«التربية» تطلق استبياناً للوقوف على آرائهم

ذوو طلبة يحددون 5 تحديات تواجههم في «التعلم عن بُعْد»

«التربية» طلبت تضافر الجهود لإنجاح مبادرة التعلم عن بُعْد. ■غيتي

حدد ذوو طلبة بمدارس خاصة خمسة تحديات رئيسة، تحول دون حصول أبنائهم على الاستفادة المرجوة من خلال نظام «التعلم عن بُعْد»، الذي أقرته وزارة التربية والتعليم لطلبة الحلقات التعليمية المختلفة في كل المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، وتشمل هذه التحديات اكتفاء مدارس خاصة بتسجيل مقاطع فيديو تتضمن دروس المنهج المقرر فقط دون التواصل بين الطلبة والمعلمين، بينما تعاني مدارس أخرى ضعف مزود «الإنترنت» لديها، إضافة إلى كثرة التكليفات من المعلمين للطلبة، ومعاناة ذوي الطلبة، خصوصاً الموظفين منهم، من عدم رعاية ومتابعة أبنائهم أثناء الدراسة، كما شكت أسر عدم مقدرتها على توفير أجهزة حواسيب آلية لأبنائهم.

فيما شددت وزارة التربية والتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، على ضرورة أن تتضافر الجهود كافة، لإنجاح مبادرة التعلم عن بُعْد، التي تعد أولوية في الوقت الراهن.

وتفصيلاً، قال هشام عمران (والد طالبين)، إن مدرسة ابنيه تكتفي فقط بتسجيل مقاطع فيديو، تتضمن الموضوعات المقررة في مناهج المواد الدراسية، دون أي تواصل بين المعلمين والطلبة، مضيفاً أن هذا الأسلوب في التدريس عن بُعْد لن يكون مفيداً بالقدر الكافي.

ولفت إلى أنه حاول التواصل مع المدرسة دون جدوى، مطالباً الوزارة وهيئة المعرفة بأن تحددا للمدارس وسيلة واحدة للتعلم عن بُعْد.

وذكر محمود محمد (والد طالبة) أن تكليفات المعلمين للطلبة أثناء حصة «التعلم عن بعد»، متعددة ومرهقة، إضافة إلى أن بعض المعلمين يلزمون الطلبة بتصوير وطباعة نماذج للأسئلة، حتى تتسنى لهم الإجابة عليها، ما يضطر الطالب إلى الذهاب للمكتبة ومخالطة الناس، في وقت تطلب فيه الجهات الحكومية من أفراد المجتمع ملازمة المنازل، كإجراء احترازي للحد من احتمالية انتشار فيروس كورونا.

وقالت هيام محمد (والدة ثلاثة طلبة) إنها تعاني مع أبنائها ضعف مزود الإنترنت في المدرسة، ويؤدي دخول الطلبة على منصة التعليم الذكي الخاصة بالمدرسة في وقت واحد إلى الانقطاع المتكرر في الخدمة، مشيرة إلى أن هذا الانقطاع يمنح الطلبة فرصة الانشغال (باللعب أو فتح مواقع التواصل الاجتماعي) عن دروسهم.

وأكدت عبير علي (والدة طالبتين) أن أكبر تحدٍّ أمام الأسر المتوسطة الحال، والمتعددة الأطفال، هو توفير جهاز حاسوب لكل طالب من أبنائها، خصوصاً أن مدارس خاصة لا تزود طلبتها بحواسيب آلية يستخدمونها في نظام التعلم عن بُعْد.

من جهتها، شددت وزارة التربية والتعليم على ضرورة تضافر الجهود كافة، سواء من قبل المدارس الخاصة والحكومية أو المعلمين أو الطلبة وذويهم، لإنجاح مبادرة التعلم عن بُعْد، والتي تعد أولوية قصوى في الوقت الراهن.

وأصدرت الوزارة، أخيراً، استبياناً لأولياء أمور الطلبة، للتعرف من خلاله إلى أبرز التحديات التي تواجه الأسر في تطبيق نظام التعلم عن بُعْد.

من جانبه، أكد مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، الدكتور عبدالله الكرم، في رسالة وجهها، أمس، إلى الأسر والمدارس، أن الظروف الحالية عززت بشكل كبير المسؤولية المجتمعية لدى أفراد المجتمع، خصوصاً الطلبة.

وأضاف: «سنواصل العمل مع المجتمع المدرسي عن قرب، للتعرف إلى خططه حول تطبيق التعلم عن بُعْد، من أجل المستقبل القريب والبعيد»، متابعاً أن هذا الوقت هو وقت العمل معاً، للتغلب على التحديات.

أمن وسلامة الطلبة

قال مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص، علي الحوسني: «جاء تطبيق نظام التعليم عن بُعْد، ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دولة الإمارات بمختلف مؤسساتها التعليمية الرسمية، للحفاظ على أمن وسلامة الطلبة، وضمان حقهم في التعلم دون أن تحرمهم الظروف استكمال العام الدراسي».

وأضاف أن نجاح نظام التعليم عن بُعْد يرتكز على تعاون مختلف عناصر ومكونات المنظومة التعليمية والتربوية، بما يشمل ذوي الطلبة، ما يدفعنا جميعاً إلى تعزيز التعاون، وبذل الجهود، من أجل مصلحة الطلبة، متابعاً أن الظروف الراهنة تتطلب مساندة الأهالي بتوفير كل الأدوات والأجهزة التي تخدم المنظومة التعليمية، وتوفير البيئة المحفزة للطلاب، حرصاً على شموليتها، وضمان مخرجاتها الأكاديمية.

تويتر