تتجه إلى إدراج الرياضات العالمية والأولمبية في المناهج.. وتخصيص أندية مدرسية للبنين والفتيات

«التربية» تدرس تعميم «وجبة بـ 5 دراهم» على مدارس الدولة

كشفت وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، جميلة المهيري، أن معدل السمنة بين طلبة المدارس الحكومية والخاصة في الدولة بلغ حتى نهاية العام الماضي 13.6%، مناشدة الآباء ضرورة التعاون مع الوزارة للحد من انتشار الظاهرة بين الطلبة من خلال تغيير الممارسات والعادات غير الصحية في الطعام والنشاط البدني.

وأكدت الوزيرة - خلال جلسة المجلس الوطني الاتحادي، التي عقدت أمس في مقر المجلس بأبوظبي، برئاسة رئيس المجلس، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي - أن وزارة التربية والتعليم تسعى إلى تعميم نظام «الوجبات المتكاملة»، المطبق حالياً في مرحلة رياض الأطفال وبعض المدارس بأبوظبي، ليشمل المدارس على مستوى الدولة، بسعر خمسة دراهم للوجبة.

وتفصيلاً، وافق المجلس على تأجيل الرد على سؤال برلماني وجهه عضو المجلس، عزا سليمان بن سليمان، إلى وزير الثقافة وتنمية المعرفة، نورة بنت محمد الكعبي، حول «المنتج الثقافي المتميز»، لاعتذار الوزيرة عن عدم حضور الجلسة لارتباطات مسبقة.

ووجّه عضو المجلس سالم علي الشحي، سؤالاً لوزير التربية والتعليم، حسين إبراهيم الحمادي، حول أسباب إدراج لعبة الرجبي ضمن مناهج الوزارة، فأجابت وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، جميلة المهيري، بالتأكيد على أن رياضة الرجبي ليست غريبة على المجتمع الإماراتي، ومدرجة في الواقع الرياضي بالدولة، التي لديها اتحاد رياضي متميز، لافتة إلى أن 60% من دول العالم تدرج رياضة الرجبي ضمن الرياضات المدرسية.

وقالت الوزيرة إن الوزارة تسعى لإدراج الرياضات العالمية والأولمبية كافة ضمن المناهج المدرسية، خصوصاً رياضة الرجبي التي تؤصّل روح الفريق وتحث على المثابرة، وهي أمور يجب أن يتحلى بها الطلبة، لاسيما أن الكثير من البحوث أكد أهمية هذه الرياضة للمراهقين لما تحدثه من انضباط وتغذية لروح الفريق، موضحة أن الوزارة عملت على تطوير الرياضات المدرسية من خلال استقطاب كثير من الكفاءات التي تسهم في تحويل العشرات من الطلبة إلى أبطال أولمبيين. وعقّب عضو المجلس على رد الوزيرة بالقول: «رياضة الرجبي من الرياضات الخطرة، خصوصاً على الإناث، ومن ثم كان الأولى استبدالها على مستوى الفتيات بإدراج مناهج للطبخ والتدبير المنزلي والأسري، مثل المعمول به في المدارس الأوروبية»، مشدداً على أن «هذا المطلب تنادي به مئات الطالبات في مختلف المراحل الدراسية».

وردت الوزيرة بالتأكيد على أن رياضة الرجبي اختيارية، ما يعني أنه يمكن لمن يخشاها أو لا يحبها ألا يقدم على ممارستها. كما قالت إن «الوزارة تعمل على ضم الأنشطة الرياضية والأسرية، خصوصاً حصص الطبخ، ضمن المناهج المدرسية. وهذا الاتجاه مدرج ضمن الأجندة التي وضعتها الوزارة في مشروع الأندية المدرسية»، لافتة إلى أن الوزارة تدرس حالياً تخصيص أندية مدرسية للبنين وأخرى للفتيات.

واقترح عضو المجلس، محمد بن كردوس العامري، إدراج منهج للخدمة الوطنية لطلبة المرحلة الثانوية، يُعنى بتأهيلهم وتهيئتهم لدخول ميدان الخدمة الوطنية والحياة العسكرية.

