نقطة حبر

لرمضان طعم آخر في الإمارات

أيام مباركة عشناها طوال الشهر الفضيل عملاً، وطاعةً، وترسيخاً لمنظومة القيم الإماراتية الأصيلة، ففي شهر رمضان المبارك، حيث المجالس الرمضانية العامرة، التي تترجم «البيت متوحد»، ونرى فيها هذا التلاحم الفريد بين الشعب وقيادته، فعلى امتداد الوطن، طرحت المجالس الإماراتية رؤى ومبادرات فكرية، مجتمعية، وتنموية، واستضافت في محاضراتها رموزاً علمية، وسياسية، واقتصادية، ومفكرين استشرفوا المستقبل، وقدموا لنا خلال هذه المجالس، خصوصاً في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أفكاراً وتجارب من مختلف أنحاء العالم، في مجلس محمد بن زايد بالبطين أنت في منارة علمية، يسطع فيها نور الفكر والمعرفة والتواصل الحضاري بين البشر، في هذا المجلس أنت مع نخبة من المفكرين والعلماء وصنّاع القرار والسياسيين ورجال الاقتصاد الذين تفاعلت أفكارهم في واحة هذا المجلس العامر.

في شهر رمضان المبارك كان جدول الأعمال مكتظاً بالفعاليات والأهداف والزيارات الاجتماعية، وفي مقدمة ذلك الالتزام بالعمل، وتعزيز أواصر صلة الأرحام، بالإضافة إلى تلك المبادرات العظيمة التي تزدان بها شوارعنا وأحياؤنا على امتداد الوطن، ففي كل ركن من أركان الوطن، وترابه الطيب، ترتفع سواعد الشباب والفتيات، في العمل التطوعي، وبذل الخير، من خلال مبادرات عديدة كإفطار الصائم، ورمضان أمان، وفطوركم علينا، وكذلك إفطار القيم الإماراتية.

خلال الشهر الفضيل زخرت خزائن العمل الإنساني بعشرات، بل بمئات المبادرات الخيرية والإنسانية، التي استهدفت الإنسان دون نظر إلى جنسه أو لونه أو قوميته أو عقيدته، هذه المبادرات انطلقت من أرض التسامح من دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعلي الكرامة الإنسانية، وتضفي طابعاً جديداً على الشهر الفضيل.

لقد استوقفني ذلك الفيديو الذي شاهدته عن تجهيز أكثر من 30 ألف وجبة إفطار صائم من قبل نادي ضباط القوات المسلحة، لاستضافة الصائمين على مائدة جامعة الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، إنها مشاعر إنسانية جميلة تتضافر في نسج ملامحها آلاف الطاقات البشرية التي تترجم صورة التسامح الناصعة على أرض دولتنا الطيبة.

إن فرحة الصائمين في مختلف ربوع الوطن على موائد الرحمن، وفي مبادرة إفطار القيم الإماراتية وغيرها من المبادرات تشعرك بالاطمئنان، وتجعل عيونك مفعمة بالأمل نحو مستقبل مشرق لوطن آمن بأن الإنسان تعلو كرامته وتصان لأنه إنسان.

تقبل الله طاعاتكم وصالح أعمالكم، وأعاد علينا هذه الأيام المباركة، وعلى وطننا الغالي، وقيادتنا الرشيدة، بالخير والنماء والازدهار.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر