شكوا صعوبة الحصول على مقعد دراسي شاغر في مدارس أبوظبي الخاصة

أولياء أمور يطالبون بإنشاء مدارس لأصحاب الدخول المحدودة

صورة

شكا ذوو طلبة صعوبة الحصول على مقعد دراسي شاغر لأبنائهم في رياض الأطفال بأبوظبي، خصوصاً في المدارس ذات الرسوم المتدنية والمتوسطة، بما يتناسب مع إمكاناتهم المالية، مشيرين إلى أن إدارات المدارس تضعهم في قوائم انتظار دون تأكيد قبولهم، معربين عن تخوفهم من عدم قبول أبنائهم في العام الدراسي المقبل. وطالبوا الجهات المعنية والمستثمرين بإنشاء مدارس خاصة، تناسب أصحاب الدخول المحدودة.

من جانبها، أكدت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي إعطاء الأولوية في التسجيل لأخوة الطلبة في المدارس، مشيرة إلى توافر العديد من المقاعد الدراسية سنوياً، بما يناسب الشرائح المجتمعية كافة.

وتفصيلاً، قال مجدي أحمد، موظف، إن راتبه لا يسمح له بتسجيل بناته إلا في مدارس ذات رسوم مناسبة لإمكاناته المالية المحدودة، ولم يتمكن من تسجيل ابنته في رياض الأطفال، بإحدى المدارس القريبة من منزله، مطالباً بوضع أنظمة قبول، تتيح فرصاً متعادلة للطلبة، بعيداً عن المعارف والقرابة.

253 ألف طالب.. الطاقة الاستيعابية للمدارس الخاصة

أظهر تقرير الأداء السنوي للعام الدراسي (2016 - 2017)، الصادر من دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، زيادة عدد المعلمين المدربين من 26 إلى 96%، وزيادة نسبة الطلبة الملتحقين برياض الأطفال من 10 آلاف و396 طالباً وطالبة إلى نحو 18 ألفاً و800 طالب وطالبة، وارتفعت الطاقة الاستيعابية للمدارس الخاصة من 155 ألفاً إلى 253 ألف طالب وطالبة، بجانب ارتفاع عدد المدارس الجديدة، من ثلاث مدارس فقط لمرحلة رياض الأطفال، إلى 58 مدرسة جديدة، بجانب تحديث 51 مدرسة.

وزاد عدد المدارس الخاصة، التي تقع ضمن تصنيف «جيد جداً فما فوق» إلى 82%، مقارنة بنسبة 59% فقط عام 2014، بحسب تقارير التقييم لبرنامج «ارتقاء»، إضافة إلى ارتفاع معدل رضا أولياء الأمور من 69% في 2011، إلى 77% في 2016.


دعم أصحاب الهمم

أكدت دائرة التعليم والمعرفة أن صعوبة الحصول على مقعد شاغر في بعض المدارس، قد تعود إلى خصوصية المدرسة، ودعمها أصحاب الهمم أكاديمياً، وبالتالي يزداد الإقبال على هذه المدارس، وتقل الشواغر أو تندر.

ونبهت الدائرة إلى أن نظام بيانات الطلاب «eSIS»، يُمكّن المدارس الخاصة من تسجيل طلبتها عبره، إذ تعمل الدائرة من خلاله على متابعة مدى التزام المدارس بعدم تخطّي الكثافة العددية للطلاب في الشعبة الدراسية الواحدة، حفاظاً على سلامة الطلبة، وعلى قوانين الأمن والسلامة.


3 أسباب

أبرز أسباب الشكاوى من عدم وجود مقاعد شاغرة:

- التسجيل في مدرسة معينة، بسبب سمعتها الجيدة.

- الرغبة في تسجيل الأبناء بمدارس قريبة من المنزل.

- الرسوم المتدنية أو التي تناسب إمكانات الأب المالية.


• 4600 مقعد دراسي، ستوفرها 3 مدارس جديدة في أبوظبي.

وقالت أم سارة، موظفة، إن ابنتها بصدد دخول رياض الأطفال، لكنها واجهت صعوبة كبيرة في الحصول على مقعد شاغر لها، مشيرة إلى أنها اضطرت إلى تسجيل ابنتها في الروضة الأولى بإحدى المدارس، برسوم تبلغ 40 ألف درهم سنوياً، وهو مبلغ يتجاوز إمكاناتها المالية.

وذكر محمد سعيد، موظف، أن هناك إقبالاً كبيراً من أولياء الأمور على المدارس الخاصة ذات الرسوم المتدنية والمتوسطة، ما يجعل العثور على مقعد شاغر فيها مسألة صعبة.

وأضاف أنه وجد وفرة في المقاعد الدراسية بالمدارس الخاصة ذات الرسوم المرتفعة، «لكن ليس لدى الجميع القدرة على دفع نحو 70 ألف درهم لابنه أو ابنته، في مرحلة رياض الأطفال». وطالب الجهات المعنية بتسهيل إنشاء مدارس تراعي أصحاب الدخل المحدود.

واتفق معه أحمد عزيز، موظف، مؤكداً أنه واجه مشكلة العثور على مقعد دراسي لابنه بإحدى المدارس الخاصة ذات الرسوم المتوسطة، داعياً إلى التوسع في إنشاء مدارس خاصة، تناسب أصحاب الدخول المحدودة.

من جانبها، أكدت دائرة التعليم والمعرفة لـ«الإمارات اليوم»، توافر العديد من المقاعد الدراسية في المدارس الخاصة سنوياً، في المناهج كافة، إلا أن شكاوى أولياء الأمور من عدم وجود شواغر، التي تصل إلى الدائرة عن طريق مركز اتصال حكومة أبوظبي أو بالحضور الشخصي، ترجع إلى أسباب عدة، منها إصرار أولياء الأمور على مدرسة معينة، بسبب السمعة الجيدة لبعضها، عن طريق توصية الأقارب والأصدقاء أو تجارب سابقة، من دون مراجعة تقارير أداء المدارس، فضلاً عن رغبة ولي الأمر في تسجيل أبنائه بمدارس قريبة من المنزل، ورغبة العديد من الآباء في التسجيل بمدارس ذات رسوم متدنية، وقد تكون ذات أداء جيد.

وأكدت الدائرة أن أولوية التسجيل في المدارس الخاصة، تكون للطلاب الذين لديهم إخوة أو أقارب في المدرسة، ثم للطلبة المستجدين، إلا أن أعداد طلبات الالتحاق في بعض المدارس تفوق أحياناً الشواغر المتاحة فيها.

جدير بالذكر أن الدائرة كانت قد أعلنت، العام الماضي، عن فرص استثمارية جديدة في قطاع المدارس الخاصة، من خلال تخصيص أراضٍ تعليمية لتطوير وبناء ثلاث مدارس خاصة جديدة، تطبق المنهاجين البريطاني والأميركي، ما من شأنه أن يوفر 4600 مقعد دراسي في العاصمة أبوظبي.

وتضم المدارس الجديدة، المتوقع أن تفتح أبوابها لاستقبال الطلبة العام الأكاديمي 2020-2021: مدرسة في منطقة المقطع تطبق المنهاج الأميركي، وتوفر 900 مقعد دراسي، فيما تستوعب المدرسة الأخرى، التي ستشيّد في مدينة خليفة، وتطبق المنهج الأميركي أيضاً، 1500 مقعد دراسي. أما المدرسة الثالثة، التي ستشيّد في مدينة خليفة أيضاً، وتطبق المنهاج البريطاني، فستستوعب 2200 مقعد دراسي.

تويتر