«موسم استنزاف ذوي الطلبـة».. 600 درهم الحقيبة و1300 للزي والقرطـاسية

اعتبر ذوو طلبة فترة الاستعداد لبدء العام الدراسي الجديد «موسماً لاستنزافهم مالياً»، مشيرين إلى ارتفاع مبالغ فيه لأسعار الحقائب المدرسية والقرطاسية والزي، ما يعد عبئاً جديداً عليهم لاسيما في حال وجود أكثر من طالب في الأسرة الواحدة.

وأظهرت جولة ميدانية نفذتها «الإمارات اليوم» شملت محال تجارية ومنافذ بيع وجمعيات تعاونية ومكتبات؛ وجود تفاوت كبير في الأرقام المثبتة على بطاقات أسعار الحقائب المدرسية، إذ تبدأ من 30 درهماً، وتتصاعد لما يزيد على 600 درهم.

وأظهرت الجولة طرح أشكال متنوعة من الحقائب بتخفيضات تصل إلى 60%، وأخرى أقل راوحت بين 20% و30%، كما طرحت منافذ بيع ومحال ومكتبات أشكالاً مختلفة من الحقائب يقل سعرها عن 100 درهم، ومعظمها صغيرة ومتوسطة الحجم، تحمل على الظهر.

وكشفت أن غالبية الحقائب المدرسية مستوردة من الصين، ونسبة قليلة منها مستوردة من الهند وإيطاليا والولايات المتحدة، بينما عرض محل واحد في أبوظبي إنتاجاً محلياً من الحقائب.

وكان لافتاً سيطرة الشخصيات الكرتونية الغربية الشهيرة على حقائب الصغار في مختلف المنافذ والمحال، فيما خلت الأسواق من الحقائب التي تعكس الطابع التراثي الإماراتي، أو المزينة بشخصيات كرتونية محلية.

من جانبها، ذكرت وزارة الاقتصاد أن إدارة المنافسة وحماية المستهلك تعتزم تنفيذ حملات تفتيشية على المراكز التجارية والمكتبات لرصد أسعار الحقائب المدرسية ومواد القرطاسية قبل بداية العام الدراسي الجديد، مطالبة الأسر بتفعيل «المستهلك المراقب»، التي تهدف إلى تفعيل دور المستهلك في المشاركة في الرقابة عبر متابعة متغيرات الأسواق، والإبلاغ عن أي مخالفات مشتبه فيها حول أسعار السلع في منافذ البيع.

أكد ذوو طلبة ارتفاع كلفة المستلزمات المدرسية، التي تشمل الزي والقرطاسية والحقائب، مشيرين إلى ما تسببه لهم من إرهاق مالي.

وطالبوا وزارة الاقتصاد والجهات المعنية بتكثيف دروها الرقابي على السلع المرتبطة بانطلاقة العام الدراسي الجديد، مؤكدين أن المستلزمات المدرسية تضع على كواهلهم عبئاً مالياً كبيراً.

وقالت أم لطالبين، هالة حسام، إن «أسعار المستلزمات المدرسية مرتفعة بشكل مبالغ فيه، خصوصاً الحقائب، إذ يصل سعرها في بعض المتاجر إلى نحو 300 درهم، ما يستلزم أن أدفع نحو 2200 درهم تشمل حقيبتين بـ600 درهم للطالبين، إضافة إلى أسعار الزي المدرسي التي تراوح بين 500 درهم إلى ألف درهم للطالب الواحد حسب المدرسة والصف، والقرطاسية التي يبلغ متوسط سعرها 300 درهم».

وأضافت أن «بعض الأسواق التجارية تعرض حقائب أقلّ جودة، بأسعار تقلّ عن 150 درهماً، إلا أنها تتلف بعد مرور أشهر قليلة على استخدامها، ما يضطر والد الطالب إلى شراء حقيبة أخرى لابنه، ليكمل بها العام الدراسي».

وقال أب لثلاثة طلبة، أحمد عبدالله، إن «الأسعار المرتفعة للحقائب والقرطاسية تمثل استنزافاً مالياً على ذوي الطلبة، خصوصاً أن غالبيتها يتلف بعد مرور شهر أو شهرين من العودة الى المدرسة»، مشيراً إلى أن «شراء ثلاث حقائب مدرسية ذات جودة عالية مع المستلزمات المدرسية الأخرى يقارب 2000 درهم».

وذكرت والدة طالبة، سميحة عثمان، أن عدم توافر حقائب جيدة بأسعار معقولة في الأسواق دفعها للبحث عن عروض وتخفيضات في مراكز تجارية مختلفة للحصول على أفضل وأرخص الأسعار للتقليل من النفقات المدرسية مع بداية العودة الدراسية، مطالبةً الجهات المعنية بضبط أسعار القرطاسية في المراكز التجارية والمكتبات بما يتناسب مع الحالة المالية لمتوسطي الدخل.

وكشفت جولة ميدانية أجرتها الصحيفة أن محال ومنافذ كثيرة طرحت فترات ضمان على أنواع وعلامات تجارية من الحقائب وتركزت فترات الضمان بين عام وعامين، بينما طرحت محال أخرى فترة ضمان قالت إنها مدى الحياة على ماركة من الحقائب مرتفعة السعر للتشجيع على الشراء.

وأظهرت الجولة وجود تنوع كبير في أحجام وأشكال الحقائب، كما عرض كثير من المحال حقائب تتكون من أطقم كاملة، وتضم بجانب الحقيبة الأساسية، زمزمية المياه، وحافظة الأدوات المدرسية (المقلمة)، وشنطة الساندويش، أو الغذاء.

وركزت محال ومنافذ بيع ومكتبات على عرض مميزات إضافية في الحقائب، مثل وجود جيوب وأماكن داخلية لأجهزة الهواتف المتحركة، وجيوب لأجهزة مشغل الموسيقى (إم.بي.ثري)، وجيوب لزجاجة المياه، ومفاتيح لغلق الحقائب، وظهر مبطن لزيادة مستوى الراحة للطلاب وعدم الضغط على أعصاب الظهر، إضافة إلى حقائب تتضمن طبقات عدة من القماش لمزيد من المتانة والتحمل، خصوصاً القماش المطاطي المرن وحقائب ضد الماء، وغيرها.

كما رصدت «الإمارات اليوم» خلال جولتها الميدانية على المراكز التجارية والمكتبات تفاوتاً كبيراً في أسعار القرطاسية والحقائب المدرسية، ففيما راوح سعر الحقيبة في كثير من المراكز التجارية والمكتبات بين 150 و395 درهماً، تباع الحقائب الأقل جودة، التي تحمل على الظهر، بأسعار راوحت ما بين 150 و220 درهماً، فيما تُباع الحقائب ذات الجودة العالية ذات العجلات الصغيرة، بأسعار تراوح بين 250 و395 درهماً.

من جانبه، قال مدير إدارة المنافسة وحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن الإدارة بصدد تنفيذ حملات تفتيشية على المراكز التجارية والمكتبات لرصد أسعار الحقائب المدرسية والقرطاسية قبل بداية العام الدراسي الجديد.

وأوضح أنه يجب على المستهلكين تفعيل مبادرة «المستهلك المراقب» في المراكز التجارية والمكتبات وإبلاغ الجهات الرقابية في كل إمارة عن أي تجاوزات في أسعار المواد القرطاسية من خلال التواصل عبر مكتب الاتصال على الرقم 600522225، والإبلاغ عن أي شكاوى بشأن التلاعب في أسعار الحقائب المدرسية والقرطاسية.

«الحقائب التي يحملها الطالب على الظهر تباع بأسعار تراوح ما بين 150 و220 درهماً».

شخصيات كرتونية غربية تسيطر على سوق الحقائب

سيطرت رسومات الشخصيات الكرتونية الغربية والأمريكية الشهيرة على حقائب الصغار، خاصة مثل شخصيات ميكي ماوس وميني وفروزن وباربي ولولو كيتي وهالو كيتي والأميرات الثلاثة وسبيدرمان ومارفل ولاين كينج وافنشرز وعلاء الدين وفلة في حين خلت الأسواق تقريبا من الحقائب التي تعكس التراث الإماراتي والشخصيات الكرتونية المحلية.

وسألت «الإمارات اليوم» مسؤولين في منافذ بيع ومحلات عن السبب في عدم وجود حقائب مدرسية تحمل رسوما لشخصيات كرتونية إماراتية. وقال بائع في منفذ بيع كبير، يضم فروعا في مختلف إمارات الدولة، هارون إبراهيم، إن الغالبية العظمى من الحقائب المدرسية الموجودة في السوق مصنوعة في الصين، وهي تراعي اختلاف الأذواق والثقافات.

وأكد خبير شؤون تجارة التجزئة إبراهيم البحر أن «الصين تسيطر على سوق الحقائب المدرسية. وهذا الوضع لا تنفرد به الامارات، بل يحدث في كثير من دول العالم حاليا»

وعزا البحر خلو السوق من الحقائب ذات الطابع التراثي والشخصيات الكرتونية المحلية إلى مغالاة أصحاب هذه الشخصيات في طلب رسوم مبالغ فيها نظير استغلال شخصياتهم.

الحقائب ذات العجلات

أبلغ ذوو طلبة بمدرسة الصادق الإسلامية في دبي «الإمارات اليوم»، بأنهم تلقوا تعميماً من إدارة المدرسة طالبتهم فيه بعدم إحضار حقائب ذات عجلات لأبنائهم، معربين عن استيائهم من التعميم، إذ يقصر الحقائب المسموح بها في المدرسة على النوعية التي تحمل على الظهر.

وعزت المدرسة طلبها إلى أن الحقائب ذات العجلات تتسبب في سقوط الطلبة على الدرج، نتيجة صعوبة السيطرة عليها، وتعمد طلبة عرقلة زملاء لهم بها، لافتة إلى أن الحقائب التي تحمل على الظهر أكثر أماناً، خصوصاً للطلبة صغار السن.

وأضافت أنه سيسمح للطلاب بحمل حقائب مدرسية تحمل على الكتفين.

 

الأكثر مشاركة