آباء أبدوا تخوفاً منها.. و«التربية» تؤكد: سلامة الطلبة تتصدر أولوياتنا

43 % من ذوي طلبة المدارس الحكومية في أبوظبي «غير راضين» عن وجبات المقاصف

مطالب بتحديث قوائم الأغذية المدرسية ومنع الطعام غير المغلف آلياً. الإمارات اليوم

أظهرت إحصاءات صادرة عن دائرة التعليم والمعرفة أن نحو 43% من ذوي طلبة المدارس الحكومية غير راضين عن الوجبات المدرسية، فيما أعرب ذوو طلبة في مدارس حكومية وخاصة عن تخوفهم من «تسلل الإهمال» إلى مقاصف المدارس، مشيرين إلى حادثة تسمم 48 طالباً وطالبة داخل مدرستين في مدينة العين، وطالبوا بإنشاء قسم خاص بالأغذية داخل المناطق التعليمية.

وتفصيلاً، أظهرت إحصاءات رضا الطلبة وذويهم عن الخدمات الصحية في مدارس أبوظبي، لعام 2017، أن نسبة الأشخاص، الذين يرون أن مقصف المدرسة يوفر وجبات صحية بلغت 66.7% من ذوي الطلبة في المدارس الحكومية، وانخفضت النسبة إلى 51.9% بين ذوي طلبة المدارس الخاصة، فيما رأى 78% من ذوي الطلبة بشكل عام أن «المدرسة تشجع الطلبة على تناول الوجبات الصحية».

وبلغ عدد ذوي الطلبة الذين شاركوا في استبانة الإحصاءات 80 ألفاً و640 ولي أمر، بلغت نسبة المواطنين بينهم 41.2%، فيما بلغ عدد الطلبة الذين شاركوا في الاستبانة هذا العام 78 ألف طالب وطالبة، منهم 39.8% مواطنون، وتجاوزت نسبة المشاركة في بعض المدارس 90%.

وأظهرت تعليقات ذوي طلبة على حسابات الجهات التعليمية والصحية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تخوفهم من تكرار حادثة تسمم 48 طالباً وطالبة داخل مدرستين في مدينة العين، مؤكدين أن الحادثة كشفت عن «تسلل الإهمال إلى المدارس»، ما أثار مخاوفهم على سلامة أبنائهم.

وقال حساب باسم «سارة»: «يتم إلزامنا بحضور ورشة الطعام الصحي كل عام، ولكنها لا تطبق»، مطالبة بأن تحتوي المقاصف المدرسية على مكان لتحضير وجبات الطلبة يومياً، ومنع نقلها من مكان إلى آخر، لضمان صحة الطلبة.

وأكد عبدالله المهيري أن «من الطبيعي وقوع مثل هذه الحوادث نتيجة بيع الهامبرجر والشاورما والدجاج والبرياني كوجبات لطلاب المدارس»، مضيفاً: «نحن نسكن في منطقة بعيدة، ومورد الوجبات يأتي من العين، فهل تحضر الوجبات صباح كل يوم لتكون جاهزة، أم أنها تعد ليلاً، ويأكل الطلبة طعاماً مبيتاً؟».

واعتبر حساب باسم «إماراتية» أن «من المفترض التفتيش الدائم على موردي المواد الغذائية للمدارس من قبل (الرقابة الغذائية) عن طريق لجنة خاصة لمراقبة موردي المدارس، وأن يكون التفتيش دورياً ومكثفاً، مرتين في الأسبوع على الأقل، وبشكل مفاجئ، ويتولى هذا التفتيش الموظفون المواطنون أبناء الدولة، لتحري الصدقية والأمانة». ولفت حساب باسم «أم شما» إلى «إلزام ذوي الطلبة بسداد 1050 درهماً عن كل طالب، قيمة الوجبات الغذائية في المدرسة، ومنع الطلبة من جلب وجبات غذائية من المنزل، لضمان تناولهم غذاءً صحياً. والنتيجة حالات تسمم نتيجة سوء الطعام المورد للمدارس»، فيما أكد حساب آخر ضرورة تكليف شركات وطنية بتوريد الأغذية للمدارس، لضمان سلامة الطلبة. وطالب حارب سعيد بأن يكون التحقيق جنائياً، لا إدارياً، وأن تحاسب اللجنة التي تختار الشركات الغذائية، ومعرفة المعايير التي يتم على أساسها اختيار الموردين وتقييمهم، فيما دعا سعيد الغافلي إلى «متابعة الحادث بشكلٍ دقيق وشفاف، للوقوف على ملابساته وكيفية حصول المورد على امتياز التوريد، وهل هو فعلاً مناسب ومطابق للمواصفات؟ وهل هو أيضاً المورد الرئيس، أم هو مورد من الباطن؟».

وأشارت «أم خالد»، وهي والدة لطالبين في الحلقة الأولى، إلى أنها تلزم ابنيها بتناول الفطور في المنزل، وتعد لهما وجبة أيضاً للمدرسة، لعدم ثقتها بما يعرضه المقصف المدرسي، مطالبة الأمهات بإعداد الإفطار لأبنائهن قبل الذهاب إلى المدرسة، لضمان صحتهم.

