نقطة حبر

أطفالنا و«الإنترنت»

تزايدت في الآونة الأخيرة نسبة استخدام الأطفال للإنترنت على مستوى العالم بشكل عام، والإمارات بشكل خاص، فهذه الشبكة العنكبوتية أصبحت تهدد أمن واستقرار أطفالنا، فهي قنبلة موقوتة موجودة في كل بيت وكل مدرسة، وفي معظم المراكز التجارية الترفيهية، فأصبحت الخدمة متاحة ومتوافرة بسهولة في أيدي معظم الأطفال، سواء أثناء استخدامهم جهاز الحاسب الآلي، أو الهواتف المتحركة، أو من خلال استخدامهم الأجهزة اللوحية التعليمية الذكية، أو الألعاب الإلكترونية الترفيهية المختلفة.

التكنولوجيا هي لغة العصر ولغة هذا الجيل، وهي سلاح ذو حدين، لها جانب إيجابي، وآخر سلبي، فلم يعد أطفالنا يعتمدون على مصدر واحد للحصول على المعلومات، أو لتثقيف أنفسهم كالسابق، بل اعتمادهم على الإنترنت أكثر في الحصول على ما يريدونه، سواء في إجراء الدراسات والبحوث، أو في الحصول على المعلومات وحل الواجبات، أو مشاهدة الأفلام، لأن الحصول عليها في ثوانٍ دون أي جهد أو عناء، فهي قريبة منهم، ومتوافرة بين يديهم، ولكن تأثير هذه الشبكة العنكبوتية كبير في أطفالنا، فهي تجذبهم بشكل يفوق توقعات المسؤولين والآباء والجهات الرقابية، فهي أداة ولغة للتحاور والتشاور، والتعرف إلى بعضهم بعضاً، فلا يتم توظيفها من قبلهم في التعليم أوالترفيه فقط، بل في تكوين صداقات جديدة، من خلال المحادثات مع الأصدقاء من داخل الدولة وخارجها، وهنا تكمن الخطورة، لاسيما عندما يكونون بعيدين عن رقابة الوالدين في البيت، والمعلمين في المدرسة، هنا يكونون معرضين في أي لحظة للضياع والانصياع، فهناك أهداف خفية نعلمها جميعاً، وهناك السموم التي تدسّ في الأفلام وفي الألعاب التعليمية التي يشاهدها أطفالنا بعيداً عن مقص الرقيب، لأن هناك خططاً ممنهجة ومدروسة لجذب واستقطاب أطفالنا، فيتم تحريكهم كالدمى من الخارج، وهم بين أهاليهم. لذا لابد للهيئة العامة لقطاع تنظيم الاتصالات من أن تقوم بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة في الدولة، كمزودَي ومشغلي خدمات الإنترنت، شركة الإمارات للاتصالات، وشركة دو، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة تنمية المجتمع، والمؤسسات التربوية والمجتمعية والإعلامية، بتنظيم الحملات والملتقيات والمؤتمرات، من أجل تسليط الضوء على هذا الموضوع الأكثر من مهم، للمحافظة على سلامة أطفالنا من هذه الآفة الخطرة.

فقيادتنا الرشيدة، ودولتنا الحبيبة، تولي اهتماماً بالغاً بأجيال المستقبل، فهي تراهن عليهم من أجل ذلك، وهي حريصة على رسم ملامح مستقبلهم، وحمايتهم، ومن هذا المنطلق أصدر صاحب السمو رئيس الدولة، قانون حقوق الطفل (وديمة)، لذا لابد من إيضاح الحقائق لأولياء الأمور، كي يتم وضع النقاط على الحروف، ومضاعفة الرقابة عليهم، والأهم من ذلك تثقيف أنفسهم في هذا المجال، من أجل أن تكون هناك لغة حوار مشتركة بينهم. كذلك لابد من تعريف الأطفال والشباب بكيفية توظيف الجانب الإيجابي من هذه الشبكة العنكبوتية، واستثمار ما يملكونه من علم وإبداع وابتكار وتقنيات لتطوير مستقبل الدولة.

مستشار تربوي

 

تويتر