليمات ترتبط بالإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة العالمية.

وخلال تلك الجائحة، جسّدت دولة الإمارات العربية المتحدة حكمة بالغة في الالتزام بالإجراءات الوقائية، والتباعد الجسدي، وتوفير أفضل الممارسات العالمية في علاج المصابين، وتقديم الرعاية الطبية لهم، واستمرارية الأعمال، وغيرها من الإجراءات والمبادرات التي مكنتنا، بفضل الله تعالى، ثم برؤية القيادة، وبوعي المجتمع، من اجتياز الآثار السلبية لتلك الجائحة، واليوم ونحن نستعد لانطلاق العام الدراسي الجديد، علينا أن نضع في حسباننا ما حققناه من منجزات في مواجهة هذه الجائحة، وأن نعزز من هذا الالتزام، وصولاً إلى الانتصار الكامل على الجائحة.

وهنا علينا كأولياء أمور وتربويين أن نهيئ أبناءنا وبناتنا من الطلاب والطالبات لعامهم الدراسي الجديد بجعلهم مفعمين بالأمل، عبر ترسيخ الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، التي تكفل لكل منهم الانخراط في العام الدراسي بصحة وسلامة له ولأقرانه في المدرسة أو الجامعة.

لقد اتخذت وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية إجراءات احترازية فعالة، وفتحت الباب أمام خيارات متعددة لانطلاقة الفصل الدراسي الأول، عبر نظام التعليم الهجين، الذي يجمع عدداً من الخيارات أمام الطلبة وأولياء الأمور والهيئات التدريسية والإدارية، وهي خيارات تستهدف في المقام الأول صحة وسلامة الجميع، وفعالية العملية التعليمية، وجودة الأداء والمخرجات.

في كل هذه الظروف، فإن الوعي الفردي يظل ركيزة أساسية لمجابهة تحديات جائحة «كورونا»، والتعاطي معها بكفاءة وفعالية تكفل للفرد والمجتمع السلامة والعافية المنشودة، وهذا ليس بالأمر الصعب، فقد سجلت دولتنا، قيادةً وحكومةً وشعباً، تميزاً بارزاً، وقدمت نموذجاً فريداً للعالم في التعاطي مع الجائحة منذ انتشارها، والتغلب عليها ومواجهتها بحكمة وكفاءة عالية، جعلت من تحديات الجائحة فرصاً عملية واقتصادية ومجتمعية لمرحلة ما بعد «كورونا».

مع إشراقة عام دراسي جديد، ندعو الله تعالى أن يكلل جهودنا جميعاً بالنجاح والتوفيق، وأن يحفظ وطننا الغالي في ظل رعاية القيادة الرشيدة، ونؤكد جميعاً العزم على الخروج منتصرين من هذه الأزمة، ولذلك علينا التمسك بشعار «نلتزم لننتصر» قولاً وعملاً، ونجسده على أرض الواقع.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر