مبادئ التنمية الذاتية في التعليم

تقدم التعليم في دولة الإمارات أشواطاً كثيرة، وتنوعت أساليب التعليم في المؤسسسات التعليمية، سواء المدارس أو مؤسسات التعليم العالي، وشهدت المنظومة التعليمية في الفترة الأخيرة تركيزاً كبيراً على التعليم الإلكتروني و«التعلم عن بُعد».

واتسعت مساحة التركيز على أساليب البحث العلمي والحوار والإقناع بالمنطق للوصول إلى المعلومة، فيما توارت بعض الأساليب السابقة مثل التلقين، والتي لم تعد تصلح للعصر الحالي، لما فيه من تحديات مختلفة.

إن تحديات العصر الحالي مثل الانفتاح الإلكتروني، واختلاف الثقافات والأخلاقيات التي يجلبها التنوع الثقافي وبرامج الوسائط الاجتماعية، تحتم تنويع الأساليب التعليمية والمعرفية، وتغييرها بما يتماشى مع مخرجات التنمية المطلوبة في الوسط العلمي بالإمارات، وانطلاقاً من مسؤوليتي المجتمعية كأحد أعضاء هيئة تدريس جامعي، أن أوضح أهمية التعليم الذاتي وأساهم في تنمية مهارات الجيل القادم ليخدم الدولة بأفضل إمكاناته، ومن ثم ينبغي التركيز على ترسيخ مفهوم التنمية الذاتية لما له من دور مهم في معرفة الذات وتحفيز الرغبة في تطوير النواحي الشخصية، بما ينعكس على تحسين قدرة المتعلم على التأثير إيجاباً في المجتمع.

إن التنمية الذاتية أو البشرية هي مهارة يكتسبها الشخص عندما يركز على تطوير نفسه من خلال قراءة كتب متخصصة في تنمية الذات وتطوير الشخصية واكتساب المهارات العملية الحياتية، والتي تتنوع مجالاتها؛ فمنها طرق التعامل مع الأشخاص، والبناء السليم للعلاقات في محيط التعامل ومهارات التواصل، وكسب الأصدقاء، وتحقيق الأهداف، والتفكير الإبداعي، وتخفيف التوتر، وكيفية تحقيق النجاح الشخصي والمالي والعاطفي والمجتمعي.

ومن خلال مسيرتي التعليمية توصلت إلى قناعة مفادها أنه من الضروري التركيز على أهمية التنمية الذاتية لبناء الشخصية، لذا أدعو المسؤولين والمختصين في الشأن التعليمي الإماراتي إلى ترسيخ مفاهيمها في المراحل الأولى للتعليم ليسهل للمتعلم الوصول السريع إليها.

ولابد أن تعزز هذه التنمية في المتعلم مهارات إدارة الوقت والتفاوض وزيادة الإنتاجية ومهارات الريادة، ومهارات الحياة العملية التي قد تعني نجاح الشخص في العمل والحياة بشكل عام.

باحث أكاديمي في جامعة نيويورك أبوظبي

ينبغي التركيز على ترسيخ مفهوم التنمية الذاتية لما له من دور مهم في معرفة الذات.

الأكثر مشاركة