يخوض اختبارات «الثاني عشر» رغم إصابته بشلل كامل

«عبدالله» يتحدى الإعاقة بالدراسة.. ويحفظ الأرقام بـ 12 لغة

المدرسة وفرت لـ«عبدالله» الإمكانات والمرافق اللازمة لمساعدته. من المصدر

تحدّى الطالب عبدالله محمد الأحمد (20 عاماً)، من أصحاب الهمم، إعاقته الجسدية بالعلم والاندماج في المجتمع، إذ واصل بعد تعرّضه لشلل كامل في جسده مسيرة التعليم، حتى تقدم لامتحانات الصف الثاني عشر للعام الدراسي الجاري.

وأصيب (عبدالله) بالشلل، إثر سقوطه على رأسه قبل 11 سنة، لكنه واصل تعليمه المدرسي بمدرسة «الجزيرة الحمراء» في رأس الخيمة، رغم معاناته في التنقل، لحبه للتعلم، وعلى الرغم من أنه يعاني بطئاً في النطق، فإنه يحفظ الأرقام بـ12 لغة.

وقال والده، محمد الأحمد، لـ«الإمارات اليوم»: «لم تمنع الإعاقة الجسدية (عبدالله) من الدراسة، إذ بدأت إصابته حين كان عمره تسع سنوات، وسقط أثناء لعبه في المنزل، فاصطدم رأسه بالأرض بقوة».

وأضاف: «أثناء سقوط (عبدالله) كنت خارج الدولة في رحلة علاج لوالدي، وأبلغوني بأن (عبدالله) سقط على رأسه، وذهب للنوم في غرفته، لشعوره بالتعب والإرهاق، لكن قوة الارتطام بالأرض تسببت في حدوث نزيف له في الدماغ، وإصابته بالشلل الكامل في جسده، وبطء في النطق».

وأوضح أن «(عبدالله) توقف عن الدراسة لمدة عامين، نتيجة سفره خارج الدولة للعلاج، وبعد عودته فضّل العودة إلى مقاعد الدراسة واستكمال دراسته، من دون أن يبالي بإصابته الجسدية، كونه يحب التعليم، ويملك القدرة على حفظ المناهج الدراسية».

وأشار إلى أن «والدته ترعى شؤونه باهتمام كبير، وتحرص على دراسته، وتبذل جهوداً كبيرة في توفير سبل الراحة له والهدوء، لمواصلته تعليمه وحفظ دروسه، كما يشرف بعض المعلمين عليه ويدرّسونه، حسب قدرته على الحفظ»، مؤكداً أن (عبدالله) شخصية محبوبة، وسريع الاندماج في المجتمع.

من جهته، قال مدير مدرسة «الجزيرة الحمراء» في رأس الخيمة، يعقوب ليواد، لـ«الإمارات اليوم»: «(عبدالله) من الطلبة المجتهدين في المدرسة، ولديه عزيمة وإرادة لمواصلته دراسته، واستكمال مرحلة الثانوية العامة، وصولاً إلى دخول المرحلة الجامعية». وأوضح أن «مستواه الدراسي جيد جيداً في جميع المواد الدراسية، إذ يمتلك القدرة على حفظ المواد الدراسية التي يلقيها الكادر التعليمي في الفصل الدراسي، كما يمتلك روح الفكاهة والابتسامة في الفصل الدراسي، ما جعله محبوباً بين زملائه».

وأضاف أن «إدارة المدرسة وفرت لـ(عبدالله) جميع الإمكانات والمرافق اللازمة لمساعدته على الاندماج في المدرسة، كما وفرت له معلماً خلال تأديته امتحانات العام الدراسي الجاري».

تويتر