«المجالس مدارس» مبادرة تتيح للطلبة حضور مجلس كبار السن. من المصدر

«المجالس مدارس» جسر تواصل بين الأجيال

أنجزت هيئة تنمية المجتمع في دبي المرحلة الأولى من مبادرة «المجالس مدارس» التي تهدف إلى تعزيز وعي الناشئة بالعادات والتقاليد المحلية، وترسيخ انتمائهم لقيم المجتمع الأصيلة، عبر تنظيم أنشطة اجتماعية وثقافية تحقق التواصل بين الأجيال، وتحديداً بين فئة الناشئة وفئة كبار السن الذين يمثلون بعاداتهم وأفكارهم وأخلاقهم مخزوناً ثرياً يزخر بأصالة الماضي وقيمه، وتعد المبادرة جسر تواصل بين الأجيال.

تواصل الأجيال

تتضمن مبادرة «المجالس مدارس» سلسلة من المحاضرات تقام بشكل متناوب في المدارس وفي مجالس الأحياء التابعة لهيئة تنمية المجتمع في دبي، ويشرف على تقديم هذه المحاضرات مجموعة من كبار السن المسجلين لدى الهيئة في برنامج «تواصل الأجيال».

إشباع الحاجات العاطفية

أفادت مدير إدارة التلاحم الاجتماعي في هيئة تنمية المجتمع في دبي، هناء بكار الحارثي، بأن الهيئة عند تطبيق مبادراتها وبرامجها المختلفة تسعى إلى تسخير التقنيات الحديثة والأساليب المتطورة في تنظيم الأنشطة والفعاليات الهادفة إلى الدمج بين جميع الفئات العمرية بكل مستوياتها، بما يضمن تحقيق التلاحم عبر اشباع الحاجات العاطفية والانسانية لدى أفراد المجتمع الذي لا يمكن ان يتعزز إلا بتقليص الفجوة الفكرية بينهم من خلال التواصل الفعال والايجابي.

وأشارت إلى أن الهيئة تستخدم المواد المرئية المصورة وكذلك كل ما يمكن توافره من مواد توثيقية تم حفظها بفضل التطور في إمكانات وتكنولوجيا الإعلام الجديد.

وقالت مدير إدارة التلاحم الاجتماعي في الهيئة، هناء بكار الحارثي، لـ«الإمارات اليوم» إن المرحلة الأولى استقطبت نحو 1400 طالب وطالبة من تلاميذ الحلقة الأولى في 10 مدارس بدبي، بينها تسع مدارس حكومية ومدرسة خاصة، وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري، لافتة إلى أن المبادرة لاقت استحساناً وإقبالاً أكثر من المتوقع، مبينة أن الهيئة تطمح إلى تحقيق هدفين من وراء المبادرة: الأول تنمية ثقافة الناشئة بالأفكار والقيم التي تعزز انتماءهم وحبهم للوطن وتمسكهم بهويتهم، والثاني دعم فئة كبار السن عبر الاستفادة من خبراتهم ونقلها إلى الأجيال من خلال دمجهم وتواصلهم مع أفراد المجتمع، وتحديداً الأطفال والناشئة القادرين على بث روح الأمل في نفوس كبار السن، نظراً لما يمتلكونه من قدر كبير من الصفاء والبراءة.

وأوضحت الحارثي أن المنهج المتبع في تطبيق برنامج المبادرة يبدأ بتقييم المستوى المعرفي عند الطلاب قبل خضوعهم لدورة البرنامج، بهدف قياس مدى استفادتهم وتقييم مناطق القصور والنقص في معلوماتهم الوطنية والتراثية وعمل مقارنة بين مستواهم قبل وبعد انتهاء الدورة.

وأشارت إلى أن خطوات جلسة التواصل تتضمن استضافة الأطفال في مجلس الشواب واطلاعهم بشكل عملي على كل آداب الحضور من حيث طريقة الجلوس والإنصات، وطرح الاسئلة، وطريقة تقديم الضيافة، وكذلك عرض فيلم تسجيلي يشرح طريقة الاستفادة من آداب المجلس وثقافة التواصل مع كبار السن، يليه فقرة تفاعلية تناقش الفيلم ويفتح فيها المجال لطرح الأسئلة، وتأتي بعدها فقرة تخصص لأحد كبار السن يتحدث فيها عن تجربة من الماضي تعكس طبيعة الحياة في ذلك الوقت، وتنقل مدى احترام أبناء البلاد لعاداتهم وقيم وطنهم، ليفسح المجال بعد ذلك للناشئة أن يمارسوا بشكل عملي بعض العادات مثل إلقاء التحية والدخول إلى المجلس وصب القهوة، وما شابه ذلك.

وعزت الحارثي إحياء الدور التقليدي لمجالس الأحياء إلى أهمية دور المجالس، موضحة أن المجالس كانت في الماضي منبراً لمناقشة القضايا المجتمعية وطرح الحلول للتحديات التي يمر بها أفراد المجتمع، وذلك بحضور كبار السن وذوي الخبرة والسلطة في المجتمع، ما كان له على مر السنين أثر مهم في ترسيخ التلاحم الاجتماعي وتعزيز الترابط والتكاتف بين الأسر والأفراد.

الأكثر مشاركة