عذر قهري وراء تغيبه

البراءة لخليجي تخلف عن الفحص الدوري لكشف تعاطي المخدرات

«استئناف الشارقة»: الأحكام الجزائية تبنى على الجزم واليقين لا على الظن والتخمين. تصوير: أسامة أبوغانم

قضت محكمة استئناف الشارقة الاتحادية بالبراءة لشاب خليجي متهم بالتغيب عن الفحص الدوري من أجل تخليصه من الإدمان وعلاجه، للتأكد من عدم عودته لتعاطي المخدرات، بعد أن أثبت المتهم للمحكمة وجود عذر منعه من الحضور، تمثل بإصابته في قدمه وعلاج والده من مرض السرطان.

وتفصيلاً، جاء في لائحة اتهام النيابة العامة أن المتهم تغيب عن الحضور في الموعد المحدد لمركز الشرطة، لإعطاء عينة من بوله للجهات المختصة، رغم توقيعه على تعهد بالالتزام بالحضور.

فيما حكمت المحكمة بحبس المتهم لمدة سنة عما أسند إليه من تهمة وإلزامه بالرسوم، إلا أن المحكوم عليه استأنف الحكم، وقضت محكمة الاستئناف بعدم قبول الاستئناف لتقديمه بعد الميعاد المقرر.

وطعن المتهم على الحكم أمام المحكمة الاتحادية العليا بمدينة أبوظبي التي ألغت الحكم المطعون وأعادت الدعوى إلى محكمة الاستئناف لنظرها مجدداً بهيئة مغايرة، مستندة إلى تخلف المستأنف عن التنفيذ بسبب عذر قهري.

وحضر المتهم أمام محكمة الاستئناف عبر الاتصال المرئي وطالبت المحامية حصة الشرع الممثل القانوني للمتهم ببراءة، موضحة أن موكلها كان يمر بعذر قهري حال دون استطاعته إتمام الفحص الدوري للكشف عن تعاطيه للمواد المخدرة، إذ كان يرعى في تلك الأثناء والده المصاب بمرض السرطان ويقوم برعايته وتقديم العلاجات اللازمة له.

وأكدت أن المتهم دخل المركز الوطني للتأهيل في إمارة أبوظبي طواعية من أجل تخليصه من الإدمان وعلاجه، وكان يراجع العيادات الخارجية منتظماً بالفحص الدوري.

من جهتها، قضت محكمة استئناف الشارقة بقبول الاستئناف شكلاً وفي الموضوع ببراءة المتهم مما أسند إليه، حيث إن الأحكام الجزائية يجب أن تبنى على الجزم واليقين لا على الظن والتخمين والمحكمة بعد اطلاعها على ما جاء في دفاع المتهم بالإضافة إلى أن أوراق الدعوى قد خلت من أي دليل كاف مقنع تطمئن إليه المحكمة في إدانة المتهم، كما أن المستأنف أنكر في مراحل الدعوة كافة مما ترى معه المحكمة أن المتهم لم يتخلف عن الفحص الدوري.

تويتر