استشراف مستقبل المخدرات.. ما هو القادم؟

بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة «دولة المستقبل» باستشراف مستقبل العديد من القطاعات الحيوية كقطاع الصحة، والتعليم، والتكنولوجيا والاقتصاد لتكون لديها القدرة الاستباقية الناجحة والمستدامة. ومن هذا المنطلق نظمت شرطة دبي ملتقى حماية الدولي الـ13، تحت شعار «استشراف المستقبل في المواجهة العالمية للمخدرات.. التنبؤات - الاستعداد - الوقاية لعام 2030»، في 12-13 مارس 2018، بوجود عدد من المختصين والباحثين في هذا المجال.

يتوقع المختصون

في أوروبا استخدام

الروبوتات بشكل واسع

في علاج مرضى

الإدمان في المستقبل.

وتم تسليط الضوء على بعض نماذج استشراف مستقبل المخدرات وأنماط تعاطيها، فعلى سبيل المثال تمت مناقشة السيناريوهات الاستشرافية لمستقبل المواد المخدرة في أوروبا لعام 2030، ولعل أبرزها سيناريو مستقبل المواد المخدرة ومرض الإدمان في عصر التغير التكنولوجي السريع، ويتوقع المختصون أن تلعب التكنولوجيا دوراً بارزاً في مراقبة التدخلات السلوكية المصاحبة لعلاج مرض الإدمان، وكذلك دعم مجموعات المدمنين المتعافين، وسيتم استخدام الشبكات الاجتماعية بشكل أوسع في نشر ثقافة الوقاية والمعرفة، خصوصاً بين المراهقين والشباب.

ولتقليص العبء العلاجي على الأطباء يتوقع المختصون في أوروبا استخدام الروبوتات بشكل واسع في علاج مرضى الإدمان في المستقبل. وفي فنلندا يتوقع مستشرفو المستقبل زيادة ملحوظة في عدد متعاطي المواد المخدرة، خصوصاً أدوية الوصفات الطبية المراقبة، وذلك لانتشار الاعتقاد الخاطىء بين شرائح من المجتمع بأن هذه المواد أكثر أمناً وأقل قابلية للإدمان مقارنة بغيرها من المواد المخدرة. وكانت أحد الاحتمالات الواردة زيادة زراعة الحشيش في المنازل، وعليه وضعت الحكومة الفنلندية بعض الخطط الاستباقية لمواجهة المشكلة المحتملة.

أمّا المملكة المتحدة خرجت بسيناريوهات مستقبلية مختلفة كلياً عن بقية الدول، حيث استشرف الباحثون أن العلاجات الدوائية المستقبلية للإدمان ستكون أكثر أمناً، مستندين في ذلك إلى التطور العلمي الكبير لفهم آلية عمل الدماغ، وتوقعوا أيضاً أنه من الممكن تعديل التركيبات الكيميائية للمواد المخدرة بإزالة الخصائص الإدمانية للتقليل من مخاطرها على الصحة العقلية والجسدية. كما توقعوا تطوير محسنات إدراك مستقبلية بهدف تعزيز وظائف الدماغ وزيادة سرعة التفكير، ومن المحتمل أن تكون بديلاً لتعاطي المواد المخدرة بين الشباب.

ماذا عن استشراف تعاطي المواد المخدرة وآليات الوقاية منها في دولة المستقبل؟ هل حان الوقت لوضع السيناريوهات المستقبلية وخطط الاستجابة في هذا المجال؟ وماذا عن التغيرات التكنولوجية؛ السياسية، والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من التغيرات التي تشهدها الدولة.. هل تعتبر محركات لسيناريوهات المستقبل؟ بما أن التغير هو الثابت الوحيد الذي نعيشه أصبح من الضروري الاستعداد للقادم، ولأننا نحن من نصنع المستقبل فلنسهم في صنع مستقبل آمن وصحي سعيد لنا ولأبنائنا.

alhayyas@gmail.com

الأكثر مشاركة