حارس أمن اشتبه فيه.. والنيابة أحالته إلى «جنايات دبي»

مدير شركة صرافة يتقاضى 150 درهماً رشوة لتسهيل معاملات غير شرعية

اشتبه حارس أمن لفرع شركة صرافة، موجود في أحد المراكز التجارية، في عميل يرتاد الفرع بشكل متكرر، ويتجه مباشرة إلى مدير الفرع، فيتحدث معه قليلاً، ثم يحصل منه على إيصال يتيح له تسلّم حوالات مالية.

وعندما رأى الحارس المدير يأخذ نقوداً من العميل، أثناء وجودهما في دورة المياه بالمركز التجاري، تزايدت شكوكه، فأبلغ أحد الصرافين المعنيين بتسليم الحوالات بما يدور في نفسه. وقرّر الصراف مقارنة صور المستندات التي يقدمها العميل بجواز السفر الأصلي، ليتبين لاحقاً أن العميل يستخدم هويات مزوّرة لأشخاص مختلفين، ويتسلم الحوالات بالتواطؤ مع مدير الفرع، بحسب تحقيقات النيابة العامة في دبي.

وقد أحالت النيابة المدير إلى محكمة الجنايات بتهمة ارتكاب جناية «قبول رشوة للقيام بفعل يخلّ بواجبات وظيفته، عبارة عن 150 درهماً عن كل معاملة يسهلها»، فضلاً عن «المشاركة الإجرامية في تزوير صورة محرر رسمي»، و«المشاركة في تزوير صورة محرر غير رسمي»، و«المشاركة في الاحتيال للاستيلاء على مال الغير».

وأفاد حارس الأمن في إفادته أمام النيابة العامة بأنه مكلف من إدارة الشركة بحراسة الفرع، ووضع المستندات في حوافظ مخصصة لذلك، لافتاً إلى عدم وجود أي خلافات سابقة بينه وبين مدير الفرع. وقال إنه كان يتولى حراسة الفرع كالمعتاد، في أحد أيام الجمعة، عندما حضر شخص يحمل ملامح إفريقية لاستلام حوالة مالية، ثم غادر، وأغلق الفرع لأداء صلاة الجمعة. وأثناء وجوده في دورة المياه، شاهد المتهم بصحبة العميل الإفريقي، إضافة إلى شخصين آخرين يحملان الملامح ذاتها.

وأضاف أنه لاحظ لاحقاً تردد الشخص نفسه مرات عدة على فرع الشركة، وكان يصل دائماً بعد دقائق من تلقي المتهم اتصالاً لاستلام حوالة مالية، لافتاً إلى أن تكرار الحدث ذاته أثار في نفسه الشكوك، خصوصاً أن العميل يقصد مدير الفرع فقط لاعتماد استمارة طلب الحوالة منه، قبل أن يوجهه الأخير إلى الصراف لتسلّمها.

وقال الحارس إنه رصد ذلك في يومين متتاليين، ما دفعه للتوجه إلى الصراف الذي سلم العميل النقود، لإخباره بما يدور في نفسه من شكوك، طالباً منه التدقيق على صور جوازات السفر التي يقدمها العميل الإفريقي، ليتبين أن العميل يقدم صور جوازات سفر لأشخاص مختلفين، تحمل صورته.

وأضاف أن الصراف أوقف العميل في المرة الأخيرة، وطلب منه إبراز أصل جواز السفر حتى يصرف له الحوالة، إلا أنه رفض ذلك، فتدخل المتهم، وسأل الصراف عن سبب عدم صرف الحوالة، فأبلغه بأن العميل يرفض إبراز أصل جواز السفر. عندها، غادر العميل الفرع بعدما أخذ طلب الحوالة والأوراق التي قدمها دون أن يتسلم النقود.

وأوضح الحارس أن الإجراءات التي كان يطبقها المدير المتهم مع العميل مخالفة للإجراءات المعمول بها، التي تلزم أي شخص يتقدم لصرف حوالة بتقديم أصل إثبات الهوية مع صورة منها، ليطابق الصراف الصورة مع الأصل حتى يتحقق من أن الشخص الماثل أمامه هو ذاته المثبت في طلب استلام الحوالة، مؤكداً أن مدير الفرع كان يسهل صرف الحوالات للعميل الإفريقي، الذي تبين لاحقاً أنه كان ينتحل أسماء أشخاص مختلفين.

وبسؤال الحارس عما إذا كان قد شاهد المتهم يتقاضى مبالغ مالية من العميل، أجاب بأنه كان يتسلم الرشى في دورة مياه المركز، مؤكداً أنه رآه يفعل ذلك هناك.

من جهته، قال شاهد من شرطة دبي، يعمل محققاً جنائياً، إن المتهم اعترف أمامه بتسهيل استلام حوالات مالية لشخص إفريقي، مقابل حصوله على رشى، 150 درهماً عن كل حوالة، وإنه كان يتقاضى النقود في دورة المياه، مضيفاً أنه فعل ذلك خمس مرات.


الحارس رأى المدير يأخذ نقوداً من العميل، أثناء وجودهما في دورة المياه.

تويتر