تنفّذها المكتبات.. وذوو طلبة يعتبرونها «دروساً في الغش».. و«التربية»: مكانها الغرف الصفية

المشروعات الجاهزة أنشطة مدرسية «وهمية»

«التربية» شدّدت على ضرورة عدم قبول أي مشروع يُنفّذ خارج المدرسة. من المصدر

«نفّذ مشروعك المدرسي بأفضل الخامات وأقل التكاليف»، شعار ترفعه غالبية المكتبات؛ لاستغلال تكليفات المعلمين المتكررة للطلبة بتصميم وتنفيذ مجسّمات تعكس فهم الطالب للدروس المقررة في بعض المواد، أو تظهر موهبته في التخيل والإبداع، وذلك ضمن الأنشطة المدرسية المقررة في المنهج الدراسي.

وأفاد ذوو طلبة لـ«الإمارات اليوم» بأنّ المدارس على علم بشراء الطلبة المشروعات جاهزة، مشيرين إلى انزعاجهم وتضررهم من هذه الأنشطة، خصوصاً أنها تتطلب منهم هدر أموال بلا طائل، مشيرين إلى أنّها لا تزيد مهارات الطلبة؛ بل تعلمه الغش، في الوقت الذي وجهت فيه وزارة التربية والتعليم بتنفيذ جميع الأنشطة داخل المدرسة.

وتفصيلاً، أكّد ذوو طلبة أنّ سعر المجسّم يبدأ من 50 درهماً، ويصل إلى 300 درهم، حسب النوع وعدد المجسمات داخله، لافتين إلى أنّ أسعار مجسّمات يوم العلم واليوم الوطني تراوح بين 15 و50 درهماً، فيما ترتفع أسعار مجسّمات مواد العلوم والتاريخ لتصل إلى 300 درهم، فيما تتعدى المشروعات التي تصمم خصيصاً وفق طلبات محددة هذه المبالغ. وتابعوا أنّ المدارس تُصرّ على طلب وتنفيذ هذه الأنشطة، على الرغم من أنّ الغرض الأساسي منها مفقود، خصوصاً أنّهم على علم بأنّ الطلبة يشترون مشروعاتهم جاهزة من المكتبات، إضافة إلى أنّ المشروعات التي يقدمونها نسخ متكررة.

وقال ولي أمر طالبين في الصف الخامس والتاسع، حازم عيد: «أصبحت المشروعات الجاهزة بنداً يتم وضعه في ميزانية الأسرة، يضاف إلى تكاليف الدراسة، حيث تحرص المدارس على تكليف الطلبة به كلّ فصل دراسي، للتدليل على اهتمامها بالأنشطة، على الرغم من علم جميع العاملين في المدرسة بأنّ الطلبة يشترون هذه المجسمات من المكتبات المنتشرة حول المدارس».

وأضاف: «تم تكليف ابني الصغير بعمل مجسم لجسر الشيخ زايد، فيما طُلب من الابن الأكبر تصميم مزرعة صديقة للبيئة»، مشيراً إلى أنّ سعر المشروع الأول بلغ 120 درهماً، وبلغ سعر المزرعة 200 درهم، إضافة إلى 25 درهماً لكل طاحونة هواء سيتم وضعها في المجسم».

وقالت والدة طالب في الصف السادس، نجلاء صالح: «من المفترض توجيه التلميذ إلى ممارسة النشاط الذي يناسبه، ويتناسب مع رغباته ومواهبه، لكنّ إلزام الطلبة بتنفيذ النشاط نفسه يقضي على الهدف الأساسي من الأنشطة المدرسية، ويدفع الطلبة إلى النفور منها»، مشيرة إلى أنّ معلمة الصف غير مقتنعة بالنشاط، لكنّها تطلبه، كونه ضمن متطلبات الخطة الدراسية.

وأشارت والدة ثلاثة طلبة في الحلقتين الثانية والثالثة (أم سعود) إلى أنّ الأنشطة والمجسّمات الجاهزة باتت سلعة يتداولها الجميع، خصوصاً أنّ شراءها أرخص من تصنيعها، حيث إنّهم يستهلكون وقتاً كبيراً في صناعتها، وغالباً ما يفشلون، ويهدرون مواد التصنيع من دون فائدة، إضافة إلى أنّ غالبية ذوي الطلبة يلجؤون إلى الشراء أيضاً بسبب تفاخر الطلبة في ما بينهم بأفضل التصاميم».

وبرّر ذوو الطلبة شراءهم المشروعات جاهزة إلى عدم تمكّن الأطفال من تنفيذها لعدم تلقيهم تدريبات مدرسية تؤهلهم لصناعتها، ما يعني أنّهم هم من سيصنعونها، وبالتالي لا فارق بين صناعتها في المنزل أو شرائها جاهزة، طالما أنّ الطالب لن يصممها أو ينفذها بنفسه، مشيرين إلى أنّهم تقدّموا بشكاوى كثيرة للجهات التربوية المسؤولة لمنع مثل هذه الطلبات، وإلزام المدارس بتنفيذ المشروعات داخلها، تحت إشراف المعلمين، لأنّ الرسوم الدراسية تتضمن تغطية تكاليف هذه الأنشطة.

في المقابل، دعت وزارة التربية والتعليم إدارات المدارس إلى توجيه الهيئات التدريسية بتنفيذ جميع الأنشطة داخل المدرسة والغرفة الصفية، وعدم تحويلها لأنشطة لا صفية منزلية، أو تكليف الطلبة بتنفيذها خارجياً، مؤكدة أن ذلك يثقل كاهل ولي الأمر. كما شدّدت على ضرورة عدم قبول أي مشروع ينفذ خارج إطار المدرسة، وعدم احتساب درجات لمثل هذه المشروعات والأنشطة.

3 دراهم للسنتيمتر

أكَّد عاملون في مكتبات أنّ تنفيذ المشروعات والأنشطة المدرسية للطلبة، بات جزءاً أساسياً من نشاطهم، حيث يقبل الطلبة على المكتبة خلال الشهر الأخير من كلّ فصل دراسي لشراء مشروعات جاهزة، سواء مجسمات أو لوحات، أو خطة المشروع لتجهيزها وتنفيذها.

وأضافوا أنّ الأنشطة تنقسم إلى جزأين، الأول خاص بالمناسبات الوطنية والدينية، والثاني خاص بالمشروعات التعليمية. وتختلف أسعارها بحجم المجسم وارتفاعه وعدد العناصر داخله، مشيرين إلى أنّ المجسّم الذي يصنع خصيصاً يقاس بالسنتيمتر طولاً وعرضاً، حيث يتم احتساب السنتيمتر الواحد بثلاثة دراهم. وعلى سبيل المثال، فإذا كان طول المجسم 30 سنتيمتراً وعرضه 20 سنتيمتراً، يكون سعره 180 درهماً، ثم تضاف إليه أسعار المجسّمات الموجودة داخله، وتختلف باختلاف أحجامها ووقت تنفيذها.

• ذوو طلبة: مشروعات الطلبة متطابقة والمدارس على علم بأنَّها تباع جاهزة.

• 300 درهم سعر مجسَّمات مواد العلوم والتاريخ.

تويتر