«صحة أبوظبي» أكدت توفير لقاح مجاني للمواطن والمقيم

طلبة مصابون بالإنفلونزا «أ» ينشرون العدوى في مدارسهم

صورة

أصدرت مدارس خاصة تحذيرات بشأن ظهور فيروس الإنفلونزا (أ)، بين الطلبة، وطالبت بأخذ التطعيم الخاص به، فيما تلقت «الإمارات اليوم» شكاوى من ذوي طلبة تؤكد انتقال فيروس الإنفلونزا إلى أبنائهم نتيجة احتكاكهم بزملاء لهم في المدرسة مصابين به، مشيرين إلى أن «عدم وجود رقابة تمنع الطلبة المصابين من الحضور للمدرسة قبل شفائهم، يسهم في انتقال العدوى بين الطلبة»، فيما أكدت دائرة الصحة في أبوظبي أن الفيروس من أكثر الأنواع انتشاراً في هذه الفترة من العام.

وحثت جميع أفراد المجتمع، ابتداءً من عمر ستة أشهر، على أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية مرة واحدة سنوياً، لافتة إلى أنه يتوافر مجاناً في المراكز الصحية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) للمقيمين والمواطنين.

وتفصيلاً، أكد ذوو طلبة لـ«الإمارات اليوم» أن برامج الصحة المدرسية التي تطبقها المدارس تعتمد على تعامل الممرض أو الممرضة مع الطالب المريض فقط، ولا تتضمن متابعة دورية للطلبة، مشيرين إلى أن اكتشاف الطالب المريض يتم بعد أن يكون قد نشر العدوى في محيط الصف الدراسي التابع له.

وقالت والدة طالبة، مي السيد، إن حرارة ابنتها، التي تدرس في إحدى المدارس الخاصة بأبوظبي، بدأت في الارتفاع بشكل كبير، بعد عودتها من المدرسة بنحو أربع ساعات، وبدأت في الشكوى من حلقها، مع سعال، مضيفة أنها ذهبت بها إلى الطبيب فحجزها لثلاثة أيام في المستشفى، بعد تشخيصها والتأكد من إصابتها بفيروس الإنفلونزا (أ).

وذكرت أنها اكتشفت من خلال قروب أولياء الأمور، التابع للصف الذي تدرس فيه ابنتها، أن الإنفلونزا منتشرة في المدرسة، وأن أحد الطلبة أصيب بها ونقلها لبقية طلبة الصف، لافتة إلى أنهم لم يكتشفوا إصابة الطالب إلا في منتصف اليوم الدراسي، بعد ارتفاع حرارته والذهاب به للعيادة المدرسية.

وأفادت والدة طالب، مرام سعيد، بأنها اضطرت لمنع طفلها من الذهاب للمدرسة أسبوعاً بعدما وصلتها رسالة من المدرسة تفيد بانتشار الإنفلونزا، وتطالبهم بتطعيم أبنائهم، ومنع المصابين من الحضور قبل شفائهم، لافتة إلى أن ذوي طلبة آخرين اتخذوا قرارها، لعدم وجود آلية في المدرسة للكشف عن الطلبة المصابين.

وأكدت والدة طالب، ميادة أحمد، أن ابنها أصيب بالإنفلونزا من المدرسة، ونقل العدوى إلى شقيقه الأصغر، الذي يبلغ عامين، ما اضطرهم للذهاب إلى المستشفى، حيث قرر الطبيب حجز الطفل الصغير، وطلب منع الكبير من الذهاب للمدرسة حتى تتحسن حالته.

وقال ذوو طلبة إن أبناءهم أصيبوا بعدوى الإنفلونزا نتيجة احتكاكهم بطلبة مصابين لم يمنعهم ذووهم من الذهاب للمدرسة، أو يبلغوا المدرسة لعمل الاحتياطات اللازمة، مشيرين إلى أن إخفاء إصابة أحد الطلبة، يتسبب في انتشار الفيروس بين بقية التلاميذ.

من جانبهن، أكدت الممرضات، ناديا سراجي، وكديجا نوري، وأمل حسن، أن الممرض المدرسي يتابع الحالات مباشرة، من خلال الزيارات الدورية للصفوف، بجانب الرصد المباشر من معلم الصف، وحالات الشكوى من الطلبة أنفسهم، مشيرات إلى أن انتقال الأمراض بين الطلبة داخل المدرسة يحدث نتيجة التواصل بين الطلبة، وسبب تغير درجات الحرارة، إلا أنه لا يعد ظاهرة في المدارس.

وأشرن إلى عمل محاضرات توعية للطلبة الكبار، وذوي الطلبة الصغار، لتعريفهم بأهمية إجراءات الوقاية من العدوى، التي تعتمد على نظافة اليدين والنظافة الشخصية، وأخذ الاحتياطات اللازمة في أوقات الانتقال بين فصول العام وتغير درجات الحرارة، مع تأكيد أهمية التطعيمات في أوقاتها وفق ما تحدده دائرة الصحة ووزارة الصحة ووقاية المجتمع.

