بسبب انتشار الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة وطول المنهاج الدراسي

المكتبات المدرسية خالية من الطلبة

إقبال الطلبة على المكتبات انخفض بسبب «الفضائيات» والإنترنت. الإمارات اليوم

كشف معلمون وأمناء مكتبات مدرسية عن معاناة مكتبات المدارس عزوف الطلبة، وتحول بعضها إلى قاعات مهجورة، مشيرين إلى أن الفضائيات والإنترنت وانتشار الأجهزة الذكية أسهمت في هجر الطلبة المكتبات، إضافة إلى كثرة الإجازات التي تتخلل العام الدراسي، مقابل الحجم الكبير للمنهاج الدراسي الذي لا يترك متسعاً من الوقت أمام الطلبة للمطالعة.

وتفصيلاً، قالت أمينة مكتبة، عائشة حسن «عندما نسأل الطالبات عن سبب عزوفهن عن المكتبة فإنهن يجبن بأن السبب الأول المنهاج الكبير الذي لا يترك لهن وقتاً للقراءة، والثاني وجود الإنترنت، وسهولة الوصول إلى أي معلومة من خلالها»، مشيرة إلى أن «ضعف إقبال الطلبة والطالبات على المكتبة مشكلة تعانيها معظم مدارس الدولة».

ولفتت إلى أن هناك طالبات لديهن اهتمام بالكتب ويرتدن المكتبة، بينما أغلبهن يفضل الانترنت أو تلقي المعلومة شفاهة، مؤكدة أن المدرسة تعمل على تشجيع الطالبات على ارتياد المكتبة وتضع كل جديد على مجلة الحائط.

جيل قارئ

أكد مجلس أبوظبي للتعليم قيامه بإعداد الطلبة منذ الصغر ليكونوا جيلاً يحب القراءة، ويقبلون عليها بشغف، باللغتين العربية والإنجليزية، داعياً المدارس إلى تشجيع الطلبة على استعارة الكتب، حتى تتيح للجميع فرصة القراءة، والاعتياد على اختيار الكتب، وحبّ القراءة، واكتساب المعلومات التي تفيدهم، وتجعل منهم جيلاً من المثقفين الأكفاء.

وأفادت مديرة قسم اللغة العربية في المجلس، الدكتورة كريمة المزروعي، بأن المجلس نفذ مشروعاً لربط المكتبات المدرسية إلكترونياً بالمكتبات العامة، والعالمية، لتشجيع الطلاب على القراءة، وتدعيم اللغة العربية بين الطلبة والطالبات.

فيما أكد معلم اللغة العربية، محمد سعيد، أن المكتبات تشكو قلة المرتادين، على الرغم من تطويرها من قبل مجلس أبوظبي للتعليم، وتحويلها إلى مصادر للتعلم، وتزويدها بأحدث الإصدارات العربية والأجنبية، عازياً ضعف الإقبال إلى قلة الوعي لدى الطلاب بأهمية المكتبة، وانشغال عدد كبير من الشباب بوسائل الترفيه، وعدم وجود صبر لدى الطلبة للجلوس أمام الكتاب وتصفح محتوياته.

واقترح سعيد أن يتم تخصيص حصص أسبوعية في مرحلتي رياض الأطفال والحلقة الأولى للقراءة داخل المكتبة، ليتعرف الطلبة إلى محتوياتها، ويعتادوا على الذهاب للمكتبة والبحث في الكتب، وعمل مسابقات للطلبة داخل المكتبة.

وأفاد اختصاصي اجتماعي، أمجد سعد، بأن عدد مرتادي المكتبة لا يتعدى 10 طلاب يومياً، ومعظم الطلاب لا يرتادون المكتبة، واستبدلوها بأجهزة الكمبيوتر اللوحي، والهواتف الذكية، التي أصبح الطلبة يقضون معظم أوقاتهم ينظرون إلى شاشاتها، لافتاً إلى ضرورة زيادة الوعي الثقافي بين الطلاب، وتكثيف البحوث للطلاب حتى يرجع الطالب إلى المراجع المساعدة في كتابة البحث، ما يجعله يرتاد المكتبة بين الحين والآخر.

وترى معلمة تاريخ، فاطمة البلوشي، أن أهم أسباب الابتعاد عن المكتبة لجوء معظم الطلبة إلى مغريات العصر، والجري وراء بريقها الزائف، وقضاء وقت طويل امام شاشات الهواتف الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت شغلهم الشاغل، مشيرة إلى أن الحلول تكمن في تنظيم الوقت، وإعداد جدول يومي، وتخصيص وقت بسيط لارتياد المكتبة، والاستزادة من العلوم والمعارف، وتثقيف وإثارة العقل بدلاً من جعله صندوقاً فارغاً.

فيما قال الطالب راشد الملا «أنا لا أذهب إلى المكتبة إلا في حالة وجود تكليف من معلم الصف بذلك»، مشيراً إلى أن «الطلبة لم يعتادوا الجلوس داخل المكتبة والبحث في الكتب لمجرد القراءة، خصوصاً أن معظم الطلبة منشغلون بوسائل التواصل الحديثة».

وقالت الطالبة ميسون عبدالكريم، إن انتشار الفضائيات، وتوافر الإنترنت على أجهزة الهواتف الذكية، ساعدا كثيراً على عزوف الطلبة عن المكتبات، إضافة إلى أن المناهج الدراسية والواجبات المدرسية لا تعطي للطلبة وقت فراغ للقراءة والذهاب إلى المكتبة.

من جانبه، أكد مجلس أبوظبي للتعليم أنه طور المكتبات المدرسية الحكومية وحولها إلى مراكز ومصادر للتعلم، لتتواءم ومتطلبات القرن الـ21، مشدداً على أن دور المكتبات أكثر من مجرد مكان لوضع وتخزين الكتب، بل مكان يتيح للطلبة الوصول إلى المعلومات والمصادر التعليمية بأنواعها وأشكالها كافة، سواء المطبوعة أو الإلكترونية، وأنها أماكن تضم برامج تعليمية متميزة.

 

تويتر