إدارة البرج وفّرت سكناً بديلاً بأحد الفنادق. ■من المصدر

حريق «ابكو» يظهر تراحماً ومواقف إنسانية في الشارقة

رغم حالة الفزع التي سيطرت على سكان برج ابكو بمنطقة النهدة في إمارة الشارقة، حين سمعوا الاستغاثة الأولى، وشاهدوا لهيباً يتصاعد بسرعة، ويمتد ملتهماً واجهة البرج المكون من 49 طابقاً، واندفاعهم هاربين عبر الدرج إلى خارج المبنى، تاركين كل ممتلكاتهم وراءهم، إلا أن الساعات الحزينة التي قضوها وهم يشاهدون رجال الإطفاء يكافحون النيران بكل شجاعة، شهدت كذلك مواقف إنسانية رائعة من جيران في بنايات مجاورة، قدموا كل سبل الدعم الممكنة للسكان المتضررين، فاستضافوا الأمهات والأطفال في شققهم، ووزعوا المياه والعصائر على الجميع، فضلاً عن شد أزرهم بعبارات التشجيع والدعم.

وقال أحد سكان البرج المنكوب «علاء زاهد»، إنه يسكن بالطابق الـ12، الذي يعادل في البنايات العادية الطابق 22، نظراً لوجود 10 طوابق مخصصة للمواقف والخدمات، لافتاً إلى أنه سمع جرس إنذار الحريق، وتمهل قليلاً في البداية إلى أن سمع صراخاً واستغاثة، فجمع أسرته التي تتكون من زوجته وأطفاله الثلاثة (الأكبر 12 عاماً والثاني سبع سنوات والثالث ثلاث سنوات وستة أشهر)، ونزلوا مسرعين عبر الدرج، لافتاً إلى أنه حمل ابنه الأصغر لصعوبة نزوله.

وأضاف زاهد أنهم جميعاً كانوا في حالة إعياء حين وصلوا إلى الطابق الأرضي، وجلسوا مرهقين على رصيف مجاور للطوق الذي فرضته الشرطة على منطقة الحادث، لافتاً إلى أنه فوجئ بشخص لا يعرفه، يربت على كتفه ويعطيه الماء هو وأسرته، ثم عرض عليه استضافة زوجته وأطفاله في شقته التي تقيم بها أسرة فاعل الخير إلى حين انتهاء أعمال الإطفاء.

وأشار إلى أنه قبل دعوة الجار الطيب، لأن زوجته وأطفاله كانوا في حاجة إلى الراحة، مؤكداً أنه لا يدري ماذا يفعل بعد انتهاء الحادث، فليس لديه مكان آخر يقيم فيه، ولا يدري ماذا حل بأثاث شقته وأغراضه الشخصية هو وأسرته.

وقال ساكن آخر، فضّل عدم ذكر اسمه، إن جاراً من بناية مجاورة اصطحب زوجته وأمه وطفله الصغير للراحة مع أسرته، في ظل حالة الإرهاق التي سيطرت عليه، مشيراً إلى أن هناك أكثر من شخص بادروا بتقديم يد العون للسكان المتضررين، ما كان له أثر طيب في ظل هذا الموقف الصعب.

وامتدت يد الدعم كذلك لامرأة حامل، نزلت من طابق مرتفع، فاستضافها الجيران كذلك إلى حين انتهاء عمليات الإطفاء، ومن ثم تسكين السكان المتضررين مؤقتاً في أحد الفنادق.

وفي وسط المشهد الصعب، رصدت «الإمارات اليوم» شابين (آديل أحمد وبابر علي) يحملان صناديق تحوي زجاجات مياه يوزعانها على مئات السكان الذين جلسوا مرتقبين، وقالا لـ«الإمارات اليوم» إنهما يسكنان في برج مجاور، وسمعا صراخاً، فهرولا إلى الخارج، واكتشفا الحريق الضخم، وقررا المساعدة للتخفيف عن جيرانهم من سكان البرج المحترق.

معاناة المستأجرين في سكن مؤقت بأحد الفنادق

قال أحد المسؤولين في إدارة المبنى، نضال عويدات، إن «وحدات البرج بيعت لملاك من قبل صاحبه بعقود ابتدائية، لذا لم يشكل حتى الآن اتحاد ملاك يتولى شؤونه، ويجد حلاً لمعاناة السكان في ظل الظروف الحالية».

ولفت إلى أن شركة بنيان التي يعمل بها تتولى إدارة البرج حالياً، ووفرت سكناً بديلاً بواقع 200 غرفة للمستأجرين، بأحد الفنادق، لكن الإيجار مرهق، ومن الصعب تحمله إلى حين الوصول إلى تسوية مع شركة التأمين، وهو الأمر الذي ربما يستغرق ستة أشهر.

وأعرب عويدات عن أمله في الإسراع بتقييم الخسائر، لأن السكان لن يمكنهم تحمل كل هذه الفترة.

وأشار إلى أن الحريق، بحسب التقارير، شب في إحدى شقق الطابق الأول، ومن المفترض الإسراع بصيانة المبنى، وتعويض الناس.

الأكثر مشاركة