«اختبار الإمارات القياسي» بديلاً عن «سيبا» في الجامعات

أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إطلاق منظومة اختبارات وطنية قياسية إلكترونية، تحت مسمى «اختبار الإمارات القياسي» (EmSAT) الخاص باللغة الإنجليزية، الذي سيحل محل اختبار «سيبا» في الجامعات الحكومية، ويمكن للجامعات الخاصة، بحسب ما تراه مناسباً، اعتماده لقبول الطالب ليكون بديلاً عن اختباري الـ«آيلتس» و«التوفل»، اللذين يعدان متطلباً لقبول طلبة الثانوية العامة في مؤسسات التعليم العالي الخاصة.

معايير وطنية

أكد وزير دولة لشؤون التعليم العالي، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، أن «اختبار الإمارات القياسي يعد نقلة نوعية في عملية تقييم وقياس نتائج الطلبة»، مشيراً إلى أنها «منظومة جديدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجامعات، ومبنية على معايير وطنية غير متصلة بمنهاج محدد، وتستند في مفهومها إلى معايير وأسس عالمية بجانب أفضل الممارسات في هذا الخصوص لقياس مهارات الطلبة». وأوضح أن «هذا الاختبار يأتي في ظل الحاجة الماسة إلى منظومة اختبارات مثالية تشكل رافداً وداعماً لمؤسسات التعليم العالي، عبر تزويدها بنتائج تلك الاختبارات المبنية على معايير عالمية، وهو بالتالي ما سيعمل على إعطاء صورة متكاملة عن نتائج الطلبة في مواد الرياضيات والفيزياء واللغتين العربية والإنجليزية، ويتيح الاستفادة منها لأغراض القبول في التخصصات الجامعية».

وتعد المنظومة أول مشروع وطني للاختبارات المعيارية الإلكترونية المبنية وفق معايير وطنية جرى وضعها اعتماداً على مواصفات المنظومة الأوروبية، لتكون قادرة على قياس المهارات بشكل مستقل عن المنهاج للصفوف الأول والرابع والسادس والثامن والـ10 والـ12.

وسيطبق «اختبار الإمارات القياسي» في العام الدراسي الجاري، وسيشمل أولاً اختبار الإمارات القياسي في اللغة الإنجليزية، واللغة العربية، والرياضيات، والفيزياء لطلبة الصف الـ12 من المواطنين الدارسين في المدارس الحكومية والخاصة، بغض النظر عن المنهاج المطبق لديها، سواء الوزاري أو غيره، في حين سيطبق الاختبار للطلبة الوافدين في المدارس الحكومية والخاصة التي تطبق المنهاج الوزاري في اللغة الإنجليزية فقط، وسيكون الاختبار الخاص باللغة الإنجليزية لطلبة الصف الـ12 معتمداً للقبول في جامعات الدولة بدلاً عن اختبار «سيبا».كما ستُترك للجامعات حرية الاعتماد من عدمه لنتائج اختبار الإمارات القياسي في اللغة العربية والرياضيات والفيزياء لطلبة الصف الـ12، وفقاً لما تراه مناسباً، كما سيتم تطبيق الاختبار بشكل تجريبي على مجموعة مختارة من المدارس التابعة للوزارة لطلبة الصفوف الأول والرابع والسادس والثامن والـ10، وسيتم إعداد تقرير خاص لكل طالب بالنتائج التي حصل عليها، لتكون أداة مساعدة للمدرسة والطالب في معرفة مواطن القوة والضعف، وتحديد أوجه الدعم الأكاديمي الذي يحتاج إليه الطالب. وأكد وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، أن اختبار الإمارات القياسي يأتي استجابة لعملية التطوير الشاملة للتعليم في الدولة، وبهدف توفير معلومات دقيقة وحاسمة لصناع القرار والقيادات التعليمية عن كامل المنظومة التعليمية في الدولة لاتخاذ القرارات الضرورية لتحسين النظام، فضلاً عن أن تقنيات القياس التربوي الحديثة، بما في ذلك الحاسب الآلي الذي يعمل بطريقة المواءمة والمحاكاة، ستمكن من تقديم بيانات ومعلومات مهمة في هذا المجال. وأوضح أن «جهود الوزارة منصبّة حالياً على تحقيق الأجندة الوطنية لدولة الإمارات ورؤيتها 2021، في ما يخص تطوير المنظومة التعليمية، وتحقيق أفضل معايير الجودة في المدرسة الإماراتية، ويأتي هذا التغيير مواكباً للمستجدات التعليمية، وضمن مساعي الوزارة لإيجاد نظام تقييم معياري مستند إلى أفضل الممارسات العالمية والمعايير الدولية في استخدام نتائج التقييم في المتابعة والتقويم وتحسين نوعية التعليم». وأشار الحمادي إلى أن «الانعقاد الدوري والمتقارب لاختبار الإمارات القياسي، سيضمن طريقة فعّالة لمراجعة مستويات التقدم في المدارس، وفي نظام التعليم عموماً خلال مدّة زمنية معينة، ومن خلال النتائج سيحصل الطلبة والمدرسون على معلومات موثوق بها بشأن مواطن القوة في أدائهم في المواد الدراسية المختلفة، إلى جانب الجوانب التي تستوجب التحسين، علاوة على تمكنأولياء الأمور من متابعة تطور أبنائهم الأكاديمي عن كثب». وقال إن «(اختبار الإمارات القياسي) ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة، هي: اختبارات تحديد المستوى للصف الأول الأساسي، وهي عبارة عن اختبارات تقيس استعداد الطلبة للتعلم بعد انتهاء مرحلة رياض الأطفال وعند التحاقهم بالمدرسة، وتوفر لصناع القرار بيانات دقيقة حول نقطة البداية في تطوير مهارات ومعارف الطلبة».

