نقطة حبر

الثاني من ديسمبر

غداً هو الثاني من ديسمبر، وهو يوم فرح إماراتي استثنائي بقي في ذاكرة التاريخ والحاضر، وامتد في المستقبل بكل شموخه وفخره، فهو يوم فخر ويوم عز بلا شك.. يوم مختلف عن كل الأيام، لأن في مثل هذا اليوم قبل 47 عاماً جسد ميلاد دولة جديدة فريدة سجلت حروف اسمها نقشاً بديعاً ورسماً رائعاً في لوحة الزمن.

47 عاماً زاهيات، نضرات، نضيدات مشرقات هي عمر دولتنا الفتية القوية.. وهي قصيرة بحساب السنوات لكنها كانت كبيرة بالنجاحات وثورة الإنجازات التي أدهشت العالم، وبجانب تلك الانجازات كان هذا النموذج الاتحادي الذي قدمته دولتنا للآخرين، حتى أصبح اتحاداً تدرس تجربته في الأكاديميات.

ولكن قبل أن نسترسل حباً في مدارات الفرح الجميل الذي نعيشه هذه الأيام، علينا أن نقف لحظة وفاء وإعزاز لمن صنعوا هذا المجد العريق، ونترحم على أرواحهم الزكية الطاهرة، وفي مقدمة هؤلاء العظماء المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات حينها وأولياء العهود، هؤلاء الرجال الذين آثروا حب الوطن يوم أن وقفوا في الثاني من ديسمبر 1971 تحت علم واحد هو علم الإمارات العربية المتحدة، وأعلنوا ميلاد هذه الدولة التي ننعم بخيراتها الوفيرة، ينبغي علينا أن نحمد الله كثيراً على نعمة هذه القيادة الحكيمة الرشيدة، والتي سار على نهجها حكام الإمارات حتى اليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات الكرام.

في مثل هذه الأيام يجب علينا أن نعيش تفاصيل الفرح الوطني ونستمتع بالفعاليات والأنشطة، نخرج إلى الساحات والشوارع والميادين ونعبر عن فرحتنا بهذه المناسبة التي تزخر بالمعاني الكبيرة والسامية سمو هذا الوطن، لكن مع نشوة هذا الفرح لابد أن ندرك تماماً أن حب الوطن لا يتوقف أو يختزل في حروف أو كلمات، أو عبارات في صفحات أو شعارات نرددها في المناسبات والملتقيات والندوات، إنما حب الوطن هو ترجمة هذه الأقوال إلى أفعال وإنجازات ونجاحات في شتى المجالات.

هي دعوة ورسالة لجميع من يحيا ويعيش على هذه الأرض الطيبة بأن نلتف حول رموزنا وقياداتنا، ونؤكد لهم مساندتنا القوية من خلال الالتفات إلى الانجاز والعمل. يجب علينا أن نحرص على وضع بصماتنا في سجل النجاحات والإبداعات وفي مختلف المسارات والمجالات، وفي كل شؤون الحياة، هذه الصروح الشامخة التي تؤكد للعالم في كل يوم علو مكانة الإمارات والإماراتيين لذا لابد أن نحافظ على هذه الإنجازات ونضيف لها من خبراتنا ومن مهاراتنا الحياتية المتنوعة لتبقى الإمارات خفاقة راياتها ودرة مشرقة في هامة الزمان ينظر إليها الكل بعين الفخر والإعجاب والاحترام.

مستشار تربوي

 

تويتر