تتيح صياغة البرامج لكل طالب بشكل مستقل

«التقنية العليا» تطلق «فضاءات الابتكار» للمهارات العملية

ربط فضاءات الابتكار بالتخصصات المطروحة وقطاعات الصناعة. من المصدر

كشفت كليات التقنية العليا عن توجهها لتأسيس «فضاءات الابتكار»، بهدف خلق بيئة من التعلم والتطبيق الاحترافي للمهارات العملية في ظل ارتباطها بمتطلبات الصناعة في الدولة، خصوصاً أن الفضاءات تمثل جزءاً من منظومة «التعلم النقال» التي اعتمدتها الكليات ضمن استراتيجيتها الجديدة التي تتماشى مع الرؤى والتوجهات الوطنية لاستشراف المستقبل، لافتة إلى أنها ستخصص مركزاً في كل فرع من فروعها على مستوى الدولة، وسيتم تدشين أول مركز قريباً.

أهداف «فضاءات الابتكار»

أكد مدير مجمع الكليات، الدكتور عبداللطيف الشامسي، أن مبادرة فضاءات الابتكار ستمثل نقلة نوعية حقيقية في عملية التعليم والتعلم بكليات التقنية، لأنها ستحقق عديداً من الأهداف أبرزها تعزيز الجانب التطبيقي الذي يتميز فيه التعليم في كليات التقنية العليا، وتوفير الجانب العملي بما يتواءم مع متطلبات القطاع الصناعي بالدولة، وبناء المهارات المطلوبة خارج الغرفة الصفية بما يتلاءم مع سرعة التطور التكنولوجي وسرعة التغير في المهارات التي يتطلبها القطاع الصناعي، وتحقيق الربط المباشر بين فضاءات الابتكار والمناهج التعليمية، إضافة إلى الربط المباشر مع الصناعة.

وأفاد مدير مجمع الكليات، الدكتور عبداللطيف الشامسي، بأنه سيتم تأسيس فضاءات الابتكار في فروع الكليات الـ17 على مستوى الدولة وعلى مراحل متعددة، تراعي خصوصية كل كلية من الكليات، مضيفاً أن العمل بدأ من الآن في الإعداد والتجهيز والتعريف بالمبادرة في مجتمع الكليات، إضافة إلى أنه في إطار هذه المبادرة سيتم تحويل المكتبات في كل كلية الى مكتبات رقمية مدمجة ضمن فضاءات الابتكار.

وقال إن «المبادرة تمثل ثقافة تعليمية جديدة تتماشى مع ما يتم الحديث عنه اليوم حول الثورة الصناعية والذكاء الصناعي، خصوصاً أن هذا النوع من الذكاء سيستخدم في إدارة عملية التعلم الأمثل للطالب بما يتيح صياغة البرامج لكل طالب بشكل مستقل، وعرض البرامج بما يتناسب مع طبيعة جيل اليوم».

ولفت الشامسي إلى أنه تم عقد ورشة عمل موسعة وجلسات عصف ذهني مع طرح الفكرة، شارك فيها مديرو الكليات والعمداء التنفيذيون للخروج بخطة عمل متكاملة لتأسيس فضاءات الابتكار بجميع الكليات، إذ تم خلالها مناقشة كيفية ربط هذه الفضاءات بالمناهج التعليمية والتخصصات المطروحة وقطاعات الصناعة، بالإضافة إلى مناقشة آلية عمل هذه الفضاءات وفقاً لطبيعة كل كلية من حيث حجم الطلبة، ونوعية البرامج المطبقة والعلاقات مع قطاعات العمل في كل إمارة.

من جانبه، قال العميد التنفيذي لإدارة التعليم والتعلم في الكليات، الدكتور جهاد مهيدات، إن فضاءات الابتكار تمثل مبادرة رائدة كونها تخاطب جيل اليوم بلغتهم وبالطرق التي تجذبهم، وتبتعد عن الأساليب والطرق التقليدية في التعليم والمتعارف عليها، مضيفاً أن الخطة تتضمن تأسيس فضاء ابتكاري في كل كلية، بحيث يتكون كل فضاء من ست مناطق أو أجزاء، كل منطقة متخصصة ومهيئة لتحفيز الطلبة على التطبيق والإبداع والتفكير الخلاق لدعم الابتكار في جانب محدد، موضحاً أن المنطقة الأولى تتعلق بالتصنيع، والثانية مخصصة للتصميم، والثالثة للبرمجة والمحاكاة، والرابعة لأجهزة الكمبيوتر فائقة الأداء، والخامسة مركز ريادة الأعمال، وهذه المناطق الخمس، إضافة الى المكتبة الرقمية التي هي جزء من كل فضاء ستكون موحدة في فضاءات كل الكليات.

وذكر أن المنطقة السادسة في الفضاء الابتكاري ستختلف من كلية لأخرى، طبقاً لطبيعة الصناعات الموجودة في كل إمارة، إذ تهدف هذه المنطقة الى تأسيس نواة للبحث العلمي تتعاون فيها المؤسسات الصناعية مع كليات التقنية العليا في المجال البحثي، ويتم خلالها استثمار مختلف المناطق الأخرى في الفضاء لدعم النشاط البحثي واحتياجاته التطبيقية والتجريبية.

وأوضح أن رؤية كليات التقنية في تأسيس هذه الفضاءات رؤية واسعة وذات أبعاد وأهداف متعددة، لتعزيز الابتكار كجزء من حياة الطالب اليومية وكذلك على مستوى المجتمع، إذ من المخطط له أن يتم فتح هذه الفضاءات للمجتمع لإتاحتها أمام كل من لديهم مبادرات وأفكار ابتكارية، ويحتاجون لأماكن متخصصة ومجهزة بالمعدات والإمكانات لدعمهم.

تويتر