تقرير المختبر أكد أنها مجرد أعشاب لا تحوي أي مادة مخدرة

شاب يسرق والدته لشراء ماريغوانا مغشوشة

فشل (ص.م) في التعامل مع الواقع، نتيجة الإخفاق وعدم وجود الدعم الكافي من المحيطين به، فلجأ إلى العالم الافتراضي (الإنترنت)، ووجد ضالته في مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرّف إلى جماعة ظلامية، دلته على طريق التعاطي، ودفعته إلى سرقة والدته لشراء عشبة صورها له رفقاء السوء على أنها سحرية وتمنح الثقة والسعادة، وبعد فترة من الضياع سقط في قبضة الشرطة، واكتشف أنه كان يتعاطى أعشاباً عادية لا تحوي أي مادة من المخدرات.

وجلس الشاب الثري مذهولاً أثناء التحقيق معه من قبل النيابة العامة في دبي، ولم يدر إن كان يجب أن يفرح أم عليه أن يحزن، بعد ضبطه وإحالته إلى النيابة باعتباره متعاطياً ومروجاً للماريغوانا، عبر الإنترنت، لكن كانت المفاجأة التي كشف عنها فحص المختبر الجنائي بأن تلك العشبة، التي كان يشتريها عبر الإنترنت، ما هي إلا نوع مجفف من الأعشاب، ولا تحوي أي مادة مخدرة، وأنه كان ضحية الوهم طوال الفترة الماضية.

القضية كما عرضتها النيابة العامة في دبي، خلال إصدارها الثاني من سلسلة «جريمة وعبر» لشاب يدعى (ص.م)، سقط في دوامة الضياع، فلم يعد قادراً على التخرج في المدرسة، واللحاق بزملائه الذين تفوقوا وواصلوا مشوارهم التعليمي بنجاح، ولم يستطع تخطي الإحباطات النفسية التي تعرض لها من أقاربه وأصدقائه، بسبب تأخره الدراسي، ووزنه الذي بدأ يزيد بشكل سريع.

انعزل (ص.م) عن الجميع، واختار أن يعيش في عالمه الخاص، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، التي غاب فيها عن واقعه، وصار بإمكانه التعبير عن مشاعره المكبوتة، وإحباطاته، بل وتتيح له التخفي والظهور بالشخصية التي يتمناها لنفسه، ووجد ضالته في مجموعة من الأشخاص، يروجون أفكاراً تتناسب مع حالته النفسية، يلفها الغموض والسواد، فيدعون إلى أشياء غريبة حول تخدير الآلام وسبل تخطيها، والتحرر من هموم ومشكلات الحياة اليومية عن طريقة عشبة لها مفعول السحر، تشعر متعاطيها بنشوة كبيرة، وتعزز لديه الشعور بالتفرد والانتصار، بل وتساعده على تحقيق أحلامه.

تواصل (ص.م) مع هذه المجموعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأقنعه أفرادها بتجربة تلك العشبة، ولو مرة واحدة، وسيدرك قيمتها ومفعولها السحري، مؤكدين له إنها إذا لم تنفعه فلن تضره، وعليه أن يكسر حاجز الخوف داخله، ويتصرف من الآن فصاعداً بكل ثقة بفضل تلك العشبة السحرية، واستجاب الشاب، حتى وجد نفسه في قبضة الشرطة، التي كانت تتعقب مروجي هذه الأفكار، وأحالته إلى النيابة العامة، لمباشرة التحقيقات معه بتهمة شراء كمية من الماريغوانا بمبلغ كبير من المال، لترويجها بنفسه على الراغبين عبر شبكات التواصل.

وكشفت التحقيقات معه أن تأثير تلك المجموعة السوداء لم يقتصر على مجرد إقناعه بشراء تلك العشبة، بل إنه ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وسرق والدته، حتى يوفر المال الكافي لشراء تلك المادة التي اعتبرها الخلاص لكل بائس، وتم إرسال العشبة التي ضبطت معه إلى المختبر الجنائي في الإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي، وكانت المفاجأة أنها عبارة عن نبتة مجففة، ولا تحتوي على أي مادة مخدرة.

وحين علم (ص.م) ذلك أثناء تحقيقات النيابة العامة انخرط في نوبة بكاء، فقد فشل حتى في الانحراف، وأبدى الندم على الجرائم الأخرى التي ارتكبها لشراء العشبة المغشوشة، وإهداره أموال والديه التي سرقها على الوهم، وإدراكه أن المتعة التي عاشها طوال الفترة الماضية كانت زائفة.

إهمال وتنمر

حذّرت النيابة العامة في دبي من الاستخدام الخاطئ لشبكات التواصل الاجتماعي، والانجرار وراء أفكار مضللة ومسمومة، والحذر من تجربة أي مواد مخدرة بداعي الفضول، أو تصديق أي ادعاءات من قبل مروجيها، لأن غايتهم هي سلب أموال الضعفاء واليائسين، الذين فقدوا الأمل في حياة كريمة، أو عانوا إهمال ذويهم، وتنمر المحيطين بهم. وأكدت ضرورة رعاية الأسر لأبنائها، ومتابعة أنشطتهم، خصوصاً على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

تويتر