«جنايات دبي» عاقبت المتهم بالحبس سنة وغرامة 200 ألف درهم

مهندس يستضيف «محتالاً» في منزله ويمنحه كل ما يملك

نجح محتال في خداع مهندس وأقنعه بقدرته على مضاعفة الأموال، ووقع المهندس في الفخ واستضاف المحتال في منزله لمضاعفة الأموال فاستولى المحتال على 75 ألف درهم منه وهرب.

هذا الأسلوب في الاحتيال ظهر منذ قرابة 20 سنة، ويعرف باسم «مضاعفة الأموال» يعتمد بشكل أساسي على إقناع الضحايا الذين يعميهم الطمع بالقدرة على توليد النقود، من خلال دمج دولارات حقيقية بأوراق سوداء ثم غسل الأخيرة بمحلول معين لتحدث المعجزة.

وتصدت أجهزة الشرطة في الدولة لهذه الأساليب وحذرت الناس فترات طويلة من الوقوع في فخ هؤلاء المحتالين، حتى صار من السذاجة أن يسقط شخص في فخ عفا عليه الزمان، لكن الطمع يؤدي إلى ذلك، على غرار هذه القضية التي حكمت فيها جنايات دبي، وكان ضحيتها شخصاً يفترض أنه على درجة جيدة من العلم (مهندس) ضحّى بكل ما يملك طمعاً في كنز وهمي، وراقب عملية الاحتيال بعينيه في منزله.

وتفصيلاً، قضت محكمة الجنايات في دبي بالحبس عاماً وغرامة 200 ألف درهم، ثم الإبعاد بحق زائر إفريقي أدين بتقليد أو تزييف وحيازة عملات ورقية بقصد الترويج والتعامل، بالإضافة إلى الاحتيال والاستيلاء على مال الغير.

وأفادت تحقيقات النيابة العامة بأن المتهم حاز عملات مقلدة من فئة 100 دولار أميركي، واستخدمها في الاحتيال على شخص آسيوي استولى منه على مبلغ 73 ألف درهم بقصد مضاعفتها، بعد أن ادعى أنه يريد استثمار مبلغ مالي في تطوير مقهى مملوك للمجني عليه في الهند، وأن المبلغ عبارة عن مليون دولار من الأوراق السوداء وحتى يحولها إلى أوراق نقدية يجب خلطها مع أوراق صحيحة من الفئة ذاتها، واستعمال محلول كيميائي لإزال المادة السوداء منها.

وحتى يحبك خدعته أجرى المتهم تجربة حقيقية أمام المجني عليه مستخدماً 10 ورقات من فئة 100 دولار ونفذ العملية مستعملاً محلولاً كان في عبوة جلبها معه غسل بها النقود وسلمها له، وطلب منه التأكد من صحتها في إحدى شركات الصرافة فتحمس المجني عليه ووقع في الفخ.

وأفاد المجني عليه بأنه كان يبحث عن شريك للاستثمار في مقهى يملكه ببلاده، فتلقى ذات يوم اتصالاً من أحد مديريه السابقين يخبره بأن شخصاً يبحث عن شراكة ونسق بينه وبين المتهم، وتحدث في التفاصيل مع الأخير وكيفية تقاسم الأرباح بينهما إذا وافق على دعمه مالياً في تطوير المقهى.

وأضاف أن المتهم أخبره بأن لديه مبلغاً كبيراً من المال في جنوب إفريقيا وسيتم إرساله إليه عبر طرق دبلوماسية، والتقيا معاً بعد وصول المبلغ على حد زعم المتهم، وأخبره بمشكلة الأوراق السوداء وأن الهدف من ذلك عدم ضبطها من قبل السلطات المختصة، وأجرى له تجربة حية على كيفية إزالة المادة السوداء وتحويل الأوراق إلى عملات صحيحة، فاقتنع بذلك.

وأشار إلى أن المتهم طلب منه تسليمه مبلغ 20 ألف دولار إذا أراد منه الاستثمار معه، فوافق المجني عليه وسحب مبلغ 73 ألف درهم وحولها إلى دولارات ثم اتفق مع الأخير أن يلتقي به في مقر سكنه للبدء في عملية تحويل الأوراق، وحضر المتهم بالفعل ومعه حقيبة قماشية ادعى أن بداخلها خزنة حديدية تحوي «الرزم» السوداء، وطلب منه تسليمه المبلغ الصحيح، كي يخلطها معاً لمدة 24 ساعة، وبعدها يبدأ عملية التنظيف، فسلمه المجني عليه 20 ألف دولار وهو مطمئن نظراً لأن العملية تجري في مسكنه.

وأوضح أن المتهم فتح الخزنة أمامه وقام بحركة كأنه يضع النقود السليمة، ثم أحكم إغلاقها وطلب منه عدم محاولة فتحها حتى يحضر بنفسه في اليوم التالي وينظف الأوراق السودء ويتم عملية التحويل، لافتاً إلى أنه فوجئ باتصال من شخص يدعي أنه صديق المتهم وأخبره بأن الأخير موقوف لدى مركز شرطة القصيص ولا يستطيع الحضور، وأبلغه بأن المتهم يطلب منه عدم فتح الخزنة حتى يحضر بنفسه، لكنه لم يحضر، فراودته الشكوك وأبلغ الشرطة، وهناك فقط أدرك أنه وقع ضحية عملية نصب واحتيال، وسلم الشرطة الحقيبة وبداخلها خزنة الأموال.


- المجني عليه ضحّى بكل ما يملك طمعاً في كنز وهمي.

تويتر