وانتقل المجلس لسؤال وجهه العضو سعيد صالح الرميثي إلى وزير التربية والتعليم، بشأن جهود الوزارة للحد من انتشار ظاهرة السمنة بين طلبة المدارس في الدولة.

وردّت وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، بالقول: «كلنا نبحث عن سبل مثلى للحد من ظاهرة السمنة في المدارس، ونحن في الوزارة نؤمن بأهمية تضافر الجهود بين الجهات والوزارات المعنية لوضع البرامج اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة، ومن هذا المنطلق نعمل مع جهات اتحادية ومحلية لقياس معدلات السمنة بين طلبة المدارس، وانتهينا العام الماضي إلى انخفاض نسبة السمنة بينهم من 14.4% عام 2016 إلى 13.6%، وهذا يعني أن جهودنا في هذا الشأن تسير في الاتجاه الصحيح».

وأضافت أن قياس معدلات السمنة في المدارس يتم من خلال أدوات عالمية بينها استبيان مدعوم من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، يتم من خلاله توجيه بعض الأسئلة للطلبة حول نوعيات الأطعمة التي يتناولونها ومعدلات الإقبال على الوجبات السريعة، والنشاط البدني داخل المدارس وخارجها.

4 تحديات رئيسة للتعامل مع السمنة في المدارس

قالت وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، جميلة المهيري، إن وزارتها تتعامل مع موضوع السمنة في المدارس وفق أربعة تحديات رئيسة، أولها التغذية.

وتابعت: «نعمل على أن تقدّم المقاصف المدرسية أطعمة صحية تشمل الخضراوات والفواكه والألبان، كما نسعى لتعميم نظام الوجبات المتكاملة الذي يطبق حالياً في رياض الأطفال وبعض المدارس بأبوظبي، حيث توفر الوجبة الغذائية لطلبة الرياض عن طريق شركة توريد الأغذية وتوزيعها من قبل المدرسة، مع ضرورة تحديد الأطفال الذين لديهم حالات استثنائية، كالسكري والحساسية من نوع من الأطعمة، وإبلاغ الموردين بضرورة تخصيص وجبات مناسبة لهم».

وذكرت أن الوزارة تهدف إلى أن يكون الطعام المقدم للطلبة صحياً بما يتماشى مع تركيزها في الأجندة التطويرية على جودة الحياة الصحية للطالب من خلال المدارس والمناهج والمقاصف والأنشطة، معربة عن أملها في أن يكون في كل مدرسة مطبخ يقدّم طعاماً صحياً ضمن مواصفات منظمة الصحة العالمية.

وأشارت الوزيرة إلى أن التحدي الثاني يتمثل في الجهود التوعوية بأخطار السمنة بين الطلبة، موضحة أن الوزارة تبذل جهوداً كبيرة في هذا المجال مع الطلبة وذويهم، لكنها قالت إن: «المشكلة الحقيقية في هذا التحدي تكمن في الأهالي الذين لديهم ممارسات وعادات غير صحية في الطعام والنشاط البدني، تنعكس على أطفالهم، ما يزيد من معدلات السمنة».

وأوضحت أن التحدي الثالث يتمثل في الصحة البدنية للطلبة، لافتة إلى أن الوزارة تتعاون بشكل كبير مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع في إعداد ملف صحي لكل طالب يتم من خلاله مراقبة الحالة الصحية والبدنية للطلبة، منها بالطبع معدلات السمنة.

واختتمت الوزيرة ردها بالتأكيد على أن آخر التحديات التي تواجه الوزارة على صعيد السمنة في المدارس يتمثل في الصحة والدعم النفسي للطلبة، حيث أفادت بأن الوزارة تنظم أسبوعاً لمواجهة التنمر تقوم من خلاله بتوعية الطلبة بأهمية الحفاظ على صحتهم والوقاية من المخاطر، وكذلك عدم الاستسلام لظاهرة السمنة.

وقبل الشروع في مناقشة موضوع عام بشأن «التنافسية والإحصاء»، وافق المجلس على تقرير لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية للمجلس في هذا الشأن.

• %13.6 معدل السمنة بين طلبة المدارس الحكومية والخاصة في الدولة.

تويتر