عبر التلاعب ببيانات دفع القسائم الخيرية

التسول الإلكتروني ينهب أرصدة المحسنين في رمضان

صورة

تنشر حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي «سوشيال ميديا» مواعظ دينية تحث على الصدقة، وصور حالات إنسانية لمرضى في حاجة لعمليات جراحية، وغيرها من صور التسول الإلكتروني المتجددة، وتسمية هذه الحسابات بأسماء وهمية لجمعيات خيرية وإنسانية، مستغلة شهر رمضان الكريم في حث المتبرعين على دفع الصدقات.

ويمارس المتسولون إلكترونياً طرقاً مختلفة في جذب ضحاياهم، وسحب أموال من أرصدتهم البنكية تصل إلى 6000 درهم على قسائم خيرية، و4000 درهم لقسيمة إفطار صائم، على الرغم من أن قيمة الكوبون لا تتجاوز 100 درهم، عبر التلاعب ببيانات دفع القسائم الخيرية، كما تقوم الحسابات الوهمية بإرسال عروض عبر خدمة الرسائل الخاصة للأشخاص، تطلب منهم التبرع بقسائم خيرية لإفطار صائم، ومير رمضاني، وزكاة العيد، وغيرها، مستغلة شهر رمضان في تحقيق مكاسب سريعة.

وقال المحامي والمستشار القانوني، راشد الحفيتي، إن التسول الإلكتروني يعد من أشكال الاحتيال التي يستغلها أشخاص في جمع الأموال بطرق غير قانونية، تستغل تعاطف الأشخاص تجاه الحالات الإنسانية، خصوصاً خلال شهر رمضان الفضيل، مشيراً إلى ضرورة إبلاغ الجهات الأمنية المختصة عن أي حالات تسول إلكتروني، أو من يروجون لجمعيات خيرية وهمية من أجل مكافحة هذه الظاهرة بالوعي والمسؤولية المجتمعية.

وذكر أن القانون الإماراتي يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر وغرامة لا تقل عن 10 آلاف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب جريمة التسول باستخدام وسائل تقنية المعلومات، كما يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة لا تقل عن 100 ألف درهم، كل من أدار جريمة التسول المنظم الذي يرتكب من مجموعة منظمة من شخصين أو أكثر، ويعاقب بالعقوبة ذاتها كل من يستقدم أشخاصاً للدولة، ليستخدمهم في جريمة التسول المنظم.

وأشار إلى أن التسول الإلكتروني له آثاره على المجتمع، خصوصاً أنه متجدد عبر حيل ذكية، تغرر بالأشخاص وترغبهم في التبرع، الأمر الذي يتطلب جهود الجهات المسؤولة في رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية عدم الاستجابة للتسول الإلكتروني، وتمييز القنوات الوهمية.

من جهته، أكد مدير عام العمليات الشرطية في قيادة شرطة الفجيرة، العميد حميد محمد اليماحي، خطورة التعامل مع المتسولين أو التواصل معهم بأي صورة، وذلك تجنباً للممارسات والحيل التي يتبعها المتسولون للإيقاع بضحاياهم، بغرض جمع الأموال بطرق غير مشروعة، مشيراً إلى أن شرطة الفجيرة تبذل جهوداً كبيرة لمكافحة هذه الآفة والتصدي لها من خلال تنفيذ حملات تفتيشية، ورفع مستوى الوعي للحد من هذه السلوكيات الخاطئة، مشدداً على المواطنين والمقيمين المشاركة في مكافحة ظاهرة التسول التي تنتشر في شهر رمضان، مطالباً بضرورة الإبلاغ عن أي شخص يمارس التسول، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.

وأكد اليماحي أن على المحسنين التوجه إلى المؤسسات والجمعيات الخيرية حال الرغبة في التبرع، والتي تتولى توزيع أموال الزكاة على المستحقين بهدف الحد من انتشار ظاهرة التسول، ومكافحتها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، ما يعكس الوجه الحضاري المشرق والسمعة التي تتمتع بها الدولة.

وأضاف أن القيادة العامة لشرطة الفجيرة تتولى تطوير أداء فريق العمل المتخصص بالجرائم الإلكترونية لمواكبة تطور الجرائم، والقضاء على الاحتيال والجرائم الحديثة التي ظهرت في ظل التطور التقني وتحول الخدمات الذكية، مؤكداً أن الفريق حقق نجاحات في جميع البلاغات التي تم التعامل معها، وسلم المجرمين المتخفين خلف الشاشات والهواتف الذكية لقبضة القانون والعدالة لاتخاذ الإجراءات والعقوبات اللازمة بحقهم.

اتصالات مجهولة

ناشدت القيادة العامة لشرطة الفجيرة جميع الأفراد تحري الدقة مع الاتصالات المجهولة التي ترد إليهم بقصد الاحتيال الهاتفي، وعدم الإدلاء بأي بيانات ومعلومات شخصية، خصوصاً المعلومات المصرفية، والابتعاد عن مروجي الجوائز الوهمية.

ودعت إلى عدم التردد في الإبلاغ عن أي محاولة للاحتيال الإلكتروني، وذلك بالاتصال على الرقم المباشر لقسم الجرائم المنظمة لشرطة الفجيرة.

تويتر