رئيس نيابة السير: ردّ الفعل الحادّ غير مطلوب.. وهناك نوافذ للشكوى

سائقون يواجهون «سلاحف الطريق» بقيادة عدوانية

صورة

ماذا نفعل مع سلاحف الطريق؟

سؤال وجهه سائق مواطن إلى المحامي العام، رئيس نيابة السير المرور في دبي، المستشار صلاح بوفروشة الفلاسي، خلال ندوة افتراضية نظمتها هيئة المجتمع، أخيراً، تحت عنوان «المسؤولية القانونية لمستخدمي الطريق»، مستفسراً عن التصرف الصحيح للتعامل مع سائقي السيارات الذين يقودون مركباتهم ببطء على المسار السريع في الطرق المختلفة خصوصاً المفتوحة.

السؤال الذي اعتبره الحاضرون طريفاً في صياغته، أثار اهتمام الفلاسي، إذ أكد أن هذا السلوك يثير بعض الإشكاليات على الطريق، وربما يكون مستفزاً للسائقين الآخرين، مشيراً إلى أنه يعكس قدراً كبيراً من عدم الوعي لكن في المقابل لا يفترض أن يتم التعامل معه بعدوانية، خصوصاً في ظل وجود قنوات يمكن اللجوء إليها للشكوى مثل تطبيق «كلنا شرطة» الذي توفره شرطة دبي لتلقي شكاوى جميع أفراد المجتمع.

سائقون آخرون تفاعلوا مع شكوى صاحب وصف «سلاحف الطريق» وقال أحدهم لـ«الإمارات اليوم» إنه رصد حالة بالغة الخطورة أثناء سيره في الطريق من دبي إلى أبوظبي على شارع الشيخ زايد، إذ كان سائق يقود سيارته على المسار الأيسر السريع بسرعة تتفاوت من 100 إلى 110 كيلومترات في الساعة، على الرغم من أن سرعة الطريق في تلك المنطقة تصل إلى 140 كيلومتراً في الساعة، ما أثار غضب سائقين آخرين خلفه، ولجأ عدد منهم إلى تجاوزه عبر المسار الأيمن الموازي له، مع حرص كل منهم على التعبير عن غضبه بطرق مختلفة، منها دق منبه السيارة بقوة لتنبيهه إلى خطئه، لكنه تجاهلهم كلياً وكأنه يسير بمفرده على الطريق، إلى أن أتى سائق يقود سيارة رياضية سريعة، فالتصق بسيارة السائق الذي يسير ببطء من الخلف لمسافة طويلة مع استخدم المنبه بشكل مستمر حتى أجبره على الإفساح له.

وأضاف أن السائق البطيء عاد مجدداً إلى المسار السريع، كأنه في حالة عناد مع جميع مستخدمي الطريق، لكن سائق السيارة السريعة لم يتركه، وتصرف معه بطريقة عدوانية، فأبطأ سيارته إلى حد كبير ومنعه من التجاوز، معتقداً أنه يلقنه درساً بهذه الطريقة، بل إنه بدأ في استخدام الفرامل بشكل متقطع لإخافته، واستمرت هذه المناكفة الخطرة دقائق عدة حتى ملّ سائق السيارة الرياضية ومضى في سبيله.

وأفاد شخص آخر ممن حضروا الندوة الافتراضية، أحمد جمال، بأن هناك إشكالية في فهم المقصود بالحدين الأدنى والأقصى للطريق، إذ يعتقد كثير من السائقين أن من حقهم استخدام المسار السريع طالما لا ينزلون بالسرعة إلى الحد الأدنى، أو يقودون مركباتهم بالحد المقرر دون استخدام الهامش المسموح به، فتجد أحدهم يسير بسرعة 100 كيلومتر في الساعة لأن اللوحات تشير إلى ذلك، ويرفض الإفساح للقادمين من الخلف الذين يريدون الاستفادة من الهامش الإضافي.