في المقابل، أكدت مديرة دائرة الصحة العامة في دائرة الصحة في أبوظبي، الدكتورة أمنيات الهاجري، أن الإنفلونزا يعتبر من الأمراض الموسمية، حيث يزيد نشاط فيروس الإنفلونزا مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، وتبدأ حالات الإصابة في التزايد، مشيرة إلى أن الإنفلونزا من الأمراض المعدية سريعة الانتقال، إذ تحدث الإصابة بالمرض نتيجة استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء عند سعال أو عطس أو تحدث شخص مصاب، إضافة إلى أن ملامسة أسطح أو مواد ملوثة بالفيروس، ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين، يؤدي إلى الإصابة أيضاً.

وقالت إن فيروس الإنفلونزا النوع (أ) يعتبر من أكثر الأنواع انتشاراً في منطقة شرق المتوسط في هذه الفترة من العام، ونتيجة لسرعة وسهولة انتشار العدوى يعتبر التطعيم سنوياً هو أنجع وسيلة للوقاية من المرض أو مضاعفاته، إضافة لاتباع العادات الصحية، مثل نظافة اليدين وتغطية الفم والأنف أثناء السعال أو العطس.

وأضافت الهاجري: «يوجد 200 نوع من الفيروسات المسببة للزكام ونزلات البرد العادية، إضافة إلى الفيروسات المسببة للإنفلونزا الموسمية، والتطعيم يقي بنسبة كبيرة من أنواع الإنفلونزا الحادة، ويمنع أو يقلل المضاعفات، ولكن لا يمنع التطعيم من الإصابة بنزلات البرد الشائعة في هذه الفترة، التي قد تسبب أغلب إصابات الأطفال».

وأوضحت أن الدائرة تنفذ عدداً من البرامج والإجراءات التوعوية الصحية في المدارس لمنع انتشار العدوى، منها إطلاق حملة توعية عن الانفلونزا من خلال الوسائط الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي والمؤسسات الحكومية، حيث بدأت الحملة لهذا العام في بداية سبتمبر الماضي، وتطبيق سياسة منع انتشار الأمراض المعدية في المدارس عن طريق ممرضي وممرضات المدارس ويتضمن ذلك إبلاغ الدائرة عن حالات الأمراض المعدية (بما في ذلك الإنفلونزا)، من خلال نظام التبليغ الإلكتروني أو التواصل المباشر مع موظفي دائرة الصحة، وتدريب ممرضي وممرضات المدارس سنوياً على كيفية التعامل مع حالات الأمراض المعدية، وطرق احتواء المرض والوقاية منه.

وحول أسباب عدم توفير تطعيم الإنفلونزا في المدارس، وإلزام ذوي الطلبة بالتوقيع على موافقتهم بتلقي أطفالهم التطعيم ما لم يكن هناك مانع صحي، أكدت الهاجري أن دائرة الصحة تحث من خلال الحملة التوعوية عن الإنفلونزا أفراد المجتمع (الأطفال والبالغين)، ابتداءً من عمر ستة أشهر فما فوق، على أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية مرة واحدة سنوياً.

وأضافت: «لم ترد إلى دائرة الصحة هذا الموسم أي شكاوى من وجود تجمع لحالات الإنفلونزا بالمدارس، وفي حال وجودها تقوم الدائرة بالتقصي الوبائي عنها، والتأكد من وجود حالات مؤكدة، ثم توفر العلاج الوقائي للمخالطين الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات، وتقدم التوعية الصحية لذوي الطلبة، إضافة إلى التوعية المستمرة للحصول على التطعيم في أقرب مركز صحي، باعتباره أولى طرق الوقاية من الإنفلونزا.


200

نوع من الفيروسات المسبّبة للزكام ونزلات البرد العادية.

خطوات لمنع انتشار العدوى

أكدت مديرة دائرة الصحة العامة في دائرة الصحة في أبوظبي، الدكتورة أمنيات الهاجري، وجود أربعة إجراءات يجب على المدارس اتباعها لضمان سلامة الطلبة ومنع انتشار أي عدوى بينهم، تتضمن تطبيق سياسة منع انتشار الأمراض المعدية في المدارس، عن طريق ممرضي وممرضات المدارس، ويتضمن ذلك إبلاغ الدائرة عن حالات الأمراض المعدية (بما في ذلك الإنفلونزا) من خلال نظام التبليغ الإلكتروني، واتباع العادات الصحية، مثل نظافة اليدين وتغطية الفم والأنف أثناء السعال أو العطس، وملازمة المنزل لمدة 24 ساعة على الأقل بعد زوال الحمى، وعدم الذهاب للمدرسة في حال إصابة الطالب أو المعلم بعدوى الإنفلونزا، إضافة الى أخذ تطعيم الإنفلونزا.

تويتر