في المقابل، أكد معلمون في مدارس حكومية وخاصة: أحمد عبدالله، نورا حسن، منال خليفة، مريم الأحمد، وجميلة سعيد، وسحر حافظ، أن «عمال المقاصف المدرسية يحتاجون إلى دورات توعية دورية، خصوصاً أن معظم العاملين يتقاضون رواتب متدنية، ما يحملهم أعباء ربما تنعكس إهمالاً في أداء دورهم»، لافتين إلى أن «التفتيش على المقاصف ينصب على نظافتهم ونظافة المكان، وليس على مصدر الأغذية، لضمان صلاحيتها». وأكدوا ضرورة تحديث قوائم الأغذية المدرسية، ومنع الطعام غير المغلف آلياً، للحيلولة دون تعرضه للفساد، إضافة إلى ضرورة مطالبة العمال بالتأكد من صلاحية الفاكهة المعروضة في المقاصف.

في المقابل، قالت وزارة التربية والتعليم إن سلامة الطلبة تتصدر أولوياتها، مؤكدة أنها تعمل مع دائرة الصحة في أبوظبي على توفير أفضل معايير العناية الطبية للطلبة، والاطمئنان على صحتهم، مشيرة إلى أنها أوقفت متعهد توريد الأغذية التي تسببت في حادث التسمم في مدرستين في العين، وشكلت لجنة طارئة للعمل مع جهاز الرقابة الغذائية للتحقيق في الواقعة.

إحصاءات

كشفت إحصاءات رضا الطلبة وذويهم عن الخدمات الصحية في مدارس أبوظبي، لعام 2017، أن نسبة من يرون أن المدرسة تتمتع بنظافة مرافقها ومبانيها، مثل الساحات والفصول والحمّامات، تبلغ 80.5% بشكل عام.

وأكد 54.9% من طلبة المدارس الحكومية، و41.1% من طلبة المدارس الخاصة، أن أسعار الوجبات التي يوفرها المقصف المدرسي في المتناول. كما اعتبر 56.8% من طلبة المدارس الحكومية، و62.9% من طلبة المدارس الخاصة، أن العيادة الطبية المدرسية تسهم في الحفاظ على صحتهم وسلامتهم.

معايير المقاصف المدرسية

ذكر دليل معايير المقاصف المدرسية في إمارة أبوظبي أنه في حال الرغبة في تحضير أو تجهيز الوجبات الغذائية بداخل المقصف المدرسي (المنشأة الغذائية) من قبل المورد المعتمد أو إدارة المدرسة، فيجب إبلاغ جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، رسمياً، واستخراج تصريح بذلك قبل البدء بممارسة النشاط الغذائي.

وأضاف أن المورد المعتمد أو المتعهد بتحضير الوجبات الغذائية يلتزم باستيفاء المتطلبات الصحية، خلال مراحل السلسلة الغذائية الصادرة عن الجهاز.

كما اشترط الدليل أن يكون لدى المورد أو المتعهد بتحضير الوجبات الغذائية رخصة تجارية سارية مخصصة لذلك، مع ضرورة أن يلتزم بالنشاط المحدد في الرخصة، وأن تشمل الرخصة التجارية نشاط تموين أو أي نشاط غذائي آخر يتم تحديده من قبل دائرة التعليم والمعرفة، وتكون الأولوية للموردين الحاصلين على شهادة تدريب للعاملين وفق برامج التدريب الخاصة بسلامة الغذاء في كيفية التعامل مع الأغذية بطرق صحية وسليمة.

شروط المورّدين

نصت شروط اختيار الموردين، الواردة في دليل معايير المقاصف المدرسية في إمارة أبوظبي، على ضرورة التزام المتعهد بتحضير الوجبات الغذائية، أو المورد المعتمد بتوريد وتحضير الأغذية المنصوص عليها في العقد المبرم مع دائرة التعليم والمعرفة، وكذلك المواد الغذائية المنصوص عليها في تصريح توريد أو بيع مواد غذائية للمدارس الصادر عن الجهاز، وألا يسمح بتوريد الأغذية للمقاصف المدرسية إلا للموردين المعتمدين، وبواسطة وسائل نقل معتمدة من الجهاز، كما لا يسمح التوريد بالباطن.

وأشار الدليل إلى أنه في حال استئجار المقصف (المنشأة الغذائية) أو الموقع بالكامل، يجب الالتزام بنقل المواد الغذائية من المورد الأساسي من موقع التحضير إلى المدرسة، وفي حال التوريد لمدينة أبوظبي ومدينة العين معاً، يجب إصدار تصريح منفصل لكل منطقة، مع الاكتفاء بنتائج مختبر واحدة.

ويتم تسليم المواد الغذائية في مقر المدرسة والالتزام بتسليم المادة الغذائية للشخص المسؤول عن المقصف أو المنشأة الغذائية من قبل المدرسة.

وفي حالة السندويتشات والوجبات الغذائية والسلطات التي تجهز في المقصف، فيجب توفير البيانات الضرورية للموظف المختص، للتأكد من استيفاء الأغذية للمتطلبات والشروط الصحية المحددة. كما يجب أن تكون الساندويتشات والسلطات مغلفة آلياً بالعبوات المناسبة من الدرجة الغذائية المحكمة الإغلاق، ويوضع عليها اسم المنتج الغذائي، واسم المورد، وتاريخ الإنتاج، وأي بيانات أخرى ملزمة.

1050

درهماً قيمة رسوم «الوجبة المدرسية».

- «التربية»: نعمل مع دائرة الصحة في أبوظبي، لتوفير أفضل معايير العناية الطبية للطلبة.

تويتر