وأضاف: «القسم الثاني هو اختبارات تتبع المهارات والمعارف التي يمتلكها الطلبة عبر سنوات التعليم العام في اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم، بحيث تزود البيانات الناتجة عن الاختبار بمعلومات عن مدى امتلاك الطلبة في كل مدارس الإمارات العربية المتحدة مهارات ومعارف تتماشى مع التوقعات العالمية للفئات العمرية المختلفة وتشمل الصفوف الرابع والسادس والثامن والـ10». وتابع الحمادي أن «القسم الثالث يختص بطلبة الصف الـ12 لقياس مدى امتلاك المهارات والمعارف في اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء قبل الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، ما يساعد في اتخاذ قرارات متعلقة بقبول الطلبة بالجامعات». وأوضح أن أهمية اختبار الإمارات القياسي تتمثل في المساعدة بتحديد مستوى أداء الطلبة، ما سيساعد الكادر التعليمي والإداري على تحديد المشكلات قبل استعصاء حلها، كي يتم تقديم المساعدات المناسبة للطلبة، الأمر الذي سيمكن الطلبة من امتلاك المهارات الأساسية المتوافقة مع مراحلهم العمرية، فالدراسات الدولية تؤكد أن المهارات الأساسية اللغوية والعددية التي يكتسبها الطلبة خلال السنوات الدراسية الأولى تعد مؤشراً إلى مستقبلهم التعليمي، فإذا لم يتم تدارك الخلل في إتقان المهارات الأساسية في المرحلة الابتدائية فإن ذلك قد يؤدي إلى تعثر الطلبة في المراحل التالية». وأكمل: «ستعمل النتائج كذلك على ربط مدخلات ومخرجات مراحل التعليم الثلاث ببعضها بعضاً (الطفولة المبكرة، التعليم العام، التعليم العالي)، وبالتالي القدرة على سد الفجوات في المهارات التي يمتلكها الطلبة». من جانبها، قالت وزير دولة لشؤون التعليم العام، جميلة المهيري، إن تحقيق مستهدفات الدولة ورؤية الإمارات 2021، في قطاع التعليم ضرورة ملحة، تتطلب الخروج بنظام تعليمي فعال، وتحقيق أفضل البرامج والممارسات التعليمية بشكل شمولي وتكاملي بين قطاعي التعليم العام والعالي. وأضافت: «يعتبر اختبار الإمارات القياسي إحدى الأدوات المهمة المستقبلية العلمية لمديري المدارس في وضع خطط التقييم الذاتي، والخطط التكميلية التي تربط بين جميع الاختبارات للوصول إلى الجوانب التي تحتاج إلى تطوير، فضلاً عن كونها وسيلة مهمة بيد الوزارة لتقديم أشكال الدعم والمساعدة المطلوبة لتدريب المدرسين في ما يتعلق بنقاط التحسين المطلوبة وفق النتائج التي أفرزها الاختبار».

الأكثر مشاركة