طالب «الهندسة الدقيقة» يتحدّى صعوبة اللغة اليابانية وينتزع المركز الثاني في الخطابة

عبدالرحمن الهاشمي.. يحلم بإرسال إنسان آلي إلى الفضاء

صورة

منذ حضوره إطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات»، أصبح حلم المواطن الشاب عبدالرحمن بدر الهاشمي، (19 عاماً)، إطلاق إنسان آلي في الفضاء، مستثمراً لتحقيق ذلك تخصّصه في «الهندسة الدقيقة» التي يجد فيها ميداناً واسعاً للإبداع والابتكار، ما يفسح المجال أمامه للاكتشاف ويمهّد الطريق نحو اختراع يسهم في خدمة الدولة، وتعزيز مسيرة تطورها.

ولتحقيق حلمه بدراسة هذا التخصص المتميز، قصد أكثر الدول تقدماً في التكنولوجيا، لدراسة «الهندسة الدقيقة»، والتحق بجامعة توكاي بالعاصمة اليابانية طوكيو.

ويعزو الهاشمي، المبتعث للدراسة من مكتب البعثات الدراسية التابع لوزارة شؤون الرئاسة (بعثة صاحب السمو رئيس الدولة للمتميزين علمياً)، اختياره هذا التخصص، لتأثره بالتجربة الناجحة لشقيقه الأكبر في اليابان، حيث حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة طوكيو تخصص «الروبوتات والميكاترونيكس» الذي يشير بدوره إلى حقلٍ هندسي واسع يجمع ما بين الهندسة الميكانيكية، والكهربائية، والحاسوب، وهندسة الإلكترونيات.

ويرى الهاشمي، الطالب في عامه الأول بالجامعة، أن أول وأبرز تحديات هذه «التجربة الغنية»، تمثل في تعلم اللغة اليابانية، وهي شرط أساسي لنجاحه علمياً واجتماعياً على حد سواء، موضحاً أن «تعلّمها يضمن تحقيق الاندماج اللازم في المجتمع الياباني، والتواصل الإيجابي بين أفراده». ويشير الهاشمي إلى أن «اللغة اليابانية صعبة، خصوصاً أنها تحتوي أكثر من 5000 حرف»، مضيفاً أن «الالتحاق بمعهد لغة لتعلم أساسياتها، وإدراك مبادئها، أساسي للدراسة في اليابان».

وتمكن الهاشمي بجد واجتهاد وعزيمة وإصرار من إتقان اللغة اليابانية في معهد قضى فيه عاماً ونصف العام، واستطاع المشاركة في مسابقة الخطابة وانتزاع المركز الثاني بجدارة واستحقاق.

وقال الهاشمي: «(اليابانية) لغة ذات سحر خاص، كما ذكر أخي عن تجربته معها، فهي وعاء واسع يحتوي ثقافةً وتراثاً وعلوماً أبدعت فيها الأمة اليابانية، وعندما أصبحت أُتقنها أدركت كثيراً من أسرار التفوق الياباني في العلوم والتكنولوجيا الحديثة».

وإلى جانب تعلّم اللغة اليابانية، استطاع الهاشمي أن يحقق تفوقاً متميزاً في مسيرته الأكاديمية اليافعة، فقد احتل المركز الخامس في تخصصه بالهندسة الدقيقة من بين 76 طالباً، ما يشكل إنجازاً كبيراً بالنسبة له، وحافزاً أكبر لتحقيق ما يرفع من خلاله اسم وطنه عالياً خفاقاً في المحافل العلمية.

ويرى أنه جنى كثيراً من ثمار غربته، كالاعتماد على النفس والثقة بها والإيمان بقدراتها على تحقيق شتى المهام مهما بدت صعبة، إلى جانب إدراك ماهية الوقت وأهمية استغلاله واستثماره في كل ما هو مفيد وقيّم، خصوصاً أن الشعب الياباني يقدر العمل ويحرص بشدة على احترام إنجازه في مواعيده المحددة. والأهم، كما يقول: «تقبّل الآخر والتعايش معه، مهما بدا مختلفاً، الأمر الذي تجسده بوضوح سياسة دولتنا لتعزيز مفهوم التسامح، الذي اتخذته نهجاً استثنائياً وشعار عامها المقبل (عام التسامح)، إذ يعيش على أرضها أفراد ينتمون إلى أكثر من 200 جنسية، لا فرق ولا تمييز بينهم، إقراراً بالتنوع الثقافي والإنساني واعترافاً بالآخر».

ويحرص الهاشمي، الذي يشارك في المناسبات الوطنية التي تنظمها سفارة الدولة في طوكيو، على قضاء أوقات فراغه في لعب كرة القدم، والذهاب إلى النادي لممارسة تمارين رياضية تساعده على تنشيط العقل والذاكرة وزيادة الذكاء وتحسين قوة الملاحظة، ومنح القدرة على التركيز عوضاً عن التشتت الذهني.


برامج مبتكرة

أطلقت مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميّز مجموعة من البرامج المبتكرة على مدى خمسة أيام، شملت «مخيّمات فاب لاب الإمارات الشتوية» و«البرنامج الشتوي للموهوبين 2018»، فيما شهد مركز حمدان بن راشد للموهبة والابتكار مباشرة عمل محكّمي منافسات الدورة الـ21 لجائزة المؤسسة.

وأعرب الأمين العام للمؤسسة، جمال المهيري، عن تطلّع مركز حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والابتكار إلى نشر الإبداع والابتكار والتصنيع في المجتمع من خلال تنظيم العديد من البرامج. دبي - وام


- الهاشمي نال المركز الخامس في تخصصه بالهندسة الدقيقة من بين 76 طالباً.

تويتر