تداول فيديو «اعتداء جديد».. وأهالٍ يطالبون بتشديد الإجراءات لحماية الطلبة في المدارس

«التربية»: واقعة «التنمّر باحدى مدارس الفجيرة» قديمة وطبّقنا اللائحة

أهالٍ تداولوا مقطع فيديو اعتداء طلبة على زميلهم داخل الصف. الإمارات اليوم

أثار مقطع فيديو لطالب ينهال بالضرب على زميله داخل صف، في إحدى مدارس الفجيرة، ردود فعل غاضبة لدى أولياء أمور الطلبة، الذين حمّلوا وزارة التربية والتعليم والمدرسة المسؤولية عن هذه الواقعة، وغيرها من حالات التنمر التي تقع بين الطلبة، سواء داخل أسوار المدارس، أو في الحافلات المدرسية أثناء ذهابهم إلى المدرسة أو العودة إلى البيت.

وتناقل متابعون الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي أظهر غياب أعضاء الهيئة التدريسية والعاملين في المدرسة عن الصف الذي شهد واقعة التنمّر، مطالبين الوزارة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الطلبة داخل أسوار المدارس.

فيما أفادت وزارة التربية والتعليم، رداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، حول هذه الحالة، بأن الواقعة قديمة، وحققت في أسبابها، وطبقت على الطلبة لائحة إدارة السلوك الطلابي.

وتفصيلاً، قالت والدة طالبة، هنادي أبوشمالة، إن «تكرر حوادث التنمّر في المدارس تجعلني قلقة على ابنتي، إذ إنها تقضي أكثر من ست ساعات داخل المدرسة مع زميلاتها اللائي تتفاوت أعمارهن وتختلف سلوكياتهن، ومن المتوقع أن تقع بينهن حالات تنمر، يكون الأصغر سنّاً والأضعف في البنيان الجسدي فيها ضحية»، مطالبة بضرورة أن تشدد المدرسة رقابتها على الطالبات، خصوصاً في الصفوف، فلا تترك صفاً بلا معلمة فترة طويلة من الوقت.

وذكر والد طالبين في مدرسة حكومية، عبدالسلام العوضي، أن المراحل التعليمية المتقدمة في المدارس يغيب عنها نظام المناوبة بين المعلمين للإشراف على الطلبة خلال فترات الاستراحة، وما بين الحصص، ولذلك تتعدد حالات التنمر بين الطلبة خلال هذه الفترة.

وأضاف أن «الأمر مختلف في مرحلة رياض الأطفال والحلقة الأولى من التعليم الأساسي، إذ إن المدارس توزع الإشراف على المعلمات، وتلزمهن بالمناوبة بشكل صارم»، مطالباً وزارة التربية والتعليم بالتشديد على المدارس المخالفة، والتي تتهاون في سلامة طلابها.

فيما أكدت والدة طالب، تغريد حنفي، أن بعض حالات التنمر تمكن معالجتها، إلا أن اللوائح المتبعة لعلاج السلوكيات الخاطئة عند بعض الطلبة لا يمكنها وحدها معالجة كثير من حالات التنمر، مطالبة وزارة التربية والتعليم بضرورة مراجعة لائحة إدارة السلوك الطلابي، وأن تجعل العقوبة على الخطأ وسيلة لتحول سلوكه إلى الصواب، من خلال مشاركته في عمل اجتماعي إنساني يشعر فيه بقدرته على العطاء والتأثير الإيجابي.

من جانبها، قالت والدة طالبة، سناء إبراهيم: «لايزال مسلسل اعتداءات الطلبة والتنمر مستمراً، ولم تردع الطلبة أي قرارات إدارية أو قانونية، إذ واصل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي تداول مقطع فيديو يحتوي على تنمر مجموعة من الطلبة على زميلهم، حين قاموا بضربه ومحاولة خنقه».

واستنكرت جرأة الطلبة وتصوير الواقعة عن طريق هواتفهم النقالة التي يصحبونها معهم إلى المدارس دون رقابة من إدارات المدارس، على الرغم من القرارات الوزارية التي تمنع الهواتف، مشيرة إلى أن التساهل بحضور الطلبة ومعهم هاتفهم يعد السبب الرئيس في انتشار مثل هذا السلوك.

وقال أحد الطلاب الذين شهدوا واقعة الضرب بين الطالبين، إن الحادث قديم، وهو منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ووقع أثناء اليوم الدراسي، مشيراً إلى أن الطلبة في الصف التاسع «متقدم» في إحدى المدارس الحكومية في إمارة الفجيرة.

وأشار إلى أن الطلبة الذين قاموا بالاعتداء على صديقهم بالضرب كان بينهم سوء تفاهم، وانتهى منذ فترة وتصالحوا، وعادت المياه إلى مجاريها، إلا أنهم فوجئوا باستدعائهم، أمس، بعد أداء الامتحان من قبل إدارة المدرسة. ولفت إلى أن الطلبة يقومون عادةً بإحضار هواتفهم الذكية دون علم إدارة المدرسة، ويخبؤونها بشكل محكم، ويقومون بتصوير مثل هذه المقاطع بغرض «الضحك والمزاح». وأفاد طالب آخر بأن كثيراً من الحوادث المشابهة تحدث في الفصول بشكل شبه يومي، نتيجة شجار بين الطلبة، لافتاً إلى أن هذا الحادث مرت عليه فترة طويلة، إلا أن مقطع الفيديو تمت إعادة تداوله تزامناً مع حادث تنمر في إحدى مدارس مدينة كلباء، ما جعلها تبدو واقعة جديدة.

ولفت إلى أن جميع الأطراف تفاهمت وتم الصلح بينها، وعاد الأصدقاء مثل السابق.

ومن جانبها، أفادت وزارة التربية والتعليم، بأن واقعة الضرب بين طلبة في إحدى المدارس، والتي تناقلها البعض عبر مقطع فيديو، بأنها قديمة، مؤكدةً أن الواقعة خضعت للتحقيق في أسبابها، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأنها، من دون أن توضح طبيعة الإجراءات القانونية التي اتخذتها.

وأوضحت الوزارة في بيان، رداً على تساؤلات صحافية حول الواقعة، أن «ما يتم تداوله من مقاطع فيديو لحالات سلوكية غير منضبطة ومرفوضة لطلبة يسيئون إلى زملاء لهم في المدرسة، نؤكد أنها قديمة وتندرج ضمن قائمة المخالفات السلوكية التي تحاسب عليها لائحة سلوك المتعلمين، وتمت متابعتها والتحقيق في أسبابها، واتخاذ إجراءات رادعة بحق المخطئين». وكان رواد التواصل الاجتماعي تناقلوا مقطع فيديو يظهر طالباً يلطم وجه زميله مرات عدة داخل صف دراسي، في إحدى مدارس في الفجيرة، ولم يظهر الفيديو وجود معلم أو مشرف داخل الصف لمنع وقوع هذا التنمر الذي صدر من الطالب ضد زميله.

واعتبرت لائحة السلوك الطلابي الاعتداء الجسدي المؤدي إلى إصابة الزملاء والعاملين في المدرسة ضمن مخالفات الدرجة الرابعة، التي تضمنت كذلك جلب وحيازة واستخدام الأسلحة النارية، أو الأسلحة البيضاء أو ما في حكمها داخل المدرسة، وكذلك الاعتداء الجنسي داخل المدرسة، وتسريب أسئلة الامتحانات أو المشاركة فيه بأي شكل من الأشكال، والتسبب في إشعال حرائق داخل حرم المدرسة، وانتحال صفة غيره في المعاملات المدرسية، أو تزوير الوثائق الخاصة بالمدرسة.

وكذلك التعرض بالإساءة إلى الرموز السياسية والدينية والاجتماعية في الدولة، وحيازة وجلب وترويج أو تعاطي المخدرات والعقاقير الطبية المخدرة والمؤثرات العقلية داخل المدرسة، أو الظهور تحت تأثير مخدر أو عقاقير طبية مخدرة ومؤثرات عقلية، وبث أو ترويج أفكار ومعتقدات متطرفة أو تكفيرية أو إلحادية مناهضة لنظم المجتمع السياسية والاجتماعية، وكل ما هو شبيه بهذه المخالفات، وفق تقدير لجنة إدارة السلوك.

عقوبات

حدّدت لائحة إدارة السلوك الطلابي عدداً من العقوبات، لمخالفات الدرجة الرابعة، التي تبدأ باستدعاء فوري لولي أمر الطالب الذي يرتكب أياً من هذه المخالفات، واتخاذ الإجراءات الفورية حيال المخالفات، بالاستعانة بالجهات المعنية، وانعقاد لجنة إدارة سلوك الطلبة لإصدار قرارها، وإعلام إدارة الإرشاد الطلابي بإجراء اللازم، وإيقاف الطالب لحين استكمال التحقيق، وتحميل الطالب وولي أمره المسؤوليات كافة، عن أي أضرار ناتجة عن المخالفات، وتحويل الطالب إلى برنامج التأهيل المعتمد بقرار من وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية في المؤسسات التخصصية، وإيقاف قيد الطالب في المدارس، والحرمان الكامل من الالتحاق بالمدارس، والانتقال إلى التعليم المستمر والمنازل، والإيقاف التام عن الدراسة في حال استنفاد كل وسائل العلاج، وتحويله إلى لجنة مختصة لتعديل السلوك وعلاجه، والفصل النهائي في حال نفاد كل وسائل العلاج.

تويتر