اختلق سيناريو انتحارها و«استئناف دبي» تعاقبه بالمؤبد

رجل يغرق صديقته لعلاجها من الجن

قضت محكمة الاستئناف في دبي بالسجن المؤبد والإبعاد بحق رجل كندي الجنسية قتل صديقته بإغراقها في حوض الاستحمام بدعوى أنها كانت مسكونة بالجن وأنه كان يعالجها، بعد أن اختلق في البداية سيناريو لإخراج الجريمة باعتبارها انتحار.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة في الواقعة أن علاقة طويلة نشأت بين المتهم والمجني عليها، وكان يغار عليها كثيراً ويلاحقها، فضلاً عن أنه كان لديه علاقات نسائية متعددة، ما تسبب في خلافات متكررة بينهما، ومحاولتها الانفصال عنه، لكنه كان يتمسك به ويطاردها.

وأفادت بأن المتهم أشاع في الفترة الذي سبقت ارتكابه الجريمة يوم 26 مارس العام الماضي بأنها مسكونة بالجن، وهو الوحيد القادر على علاجها من المس الشيطاني وطلب من صديقاتها إقناعها بذلك، وحين لم يجد نفعاً من ذلك عقد العزم على قتلها وخطط بهدوء لذلك،
وفي يوم الجريمة تعاطى مخدر الحشيش، ثم اعتدى عليها بالضرب المبرح، مسبباً لها إصابات عدة في وجهها وعنقها ومناطق مختلفة من جسدها، ثم اقتادها إلى الحمام وثبت رأسها تحت صنبور الاستحمام وثبته أسفل المياه حتى فاضت روحها، ثم تركها على هذا الوضع نحو خمس ساعات وسحبها بعد ذلك، معتقداً أن هذا الوضع سوف يرسخ سيناريو انتحارها، وطلب الإسعاف.

ونتج عن مقاومة المجني عليها للمتهم إصابات في ساعديه وأصابعه، وتم عرضه على لجنة مختصة بالطب النفسي في مستشفى راشد، وتأكد أنه لا يعاني من أي أمراض عقلية أو نفسية تؤثر على إرادته أو إدراكه في تاريخ الواقعة.

وقالت جارة المجني عليها في النياية، أنها دأبت على سماع شجار بين المجني عليها والمتهم قبل نحو أسبوعين من الجريمة، وفي يوم الواقعة، سمعت صوت مشاجرة، ومن ثم تم تشغيل القرآن بصوت مرتفع، وفي منتصف الليل سمعت صوت اعتداء وارتطام شيء بالأرض، وكان الرجل يتحدث باللغة العربية، فيما كانت تتوسل إليه المرأة حتى لا يقتلها، وتكرر صوت الارتطام، وعبارات ذات مدلول ديني، فاتصلت بالشرطة، ثم تحدثت إلى حارس الأمن.

وحين عادت إلى شقتها، سمعت صوت ارتطام وكانت المجني عليه تقول للمتهم «انت تؤذيني»، فعادت مرة أخرى إلى حارس الأمن، الذي رافقها وطلب منها البقاء في شقتها وسوف يتحدث إليهم، وكانت المجني عليها تقول للمتهم إن الشرطة سوف تحضر.
من جهته قال شاهد من شرطة دبي إن بلاغاً ورد عن الواقعة، فانتقل إلى هناك، ووجد المتهم وسأله عما حدث، فقرر له أن المجني عليها انتحرت، وأبدى انزعاجه من إجراءات الشرطة والإسعاف، وكان يطلب من المسعفين إجراء التنفس الاصطناعي لها، لكنهم ابلغوه أنها فارقت الحياة منذ ساعات، وكان يبدو في حالة غير طبيعية، كأنه تحت تاثير المخدرات.

وأضاف أنه استجوب المتهم في اليوم الثاني بعد أن استرد وعيه، وقرر بأنه كان على علاقة غرامية بالمجني عليها منذ نحو ثلاث سنوات، ولاحظ عليها تصرفات غريبة في الفترة الأخيرة، وأنها مسكونة بالجن، فقرأ عليها الرقية الشرعية، وكان يشاهد مقاطع فيديو عن كيفية العلاج من المس.

وأشار المتهم إلى انها فعل لها ذلك يوم الواقعة ثم لكمها في بطنها وسحب شعرها وثبت يدها ثم ذهب معها للاستحمام، وغادر حوض الاستحمام وتركها بمفردها وحين عاد إليها بعد دقائق وجدها في وضعية السجود، وأثناء ذلك تشنجت يده اليسرى، فحاول إخراج وإجراء التنفس الاصطناعي لها لكن دون جدوى فاتصل بالشرطة، عازياً الإصابات التي كانت في يديه بأنها حدثت أثناء محاولته تثبيتها لضرب الجن، وحين كان يحاول سحبها من شعرها.

وأكد تقرير الطب الشرعي أنا الوفاة حدثت بصورة جنائية بإغراق المجني عليها داخل مسبح حمام غرفتها وجميع الإصابات تتنافى مع ادعاء المتهم بأنه كان يحاول إنقاذها من الغرق. 

وطعن المتهم أمام محكمة الاستنئاف ضد حكم المحكمة الابتدائية لكن لم تقبل المحكمة دفوعه، كما أنها رفضت مطالبة النيابة العامة في طعن مقابل بتطبيق ظرف سبق الإصرار المشدد، وحكمت بالسجن المؤبد والإبعاد.

تويتر