أمهات أكدن تعرض بناتهن للضرب على يد معلمة الرياضيات

«دبي التعليمية» تحقق في «حوادث ضرب» بـ «مدرسة سارة»

«تعليمية دبي» طالبت بالتوجه إليها بالشكاوى قبل أي جهة أخرى. الامارات اليوم

بدأت منطقة دبي التعليمية، أمس، إجراء تحقيق رسمي في شكوى تلقتها، أخيراً، من عدد من أمهات طالبات في «مدرسة سارة» للتعليم الأساسي الحكومية للبنات، في دبي، أكدن فيها تعرض بناتهن للضرب داخل الصفوف على يد معلمة الرياضيات أكثر من مرة.

وطالبت الأمهات المشتكيات، ووالد الطالبة في الصف الرابع، سلامة عبدالعزيز بن هويدن، التي تعرضت للضرب، أخيراً، على يد المعلمة نفسها، بالتحقيق مع المعلمات اللاتي يتسم سلوكهن تجاه طالباتهن بالعنف، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهن، للحد من هذا السلوك، أو منعه، فيما أكد مدير المنطقة، الدكتور أحمد عيد المنصوري، تكليف رئيس الشؤون القانونية في المنطقة بتشكيل لجنة للتحقيق في الشكوى، وإعداد تقرير مفصل حول الواقعة، خصوصاً أن شكوى الأمهات تأتي عقب واقعة الضرب التي تعرضت لها طالبة في المدرسة نفسها قبل نحو أسبوع.

وقال المنصوري إن لدى المنطقة ما تحتاج إليه من الأدوات والقوانين والصلاحيات التي تمكنها من إجراء تحقيق جاد، ومعرفة المخطئ، ومحاسبته، وفقاً للوائح.

وكانت «الإمارات اليوم» قد نشرت أخيراً واقعة ضرب تعرضت لها الطالبة (سلامة ـ تسع سنوات) في المدرسة نفسها، ما تسبب في إحداث إصابة شديدة لها. ووصف والدها الواقعة حينها بأنها «اعتداء وحشي»، معرباً عن استغرابه من استخدام هذا القدر من القسوة لمعاقبة طالبة في مثل هذا العمر.

وتفصيلاً، شكت (أم حارب) تعرض ابنتها للضرب من مدرسة الرياضيات أكثر من مرة، منذ بداية العام الدراسي، لافتة إلى أن ذلك أثر سلباً في تحصيلها الدراسي، وقلل من رغبتها في الذهاب إلى المدرسة. وتابعت أنها وأمهات أخريات قررن مطالبة المنطقة التعليمية باتخاذ إجراء قانوني حيال شكواهن، للحد من تكرار هذا السلوك، حفاظاً على مستقبل بناتهن.

وقالت (أم ميثاء) إنها اضطرت إلى نقل ابنتها إلى مدرسة خاصة، بعد تعرضها للضرب أكثر من مرة داخل المدرسة، خوفاً على مستقبلها الدراسي، خصوصاً بعدما لاحظت أنها بدأت تكره الذهاب إلى المدرسة، فيما أخذ مستواها الدراسي يتراجع أكثر فأكثر.

وأكدت (أم عائشة) أنها تلقت من ابنتها أكثر من شكوى منذ بداية العام الدراسي، أكدت لها فيها أنها تتعرض للضرب من معلمة الرياضيات، مؤكدة أن أسباب الضرب التي ساقتها لها المعلمة لتبرير سلوكها «تافهة، ولا تستحق اللجوء إلى هذا المستوى من العنف البدني»،

وقالت إنها تخشى على ابنتها من تداعيات هذا السلوك مستقبلاً.

ولفتت (أم لمياء) إلى أنها فوجئت قبل أسبوعين بابنتها تشتكي من آلام الضرب على ظهرها وساقيها، فتوجهت إلى إدارة المدرسة شاكية المعلمة ذاتها، إلا أن مديرة المدرسة راحت تكيل المديح للمعلمة، ولم تلتفت إلى مشكلة الضرب.

وقالت: «إن تصرف الإدارة تجاه الشكوى كان باهتاً جداً»، لافتة إلى أنها لم تتخذ حيالها أي إجراء، مطالبة منطقة دبي التعليمية بالتحقيق مع الإدارة حول أسباب تجاهل شكاوى الأمهات.

وطالب عبدالعزيز بن هويدن، والد الطالبة (سلامة) التي نشرت «الإمارات اليوم» واقعة تعرضها للضرب، أخيراً، بتوقيع الكشف النفسي على المعلمين قبل تعيينهم في المدارس، للتأكد من سلامة صحتهم النفسية.

كما طالب بإخضاع المعلمين لبرامج تأهيلية لتدريبهم على الطرق الإيجابية في التعامل مع الطلاب، خصوصاً في المراحل العمرية المبكرة، تحاشياً لحدوث مشكلات مشابهة لما تعرضت له ابنته.

وذكر بن هويدن أنه توجه، أمس، ضمن وفد من أمهات طالبات في «مدرسة سارة»، لتقديم شكوى رسمية للمنطقة، وذلك بعد اتخاذ الإجراء القانوني تجاه المعلمة، وإدارة المدرسة، وفق لوائح وقوانين وزارة التربية والتعليم.

من جانبه، طالب المنصوري ذوي الطلبة بالتوجه إلى المنطقة التعليمية مباشرة، في حال تعرض أبنائهم لأي حالات عنف داخل الصفوف المدرسية، قبل اللجوء إلى جهات أخرى، وذلك لاتخاذ الإجراءات القانونية والتحقيق في المشكلة، ومعرفة ظروفها المحيطة، مشيراً إلى امتلاك المنطقة الأدوات والقوانين التي تمكنها من محاسبة المخطئ.

وكانت مديرة المدرسة، الدكتورة فوزية السويدي، نفت واقعة الضرب التي تعرضت لها الطالبة (سلامة) أخيراً، مؤكدة عدم وجود شهود من الطلاب أو المعلمين يفيدون بممارسة المعلمة هذا السلوك تجاه طالباتها، وأضافت أنها لن تتردد في اتخاذ الإجراء القانوني تجاه المعلمة إذا ثبتت الاتهامات الموجهة إليها.

تويتر