منتدى «مجلس الغد» الافتراضي يناقش إعادة تعريف مستقبل التعليم والمهارات والعمل بعد «كوفيد ـ 19»

عقد مركز التفوق والأبحاث التطبيقية والتدريب (سيرت)، التابع لكليات التقنية العليا، منتدى «مجلس الغد» الافتراضي، تحت عنوان «إعادة تعريف مستقبل التعليم والمهارات والعمل بعد كوفيد19»، الذي حضره نحو 688 مشاركاً ومهتماً من قطاعي التعليم والأعمال، وتحدث خلاله عدد من الخبراء الأكاديميين والمختصين من قطاع الأعمال، مجمعين على أن جائحة «كوفيد ـ 19» أسهمت في إحداث تغييرات ستنعكس بشكل واضح في المستقبل القريب على سوق العمل من حيث الوظائف والمهارات المطلوبة، وكذلك على مستوى قطاع التعليم، حيث خلق التعلم عن بُعد فرصاً جديدة للمتعلمين ولمؤسسات التعليم.

وأكد مدير مجمع كليات التقنية العليا، الدكتور عبداللطيف الشامسي، أن الظروف الاستثنائية التي مرت، والمتعلقة بـ«كوفيد ـ 19» أسهمت في تسريع العديد من الخطط المستقبلية المتعلقة بالتعليم الذكي، مشيداً برؤية دولة الإمارات في استشراف المستقبل، والاستثمار الكبير في التعليم المستقبلي، والذي مكّن مؤسسات التعليم من تحقيق التحول الناجح نحو التعلم عن بُعد، بالاعتماد على هذا الاستثمار الذي بدأ منذ أكثر من 10 سنوات، وأسس بنى تحتية وقدرات تكنولوجية عالية، دعمت استكمال الطلبة لعامهم الأكاديمي بنجاح في ظل جائحة «كوفيدـ 19».

واستعرض الشامسي جانباً من تجربة كليات التقنية العليا على مستوى التعلم عن بُعد، وكيف نجحت في تقديم نحو 1.4 مليون ساعة تدريس للطلبة، و أكثر من 66 ألف ساعة من الاختبارات التقيمية خلال ثلاثة أشهر، منوهاً إلى المؤشرات الإيجابية ومكتسبات هذه المرحلة التي ستستند عليها خطط التعليم للعام الأكاديمي المقبل، لأن التعليم لن يعود كما كان عليه قبل «كوفيد ـ 19»، وأن الفرصة باتت سانحة لتحقيق التغيير المنشود والانتقال لتعليم «هجين»، يجمع ما بين التعليم النمطي في الفصول الدراسية والتعلم عن بُعد، بما يتماشى مع جيل اليوم وقدراته، ويدعم الوصول لمخرجات نوعية وأكثر جاهزية للمستقبل.

من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي والمدير لجامعة واترلو، البروفيسور فريدون حمدلله بور، أن وباء «كوفيد ـ 19» دفع الجامعات لابتكار أساليب فاعلة للتعليم والاختبارات من خلال التعلم «أونلاين»، بمعنى أنه أسهم في بلورة الأفكار والخطط خلال هذه الفترة التي كانت مليئة بالتحديات الجيدة والايجابية، والتي دفعت نحو التغيير والتحديث في التعليم.

وذكر عميد كلية هنلي لإدارة الأعمال بجامعة ريدينج ببريطانيا، البروفيسور جون بورد، أن «كوفيد19» ترك أثره على التعليم، وأن المستقبل يحتاج لمزيد من المرونة والسرعة في التكيف والاعتماد على الذات، بمعنى أن كليات إدارة الأعمال يجب أن تتأقلم مع سوق العمل وطبيعة المعرفة والمهارات المطلوبة، حيث إن طبيعة بيئة العمل قد تغيرت، وسينتج عن ذلك تغيير في عقلية القيادات في المؤسسات، وسيضعون ثقة أكبر في الموظفين كأفراد يعملون عن بُعد بالتزام وإنتاجية مع تعزيز مرونة التعليم.

من جانبه، ذكر الدكتور يحيى المرزوقي من مجلس التوازن الاقتصادي، أن هذه الجائحة فرضت على مؤسسات التعليم إعادة التفكير، وتغيير طريقة عملها وفقاً لمتغيرات المرحلة ما بعد «كوفيد19»، وأن يجعلوا عملية التعليم تتمحور بشكل أكبر حول المتعلم، وأن يخلقوا مزيداً من الشراكة والتحالفات مع قطاعات الأعمال لتقديم مخرجات تتوافق مع احتياجات هذه القطاعات والمستجدات في المهارات، أضاف المرزوقي أننا نحتاج في التعليم العالي إلى تغييرات رئيسة وجذرية، بما في ذلك أن تعمل الجامعات بشكل وثيق مع قطاعات الأعمال.   

تويتر