وأوضح أن صديقاً له تعرض لموقف مزعج بسبب «سلاحف الطريق»، إذ كان يقود سيارته على السرعة المقررة دون الاستفادة من الهامش، فاستخدم أضواء السيارة لتنبيهه حتى يفسح له المسار السريع، لكن السائق الأمامي تجاهله. وحين اضطر إلى تجاوزه من اليمين، فوجئ به يوجه إليه إشارة مخلة بإصبعه، فاعتبرها إهانة وسجل رقم السيارة وحرر بلاغاً لدى الشرطة، التي استدعت السائق المسيء، فأنكر ارتكاب أي تصرفات بذيئة، وتحصن بأنه كان يسير بحسب السرعة المقررة للطريق وليس مطلوباً منه الإفساح لأحد.

وذكر يوسف أحمد، من الحضور، أن هناك أوقاتاً يصعب فيها تحمل «سلاحف الطريق»، لافتاً إلى أنه يستخدم شارع الإمارات يومياً إلى عمله ويحتاج إلى الاستفادة من كل دقيقة للوصول في الموعد المحدد، لكنه يصطدم بهؤلاء السائقين في كثير من الأحيان، ويحاول ضبط أعصابه قدر الإمكان لكنه يشعر بانزعاج كبير، خصوصاً في ظل عدم استيعاب البعض لأهمية الوقت، والطريقة الصحيحة لاستخدام المسار السريع.

وعلق المشارك في الندوة، ماهر علي، قائلاً إن الإشكالية لا تقتصر على مجرد السير ببطء على المسار السريع، بل تمتد إلى عدم فهم ثقافة السير في بقية المسارات، فيعتقدون أن الإفساح يكون للمسار الأيسر الأخير فقط، وتجدهم يسيرون ببطء على المسار الموازي، وهذا خطأ شائع، ويمكن أن يكون سبباً في حوادث بليغة.

ورداً على استفسار صاحب سؤال «سلاحف الطريق» قال المحامي العام، رئيس نيابة السير والمرور في دبي المستشار صلاح بوفروشة الفلاسي، إن القيادة ببطء على المسار السريع مشكلة ثقافية، موضحاً أن «البعض يقود سياراته بسرعة أقل من الحدّ الأدنى، أو بسرعات أقلّ من المسموح بها»، مؤكداً ضرورة الالتزام بالمسار الأقصى في اليمين إذا كانت القيادة بالسرعة الأدنى المقررة.

وأضاف أن الإفساح للقادم من الخلف على المسار السريع ضروري، فلا أحد يعلم ظروفه، كما أن هناك تقنيات ضبط مثل أجهزة الرادار منتشرة في جميع الشوارع التي تتمتع ببنية تحتية وتقنية متطورة، لذا لا يجب تذرع السائق بأنه ملتزم بالسرعة المقررة لعدم الإفساح للقادمين من الخلف.

وكشف الفلاسي عن تسجيل حوادث عدة بسبب محاولات تجاوز هذه الفئة من السائقين، دون مراعاة فارق السرعة على المسارات الموازية، فتجد سائقاً يحاول تجاوز السيارة التي أمامه على سرعة كبيرة، وحين ينتقل إلى المسار الموازي يكتشف أن هناك سيارة أخرى أمامه تسير بسرعة بطيئة فيصطدم بها من الخلف.

وفي المقابل، أكد ضرورة عدم التصرف بعدوانية مع السائقين البطيئين، خصوصاً في ظل توافر نوافذ مختلفة يمكن الإبلاغ عنهم من خلالها مثل برنامج كلنا شرطة، لتتولى الشرطة مخالفتهم أو على الأقل التواصل معهم وتوعيتهم بكيفية القيادة الآمنة.

حوادث مرورية عدة نجمت عن محاولات تجاوز، من دون مراعاة فارق السرعة على المسارات الموازية.

تويتر