تتضمن مقارنات بآخرين وتشعر الرجل بالنقص

رسائل «واتس أب» تؤجج الخلافات الزوجية

صورة

قال رئيس قسم التوجيه الأسري بمحكمة الأحوال الشخصية في دبي، أحمد عبدالكريم، إن «هناك عوامل تؤجج الخلافات الزوجية، وتقود إلى الطلاق أحياناً، على الرغم من أنها تبدو للطرفين تافهة أو غير ذات صلة، مثل إصرار الزوجات على إرسال رسائل نصية عبر (واتس أب) أو برامج الدردشة المماثلة بشكل متكرر إلى أزواجهن، تتضمن أقوالاً مأثورة أو نصائح متعلقة بالأزواج المثاليين، أو مواقف لرجال تصرفوا بشكل حالم مع زوجاتهم، لأن هذه المقارنات الضمنية تضع الرجل تحت الضغط تثير حنقه وسخطه، وتشعره بأنه غير مقدر من زوجته».

وأضاف عبدالكريم لـ«الإمارات اليوم» أن هذا سلوك نمطي ومعتاد من قبل كثير من النساء، فترسل إحداهن عبارات تبدو في ظاهرها عادية ولطيفة، لمواقف أو سلوكيات نقرها جميعاً، ونتفق على أنها ضرورية ومنطقية، مثل تلك التي تتناول حسن معاملة الزوجة، أو أناقة الأزواج، أو رشاقتهم وحرصهم على ممارسة الرياضة، وأهمية ذلك للزوجة والأبناء، لافتاً إلى أن تأثير هذه الرسائل يكون عكسياً إذا أرسلتها الزوجة بشكل متكرر، أو ارتبطت بموقف يعكس وضعاً مغايراً للزوج، أو بتوقيت خلافات بينهما.

وأشار إلى أن هذه الرسائل تشمل كذلك مقاطع الفيديو غير المنطقية، التي يتضمن بعضها جزءاً من محاضرة وردية عن الحياة المثالية الزوجية، وذاك النوع من الأزواج الذي لا نراه إلا في الدراما أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فترسل مقطعاً لرجل يفتح باب السيارة لزوجته، ويعاملها كأميرة، أو آخر يساعدها في أعمال المنزل، ويكون زوج المرسلة لا يفعل ذلك عادة، أو توثيق لرحلة صديقتها مع زوجها في بلد التي نشرتها الأخيرة على حسابها في «إنستغرام»، لتبين مدى الرفاهية والسعادة والدلال الذي يوفره لها زوجها. وأكد عبدالكريم أن من واقع حالات كثيرة تعامل معها عبر قسم التوجيه الأسري، فإن الرجل يشعر بأن زوجته لا تقدره بشكل مناسب، وفيما يراه الآخرون مثل أصدقائه أو أهله كاملاً تعتبره هي ناقصاً، ما يثير الشقاق بينهما. وأشار إلى أن الرجل يحتاج إلى تشجيع، وكذلك الزوجة بالطبع، وليس صحياً على الإطلاق أن يقارن أي منهما الآخر بأشخاص آخرين.

وأوضح أن من تلك العوامل كذلك، الاستماع إلى نصائح أشخاص غير مؤهلين يقدمون محاضرات أو برامج، سواء تلفزيونية أو عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي عن حقوق المرأة، مؤكداً أن هناك مبالغات كثيرة في الحديث عن هذه المسألة، فكما للمرأة حق هناك حقوق للرجال كذلك، لكن يصل الأمر ببعض المحاضرين أو المتحدثين بشأن الحياة الزوجية إلى درجة التحريض، ما يكون سبباً في تأجيج الخلافات أو إثارتها من الأساس.

ولفت إلى أن هناك واجبات معروفة على طرفي الحياة الزوجية، ولا شك أن التوعية السليمة التي تتبناها الحكومة من خلال متخصصين تسهم بشكل ملموس في بناء حياة زوجية صحية، وتساعد في احتواء أي خلافات.

وأكد ضرورة عدم ضغط كل طرف على الآخر في فترة الخلاف، والتماس الأعذار، خصوصاً في فترة الضغوط والظروف الاستثنائية مثل جائحة كورونا، وإدراك أن الزواج ليس معركة على أرض، ناصحاً الأهل الذين يقيم ابنهم المتزوج في المنزل معهم بالتعامل بحكمة، وعدم التدخل في كل صغيرة وكبيرة، لأن هذا من أبرز أسباب الخلافات والطلاق، فتجد الأم تدخل عليهما دون استئذان، وتعلق على كل شيء.

تويتر