نقطة حبر

المسابقات.. فتيل المنافسة والإبداع والابتكار

لا يخفى على أحد أهمية دور المسابقات العلمية في تحفيز الطلبة على التعلم والبحث والدراسة، مما يُؤدي إلى زيادة التحصيل العلمي، ذلك أن المسابقات العلمية تُشعل فتيل المنافسة، ليس بين صفوف الطلبة أو بين المعلمين، بل وبين المجتمعات المدرسية ككل، فالإدارات المدرسية وأولياء الأمور والمعلمون يتكاتفون لتحفيز الطلبة وتقديم العون لهم لخوض المسابقة وبذل أقصى ما لديهم لنيل نياشين التفوق.

إن للمسابقات العلمية أثراً إيجابياً (عدوى إيجابية) في المنظومة التعليمية، فهي تؤدي إلى تحفيز الطلبة على التعلم والإبداع والابتكار، فبمجرد إطلاق أو إعلان مسابقة ما فإن المجتمعات المدرسية تقيم مسابقات محلية في مجال المسابقة نفسه لاختيار مرشحيها، وبالمثل فإن منسقي المواد المعنية بالمسابقة يقيمون تحدياً أو اختباراً لاختيار المرشحين للمسابقة المحلية من بين المستويات الدراسية، وكذلك هي الحال في كل صف دراسي، يقوم كل معلم بعمل مسابقة مصغرة أو تحدٍّ بين طلبته في كل صف لاختيار المرشح الأفضل من بينهم، وبالتالي نجد أن فتيل المنافسة يشتعل بينهم، فتتحسن لديهم مهارات القراءة والكتابة، وتزداد حصيلتهم الثقافية والعلمية، ويزداد معها شغفهم بالمعرفة والقراءة، ما يُفعل كذلك دور المكتبات المدرسية.

إن ثقافة المسابقات مهما كان مجالها أو نوعها (كامتحان، بحث، مشروع..) لابد أن تنتشر في المجتمعات المدرسية، وفي المنظومة التعليمية ككل، وقد ثبت أن للمكافآت والجوائز المرصودة لكل مسابقة دوراً في التحفيز وإذكاء روح المنافسة بين الطلبة.

ومن المفيد استحداث إدارة خاصة تتكفل بالإعداد الجيد وتحديد الأهداف من تنظيم المسابقات، بحيث لا يصبح الهدف منها مجرد التنظيم والظهور الإعلامي، وكذلك العمل على توفير رعاة للمسابقات من الدوائر الحكومية والقطاع الخاص، ليقدموا الدعم المادي وتوفير الإمكانات اللازمة، وعمل الدعاية والنشر والإعلان، لتحقيق الأهداف المرجوة من تنظيم المسابقات المدرسية المختلفة، التي تشمل المسابقات العلمية والتقنية والرياضية ومسابقات تحفيظ القرآن الكريم والمسابقات الثقافية والأدبية والترفيهية والصحية وغيرها، وأيضاً المسابقات بين الطلبة والمعلمين بهدف تقوية العلاقة بينهم وتأهيل المتميزين منهم للمشاركة في المسابقات على نطاق أكبر محلياً ودولياً.

مديرة إدارة شؤون الطلاب في كلية الإمارات للتطوير التربوي

تويتر