بينها عسل يساعد في علاج السرطان.. وفحص فيتامين «د» بعينة شعر.. وجهاز يتبع الحرارة

باحثون في جامعة الإمارات يحققون 7 اكتشافات طبية جديدة

صورة

حقق باحثون في جامعة الإمارات العربية المتحدة، خلال العام الدراسي (2017 ــ 2018)، سبعة اكتشافات علمية جديدة في المجال الطبي، هي: نتائج جديدة تشير إلى إمكانية تأثير العسل في علاج الخلايا السرطانية، وتتبع درجة حرارة الأفراد، والكشف عن نقص مستوى فيتامين «د» في جسم الإنسان، وتأثير فيروس منتشر في الإصابة بمرض التصلب المتعدد، وتطوير جهاز مراقبة مستوى الرطوبة في جسم الإنسان، وتحديد المشكلات الإدراكية للمرضى المصابين بالزهايمر، بالإضافة إلى اكتشاف كائن حي دقيق نافع يعرف لأول مرة في العالم.

5 رسائل ماجستير

أجازت كلية العلوم في جامعة الإمارات العربية المتحدة، أخيراً خمس رسائل ماجستير لطلبة الدراسات العليا، منها أربع في قسم علوم الحياة وواحدة من قسم علم الأحياء. وكانت الرسالة الأولى بعنوان «تقييم طرق مختلفة لاستخلاص الحمض النووي (DNA) من معشبة جامعة الإمارات» عن طريق البيولوجيا الجزيئية، والرسالة الثانية بعنوان «نمذجة البيئة الميكروية لسرطان الكبد عبر نظام زراعة الخلايا ثلاثي الأبعاد»، والثالثة بعنوان «أثر زيت البردقوش المضاد لسرطان القولون»، واستخدام النباتات كمصدر مهم في صناعة الأدوية الجديدة.

وناقشت الرسالة الرابعة «تحليل ترنسكربيتومي لنموذج سرطان الكبد طبقاً لاستجابته لعلاج الزعفران»، فيما بحثت الرسالة الخامسة الاستنساخ الجزئي والتحليل الوظيفي لنظام الإشارة في النباتات المحلية.

وأفاد باحثون في الجامعة، بأن هذه الاكتشافات المهمة تنضم إلى مجموعة من الاكتشافات العلمية والدراسات التي تقدمها الجامعة الوطنية للمجتمع المحلي والعالمي، موضحين أن أبحاثهم تهدف إلى إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للعديد من التحديات التي تواجه الدولة ودول المنطقة والعالم، فضلاً عن أنها تسهم في تحقيق رؤية (الإمارات 2021)، التي تتخذ من الابتكار والبحث والعلوم والتقنيات أساساً لبناء اقتصاد تنافسي منتج قائم على المعرفة.

وتفصيلاً، ابتكر فريق بحثي في جامعة الإمارات، جهازاً جديداً أطلق عليه «تيمبو» لتتبع درجة حرارة الأفراد، ومساعدة الممرضين ومقدمي الرعاية في التقليل من جولاتهم الروتينية لقياس درجات حرارة المرضى. وذكر أستاذ الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة بالجامعة، الدكتور جابر أبوقديري، أن أهمية هذا الجهاز تتمثل في أن بعض المرضى والأطفال من أصحاب الهمم وكبار السن في المستشفيات والمراكز الصحية، قد يكونون فاقدين للوعي أو لا يستطيعون شرح الأعراض التي يعانونها، ما يتطلب من الممرضين ومقدمي الرعاية الصحية قياس درجة حرارتهم بطريقة دورية، فيما يتتبع الجهاز درجة الحرارة تلقائياً.

فيما توصل فريق بحثي من كلية العلوم في الجامعة، إلى طريقة مبتكرة لقياس مستوى فيتامين «د» في جسم الإنسان، من خلال تحليل عينة من شعر الرأس بدلاً من تحليل الدم. وأشار الباحث في مجال الكيمياء الحيوية في الكلية، الدكتور ألطاف شاه، إلى أن عينة من الشعر تساعد في الكشف عن التاريخ الكامل لامتصاص فيتامين «د» في الجسم، في حين يوفر فحص الدم معلومات قصيرة المدى حول مستويات الفيتامين في الجسم، إضافة إلى أن هناك شركات تأمين صحي في الدولة لا تغطي اختبار فيتامين «د» بسبب كلفته المرتفعة، على الرغم من أن 90% من سكان الإمارات يعانون نقصاً فيه، والنسبة الأكبر عند النساء، لهذا كان من المهم جداً إيجاد تقنيات مبتكرة وأقل كُلفة لفحص هذا الفيتامين.

