استشارة

هل يعد تزويراً أم تحايلاً إذا كتب أحدهم في عقد الزواج أنه أعزب وهو غير ذلك؟ 

س.م دبي

بالرجوع إلى الأحكام والمبادئ القانونية المستقرة في جرائم التزوير نجد أنها قد فرقت بين البيانات الجوهرية التي أُعد المحرر لإثباتها واعتبرت أن كل تغيير للحقيقة فيها من قبيل التزوير المعاقب عليه بنص المادة 217 من قانون العقوبات، وبين البيانات غير الجوهرية التي لم يعد المحرر لإثباتها فاستقرت على أنها لا تعد تزويراً، عملاً بموجبات نص المادة 216 من القانون ذاته.

وعليه فإن إقرار الزوج في وثيقة الزواج بأنه ليس في عصمته زوجة أخرى، بالرغم من أنه متزوج بامرأة ثانية، أو أنه مطلق وهو كذلك بالفعل، لا يعد من التزوير، لأن مناط التزوير في وثيقة الزواج هو أن يقع تغيير في حقيقة إثبات خلو أحد الزوجين من الموانع الشرعية، رغم وجودها والعلم بها، لأن هذا يعد من البيانات الجوهرية التي أعدت وثيقة الزواج لإثباتها، وأن كل تغيير في حقيقتها يعد تزويراً يعاقب عليه.

كما أن وثيقة الزواج مخصصة فقط لإثبات الزواج، وليس لإثبات الحالة الاجتماعية للزوج، ومن ثم لا أثر لها في صحة الزواج ويكون العقد صحيحاً.

ولاشك أن القانون يتناول مثل هذه المسائل بشكل واضح حتى يتبين كل طرف حقوقه، لكن من الضروري مراعاة الجوانب الأخلاقية خصوصاً عند تأسيس علاقة طويلة ذات خصوصية تعتمد على الود والتفاهم والثقة، كما أن من مصلحة طرفي هذه العلاقة أن يتصارحا بجميع الأمور حتى لو فضلا عدم كتابتها في عقد الزواج لسبب أو لآخر.

تويتر