القاتل الصامت وراء وفاة خادمتين .. وشرطة دبي تحذر من ممارسات خطرة

صورة

 

كشفت شرطة دبي عن وفاة خادمتين أخيراً متأثرتين بغاز أول أكسيد الكربون، أو ما يعرف بالقاتل الصامت، إثر قيامهما بإشعال فحم في غرفتها المغلقة بحثاً عن الدفء، ففارقتا الحياة أثناء نومها.

وتفصيلاً،حذرت القيادة العامة لشرطة دبي، من حالات التسمم والاختناق، الناجمة عن استنشاق أول أكسيد الكربون المنبعث من احتراق الوقود في الأماكن المغلقة.

وقال ، مدير إدارة التوعية الأمنية، في الإدارة العامة لإسعاد المجتمع بشرطة دبي بطي أحمد بن درويش الفلاسي إن حوادث التسمم والاختناق الناجمة عن استنشاق غاز أول أكسيد الكربون، تكثر في موسمي الشتاء والصيف، نتيجة قلة الوعي والممارسات الخاطئة لبعض الأفراد، الذين يلجؤون خلال موسم الشتاء إلى حرق مصدر للوقود في أماكن مغلقة تفتقر للتهوية تماماً، بحثاً عن الدفء، فينجم عن عملية الاحتراق غاز أول أكسيد الكربون، ويستنشقه الأفراد دون شعور بهذا القاتل الصامت، فيُصابون بحالة من الإعياء والوهن والضعف، ويدخلون بعدها في غيبوبة ثم يُفارقون الحياة. 

وأضاف أنه في موسم الصيف، تقع حوادث التسمم والاختناق نتيجة جلوس أفراد في مركبات قيد التشغيل متوقفة في مرآب مغلق من دون تهوية، ونتيجة عملية احتراق الوقود في المركبة، يدخل غاز أول أكسيد الكبون عبر فتحات التكييف، ويستنشقه الأفراد داخل المركبة، ليعاونوا أعراض التسمم والاختناق.

وأكد الفلاسي أن القيادة العامة لشرطة دبي، تجدد حملتها التوعوية "القاتل الصامت" كل عام، وتكثف جهودها لزيادة الوعي بالممارسات الخاطئة، وضرورة الالتزام بتعليمات السلامة، ومنها التأكد من تهوية الأماكن المغلقة عبر فتحات النوافذ أو أنظمة الشفط الميكانيكية، وتركيب أجهزة تبريد أو تدفئة مطابقة للمواصفات المحلية، وعدم استخدام المداخن أو حرق الفحم في أماكن مغلقة، وتركيب أجهزة الكشف عن الغازات السامة في الوحدات السكنية، وصيانة الأجهزة من قبل فني مرخص ومتخصص، وعدم تشغيل المركبات والمكوث بها لفترات طويلة في الأماكن المغلقة، وعدم استخدام شوايات الفحم داخل المنزل أو القبو أو داخل الخيم أو المرآب أو بالقرب من أي نافذة، وعدم تدفئة المنزل بفرن الغاز، والاحتفاظ دائما بمولدات الطاقة خارج المنزل على بعد ستة أمتار على الأقل من أي نافذة أو باب أو فتحة تهوية، ونبه إلى أهمية عدم تشغيل سيارة أو شاحنة داخل مرآب ملحق بالمنزل حتى لو كان الباب مفتوحاً،

 ولفت إلى أن الحملة استهدفت ثكنات العمال في 3 مناطق، جبل علي، والقوز، والقصيص، إذ تم توزيع أكثر من 2000 حقيبة توعوية عليهم، تحوي مستلزمات شتوية، ومطويات توعوية باللغتين الانجليزية والأوردو، إلى جانب ملصقات ولافتات توعوية في الشوارع للوصول إلى أكبر عدد من أفراد الجمهور.

خطورة الغاز

من جهتها أوضحت مدير إدارة الأدلة الجنائية التخصصية، في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة بشرطة دبي خبير أول سموم ابتسام عبد الرحمن العبدولي، ، أن أشخاصاً يلجؤون في موسم الشتاء إلى إشعال نار للتدفئة داخل غرف مغلقة، فيحل غاز أول أكسيد الكربون محل غاز الأكسجين في الغرفة، ونظراً لعدم وجود رائحة ولا طعم ولا لون لغاز أول أكسيد الكربون، فإن جزيئاته تحل تدريجيا محل الأكسجين في الدم، فيشعر الشخص بأعراض طفيفة، كالصداع، وضيق في التنفس والدوار والغثيان، حتى يتشبع دمه بأول أكسيد الكربون، ليدخل في حالة إغماء ثم يفارق الحياة.

وقالت العبدولي " ينتج غاز أول أكسيد الكربون، عن احتراق الوقود من مصادر مختلفة، كالفحم والحطب والبلاستيك وغيره، وإذا كانت عملية الاحتراق داخل مكان مغلق دون تهوية، كالغرف أو المباني الخشبية (كارفان)، أو المركبات المخصصة للرحلات (الفان)، أو في العزب أو الخيام، فإن كمية غاز أول أكسيد الكربون ستزداد تدريجيا، إلى حين حدوث التسمم والوفاة، ويتسبب هذا القاتل الصامت بوقوع وفيات سنويا في مختلف دول العالم، نتيجة قلة الوعي بهذه الممارسات الخاطئة والمميتة."

وأشارت إلى وفاة خادمتين آسيويتين أخيراً، نتيجة إشعالهما للفحم في غرفتهما المغلقة، بحثاً عن الدفء، لتُفارقا الحياة وهما نائمتان.

وحول كيفية التصرف إذا شعر البعض بأعراض وجود غاز أول أكسيد الكربون، أو حال عثورهم على أفراد في حالة إغماء، أكدت ضرورة سرعة سحب الأشخاص المغمى عليهم خارج المكان المغلق فوراً، وفتح النوافذ لإدخال الأكسجين إلى المكان، والاتصال بالإسعاف لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

 

تويتر