إلى ذلك، اكتشف فريق بحثي في كلية الأغذية والزراعة بالجامعة، كائناً حياً دقيقاً نافعاً يعرف لأول مرة في العالم، وهو ينتمي إلى مجموعة من الفطريات تسمى «المايكورايزية» تعيش مرتبطة بجذور النبات لتقدم الدعم والتغذية والحماية من الأمراض والجفاف والعوامل الجوية القاسية، وتمّ الاكتشاف خلال دراسة علمية استهدفت تقييم الحياة الدقيقة في التربة الزراعية في منطقة سويحان بإمارة أبوظبي.

وأكّد الباحث الرئيس في الفريق، الدكتور محمد ناصر اليحيائي، أن الاكتشاف في غاية الأهمية كون هذا الفطر متأقلماً مع الظروف الطبيعية لبيئة الإمارات، مشيراً إلى أن الفريق البحثي سيبدأ في إجراء مزيدٍ من البحوث لمعرفة أفضل الطرق لإكثاره بكميات تجارية تسمح باستخدامه لزيادة إنتاجية المحاصيل بطريقة مستدامة، وبعيداً عن استخدام الأسمدة الكيماوية.

فيما اكتشف باحثون في كلية الطب والعلوم الصحية، علاقة بين مرض التصلب اللويحي المتعدد وفيروس منتشر يسمى «إبشتاين- بار»، وتُعد هذه الدراسة الأكبر من نوعها لإجراء الفحص المباشر لهذا الفيروس في أنسجة الدماغ باستخدام تقنيات حساسة للغاية.

وقالت طالبة دكتوراه في قسم علم الأحياء الدقيقة والمناعة بكلية الطب، أسماء الحوسني: «الكشف عن وجود الفيروس في معظم المصابين بهذا المرض يعد نتيجة مهمة، ونعمل حالياً على فهم العلاقة بين الفيروس والمرض».

كما توصل فريق من جامعة الإمارات إلى نتائج جديدة تشير إلى إمكانية تأثير العسل في الخلايا السرطانية، وذلك بعد الدراسة الأولية التي أجريت حول دور العسل في محاربة السرطان، وقدم الفريق طلب براءة اختراع في الولايات المتحدة لهذا البحث.

وذكر أستاذ علم المناعة السرطاني في الجامعة، الدكتور باسل الرمادي، أن الاكتشاف يمهد الطريق لتطوير فهم جديد حول كيفية استخدام العسل في محاربة واحد من أخطر الأمراض في العالم، وأظهر البحث الأولي الذي أجراه أن كميات صغيرة من عسل (المانوكا) يمكن أن تمنع نمو أنواع عدة من الخلايا السرطانية بما في ذلك سرطانات الجلد والثدي والقولون.

فيما طور فريق بحثي في كلية تقنية المعلومات، جهازاً لمراقبة مستوى رطوبة الجلد أو جفافه عند الإنسان، ويمكن استخدامه دون الحاجة إلى أي تدخل جراحي لتتبع صحة الإنسان من خلال التعرف إلى حالة أنسجة الجلد وفق تقنيات الاستشعار عن بُعد.

وأوضحت الباحثة في قسم هندسة الشبكات بالكلية، الدكتورة نجاح أبوعلي، أن الجهاز يستخدم مصابيح LED وأجهزة استشعار بصرية ليرسل الضوء إلى داخل جسم الإنسان بأطوال موجية مختلفة، وتالياً تحليل الأشعة المنعكسة، ويعتمد عامل انكسارها على المحتوى المائي لطبقات الجلد.

وتوصلت الباحثة في الجامعة، الدكتورة زبيدة الشيباني، من خلال دراستها العلمية «العجز اللغوي عند المرضى الذين يعانون مشكلات في أجزاء مختلفة من الدماغ» إلى نتائج علمية توضح تحديد المشكلات الإدراكية للمعنى عند المرضى المصابين بنوع من مرض الزهايمر يطلق عليه «الضمور القشري الخلفي للدماغ». وقالت الشيباني إن الدراسة أثبتت أن مرضى الزهايمر لا يؤدون المهام اللغوية بشكل سليم، في حين أن الأشخاص الأصحاء يؤدونها بشكل جيد، ما يعد دليلاً على أن هذا الجزء من الدماغ ضروري للمهام اللغوية.

تويتر