أكدوا أنه بصعود الطفل إلى الحافلة تنتقل المسؤولية عنه إلى المشرفة والسائق والمركز

خبراء: حافلات مراكز خاصة لا تخضع لمعايير سلامة الأطفال

بقاء الطفل 10 دقائق في الحافلة المغلقة كفيل بإنهاء حياته. أرشيفية

أكد خبراء في الطب والقانون والمرور، أن عدم تطبيق المراكز الخاصة، التعليمية الترفيهية والتنموية والتعليمية الخاصة بالدولة، معايير السلامة والوقاية داخل حافلات نقل الأطفال لديها، كان سبباً في وفاة الأطفال اختناقاً، إذ لا تخضع الحافلات المؤجرة لأي معايير للحفاظ على سلامة مستخدميها، مشيرين إلى أنه فور صعود الطفل إلى الحافلة تنتقل مسؤولية رعايته ومراقبته من الأسرة إلى المشرفة والسائق ومدير المركز، وأنهم يتحملون مسؤولية تعرضه للخطر أو وفاته بسبب نسيانه في الحافلة، وأن بقاء الطفل مدة 10 دقائق في الحافلة المغلقة كفيل بإنهاء حياته.

وتفصيلاً، أشار المستشار القانوني والمحامي، منصور المازمي، إلى أن وفاة أطفال اختناقاً في الحافلات دليل على عدم اتباع السائق والمشرفة إجراءات السلامة والوقاية المنوطة بهما، لافتاً إلى أنه يقع على المشرفة مسؤولية مراقبة كل شخص في الحافلة، والتأكد فعلاً من صعوده ونزوله منها في المركز حتى عودته إلى منزل ذويه.

وذكر أنه من الناحية المدنية، فمسؤولية المركز قائمة استناداً للقانون، وفي هذه الحالة للقاضي أن يلزم المركز، كونه له سلطة فعلية، بالرقابة والتوجيه على السائق والمشرفة، بصفتهما تابعين للمركز.

وقال الخبير المروري المدير التنفيذي لـ«جمعية ساعد»، جمال العامري، إن تطبيق معايير السلامة المرورية والوقاية المتوافرة في الحافلات المدرسية التي تشرف عليها مؤسسة مواصلات الإمارات أسهم بشكل كبير في الحد من وقوع حوادث نسيان الطلبة والأطفال في الحافلات، مؤكداً ضرورة نقل تجربة المؤسسة بشأن النقل الجماعي إلى حافلات المؤسسات والمراكز الترفيهية والتعليمية والتنموية، وللحفاظ على الطلبة والأطفال من النسيان بداخلها.

وأوضح أن هناك مؤسسات تخفض من معايير السلامة والوقاية في الحافلات خلال نقل الأبناء لديها، إذ إن الحافلات التابعة لها ليست مجهزة بوسائل ترصد أي شخص داخل الحافلة، مطالباً باعتماد حافلات المؤسسات التي تتوافر فيها معايير السلامة والوقاية، خصوصاً التي تنقل الطلبة والأطفال، للحفاظ على سلامتهم، والحد من حوادث فقدانهم أو نسيانهم أو تعرضهم للوفاة جراء الاختناق.

فيما قال أخصائي طب الأسرة، الدكتور عادل سعيد سجواني، إن نسيان الطفل في الحافلة أو المركبة لمدة تزيد على 10 دقائق كفيل بتعرضه للوفاة في حال لم يتم إنقاذه في الوقت المناسب، إذ إن إغلاق المركبة أو الحافلة يؤدي إلى زيادة الحرارة داخلها، ومعه يصل الطفل إلى الإنهاك الحراري الشديد.

وأوضح أنه يمكن السيطرة على حوادث نسيان ووفاة الأطفال في الحافلات من خلال تطبيق معايير السلامة والوقاية، واستخدام التطبيقات الذكية والإلكترونية لمراقبة الحافلة عن بعد، ورصد أي طفل بداخلها بعد إغلاقها ونزول المشرفة والسائق منها.

وفاة 6 أطفال منذ سنة 2013 اختناقاً في مركبات

رصدت «الإمارات اليوم» وفاة ستة أطفال منذ سنة 2013 اختناقاً في مركبات ذويهم، وحافلات مراكز خاصة تعليمية وتنموية، حيث توفي طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، في يونيو 2013، في منطقة أذن، في إمارة رأس الخيمة، بعد أن نسيه أهله في السيارة، لمدة ثلاث ساعات. وفي أكتوبر 2014 توفيت طالبة، تبلغ من العمر أربع سنوات، إثر نسيانها في حافلة مدرسة خاصة في أبوظبي، ما أدى إلى وفاتها اختناقاً.

وفي يونيو 2019، توفي طفل يبلغ ست سنوات، نتيجة تركه في حافلة تابعة لمركز لتحفيظ القرآن، في منطقة القوز، بعد نزول الأطفال منها وإغلاق أبوابها. وفي مارس الماضي، توفيت طفلة (أربع سنوات) اختناقاً داخل مركبة ذويها، في منطقة «آب تاون»، في دبي، بعد أن بقيت بداخلها أكثر من ساعتين، دون أن يلاحظ أحد من أفراد الأسرة غيابها. وفي يونيو الماضي، توفي طفل (ثماني سنوات) اختناقاً في مركبة كانت متوقفة بجوار منزله في إمارة الشارقة، حيث دخل الطفل إلى المركبة للعب بداخلها، إلا أنه لم يتمكن من الخروج بعد إغلاق بابها، فتوفي نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، وبقائه بلا تهوية ساعات طويلة، فيما سجلت إمارة عجمان الحادثة الأخير، الإثنين الماضي، عندما توفي طفل اختناقاً داخل حافلة تابعة لأحد مراكز تنمية المواهب، بعد تركه نائماً، دون الانتباه له لمدة أربع ساعات.

• وفاة أطفال اختناقاً في حافلات دليل على عدم اتباع إجراءات السلامة والوقاية.

تويتر